كتب - حسن خالد: يسعى منتخبنا البحريني الوطني جاهداً للظفر ببطولة كأس الخليج و للمرة الأولى في تاريخه، هذه البطولة التي استعصت عليه طوال 20 بطولة سابقة مضت انطلقت على أرضه و مازالت بانتظار سعيه واجتهاده، ولعل الجهد المبذول يجب أن يصل إلى الذروة خصوصاً هذه المرة لأنها مرة من المرات البعيدة زمنياً التي تستضيف بها البحرين البطولة، لذا فعلينا إن لم نحققها أن ننتظر سنوات مديدة حتى يعود "الخليجي” إلى الأرض البحرينية.ولعل الانتصار الأخير أمام المنتخب القطري قد يفتح أبواباً كبيرة نحو الأمل والتفاؤل للفوز بهذه الكأس، وبين التأمل والواقعية خيط رفيع وشروط واجبة حتى تحقق، وهي ليست سوى من شروط بسيطة.الاستقرار الفنيلربما المنتخب يعاني من نقطة مهمة جداً، وهي الاستقرار الفني، حيث إن هذا العامل لايزال كالديرون لم يكتشفه بعد في وضع خطة مستديمة يسير عليها الأحمر البحريني، والسبب قد يعود إلى التعاقد المتأخر نسبياً الذي أجراه اتحاد الكرة مع المدرب الأرجنتيني قبل بداية كأس الخليج، خصوصاً بأننا مازلنا نمر بفترة انتقالية بين تكوين جيل واعتزال الجيل الآخر، كل تلك العوامل لم تسدل الستار للأرجنتيني حتى يكتشف شخص المنتخب الحقيقي، ومن المفترض أن تكون المباريات السابقة قد كونت لدى غابرييل كالديرون الصورة الكافية لتشكيلة الأحمر البحريني المناسبة والتكتيك الأنسب لدى المنتخب، بكون أن ما مضينا عليه من 3 مباريات هو مقياس مناسب في ترتيب التشكيلة التي ستلعـــــب اليـــــوم ضــــــد المنتخــــــب العراقــــي الصلـــــب.الفاعلية الهجوميةمن أكثر الشوائب ظهوراً ووضوحاً لدى المنتخب بالطبع الفاعلية الهجومية والتي تتلخص في النجم إسماعيل عبداللطيف والآخر فوزي عايش في الثلاث مباريات الماضية، هو ليس بعتب أو تذمر على هذين النجمين وإنما إذا استمر الحال على ما هو عليه فقد يعاقب القدر منتخبنا الوطني بخروجه من الدور النصف النهائي كما جرى للعشرات من الفرق العالمية في البطولات الكبرى على مدار التاريخ، إضافة إلى أن المنتخب سيلعب في لقائه القادم أمام الدفاع الأقوى في البطولة وهو المنتخب العراقي الذي لم يسمح لمنتخبات مجموعته بتسجيل هدف واحد في شباك حارسه المتألق نور صبري، وعلى الرغم من أن كالديرون من مدرسة أرجنتينية وتدرب على يد مدرب أرجنتيني هجومي وهو بيلاردو فيجب عليه أن يكتشف سر هذه المعضلة.التدرج مؤشر إيجابيمنذ اللقاء الأول أمام المنتخب العماني ومنتخبنا الوطني في تقدم ملحوظ في الأداء، حتى عندما خسر أمام الأبيض الإماراتي قدم أيضاً أداء استحق عليه كل الاحترام كما قال بعد المباراة مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي، لذا فإن على ذلك التدرج أن ينمو ويتكاثر أكثر ويصل إلى أوجه أمام العراق.خط الوسط حلقة السريعد خط وسط منتخبنا ضمن الأفضل في هذه البطولة بقيادة النجم محمد سالمين والسيد ضياء، هذان النجمان برزا بشكل كبير بآخر لقاءين على وجه الخصوص عندما طبق الأرجنتيني نظام التدوير على ذلك الثنائي، فنرى تارة السيد ضياء يتناول وظائف سالمين ونرى في تارة أخرى بأن الأخير هو الذي يتقدم ويأخذ عمل زميله في حال التقدم إلى الأمام في مشهد الهجوم.غرفة الملابسفي كل فريق بالعالم لابد من أن تكون غرفة الملابس مكسوة بالحماسة والاندفاع والمودة بين اللاعبين، نرى بأن برشلونة الإسباني يشتهر بهذه الخاصية على الشكل الخاص، فبين اللاعبين يجب أن تتكون صورة من الحب والاندفاع لأجل الفوز لا غيره من النتائج.تلاحم الجهاز الفنيفي هذا الوقت يجب أن نحيي المدرب الوطني محمد الشملان على تلاحمه الجميل مع الأرجنتيني كالديرون، في مشهد جميل كان كالديرون يناقش الشملان قبل هدف التعادل أمام الإمارات، ومن دون شك فإن تلاحماً كهذا يخلق تطوراً ملموساً في الجهاز الفني وعلى اللاعبين خصوصاً، كما إنه يطور من قدرات المدرب الوطني، فاللاعبون يرون في الأخير جهازهم الفني قدوتهم في الجدية والطرح والانضباط مما يلهمهم ويدفعهم نحو النتيجة المثلى.استمرار الدفاعدفاع منتخبنا الوطني لعله من أفضل خطوط الدفاع على الرغم من تسجيل هدفين في شباكه، القدرات الكبيرة لدى القائد محمد حسين وعبدالله المرزوقي في المحافظة على انضباطية التكتيك المعين الذي يزودهم كالديرون أعطاهم نجومية كافية في هذه البطولة، إضافة إلى تبادل الأدوار في التقدم إلى الأمام أو التغطية الجانبية والكرات الهوائية.تقبل الرأي الإعلاميكذلك من أبرز ما قد يقود المنتخب نحو الكأس الفضية هو تقبل النصائح والرأي الإعلامي بشكل عام في ما يقوله وينصح فيه نجوم منتخبه، فالإعلام المحلي لا يبحث إلا عن نجومية المنتخب ومصلحة الوطن في تحقيق البطولة للمرة الأولى.القائد ودورهيعتبر دور القائد من أبرز الأدوار في كل المهام الجماعية، لذا فإن دور القائد في مهمة الفوز بخليجي 21 هي مهمة جداً، فهو اللاعب المدرب على أرضية الميدان، هو الموجه والذي ينظم الصفوف، وهو الذي قد يقلب موازين نفسية اللاعبين من مهزومين إلى مقاتلين.تقدير الجماهير التقدير من أهم الخصال التي يحتاجها أي شخص في العالم، فهذه الجماهير التي تملأ الملعب في كل لقاء تحتاج إلى من يقدر وقوفها، ولعل هذا الشعور من أكثر ما يدفع المنتخب لتقديم مباراة قوية يستطيع بنهايتها الفوز وإسعاد الكم الكبير من الحضور.