كتب - علي محمد:الأرض أو الوطن في اللغة هو المكان الذي يسكنه الإنسان ويقيم فيه أما اصطلاحاً فهو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتمائه إليها أو كما جاء في تعريف آخر هو بقعة الأرض التي تولد عليها وتستقر ف يها جماعة ما، وتكوِّن هذه البقعة بيئة حاضنة.وفي عالم كرة القدم يعتبر عامل الأرض ميزة عظيمة للفرق المستضيفة وهو ما أدركته الاتحادات القارية والعالمية التي سعت لابتكار حلول تحد من هذه الميزة لإرساء مبدأ التكافؤ بين الفرق على غرار نظام الذهاب والإياب المتبع في دوري أبطال أوروبا وهي أبرز مسابقة في العالم على مستوى الأندية.لذا لم يكن غريباً أن تتسابق الدول وتتصارع من أجل نيل شرف استضافة البطولات على أرضها غير عابئة بالكلفة الضخمة والمسؤوليات الجسيمة التي ستلقى على عاتقها في سبيل تحقيق ذلك.ولطالما ردد خصوم المنتخب الفرنسي عبارة «الديوك لا تصيح إلا في ديارها» لاستفزاز المنتخب الأزرق الذي فاز بلقب الأمم الأوروبية 1984 وكأس العالم 1998 على أرضه مستفيداً من دعم جماهيره المتحمسة قبل أن يكسر القاعدة بتتويجه بطلاً لأوروبا 2002 في ضيافة جيرانه الهولنديين و البلجيكيين، فيما لم تزأر «الأسود الثلاثة» سوى لمرة واحدة و كانت في عرينها الأبدي ويمبلي عام 1966. ويــولــي المدربون المباريات التي تقام على أرضهم أهمية خاصة حيث دائماً ما يضعون الفوز فيها نصب أعينهم بغض النظر عن الفوارق في الإمكانات والظروف المحيطة مستعينين في ذلك على دعم الجماهير والذي يولد حماساً منقطع النظير في نفوس لاعبيهم لا يعرف المستحيل!ويشير سجل بطولات الخليج في نسخها الأخيرة على وجه الخصوص بأن الأرض كانت وفية لأصحابها حيث نجحت الدولة المستضيفة في الظفر باللقب منذ النسخة الخامسة عشرة باستثناء الكويت في «خليجي 16» و اليمن في النسخة ما قبل الأخيرة «خليجي 21» و هو أمر منطقي للغاية فالأرض لا تصنع المعجزات!ونجح «الصقور الخضر» في كسر نحس استمر طويلاً والتحليق بالكأس في سماء الرياض في «خليجي 15»، كما كرر نجوم العنابي الأمر ذاته بانتزاعهم لقب «خليجي 17» على أرضهم ووسط جمهورهم، فيما لعبت الأرض دوراً حاسماً في فك عقدة الإماراتيين والعمانيين بعد أن رجحت الكفة لصالحهم لتهديهم أول لقب في تاريخهم خلال النسختين الثامنة عشر والتاسعة عشر على التوالي.وفي هذه المرة ستكون الفرصة متاحة لنجوم «الأحمر» لكسر جدار النحس الذي وقف لعقود طويلة حائلاً في طريقهم وتخليد إنجازهم في أرض الخلود.وتبدو جميع الظروف مواتية خاصة مع حالة الاستنفار القصوى التي يشهدها الشارع البحريني هذه الأيام والذي لا حديث له سوى عن كرة القدم حتى أصبحت همه الأكبر وشغله الشاغل، فهل ينجح المنتخب في استغلال أرضه وجماهيره الصاخبة التي ستملأ المـــدرجات ليسير على خطى المنتخبيــــن الإماراتـــي و العماــني؟ أم سيكـون له رأي آخر؟