تقول الكاتبة سوسن الشاعر في مقالها أمس «وبعدين؟!» إثر حريق المخارقة كتب الشيخ عبدالله بن راشد محافظ الجنوبية في حسابه على «تويتر»، مطالباً بتعديل قانون المحافظات ومنح المحافظ صلاحيات أوسع حتى تتساوى كفة المحاسبة مع كفة الصلاحيات. فتذكرت مقالاً قرأته منذ فترة للكاتبة إبتكار البنداري تستشهد به بطريقة أردوغان رئيس وزراء تركيا في إدارة المحافظات، وكان أردوغان قد جمع 81 محافظاً تركياً وألقى عليهم هذه الكلمة في جلسة ضمت معظم ولاة المحافظات التركية الـ81، استدعى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان -بقصد أو بدون قصد- النموذج العمري، نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، في الحكم، وهو يطالبهم بالالتحام بمشكلات الناس، والتواضع الجم في التعامل معهم.أبو عمر أيام شارلز بلجريف أتذكر أيام الحاكم الإداري للبحرين السيد بلجريف ممتطياً حصاناً يدور في البلد ليرى بأم عينيه ما يدور ليوجه بإصلاح الخلل على الفور كان ذلك من وقت قريب في الخمسينات ويبدو أن المسؤولين مشغولون بالبيروقراطية وتلميع الصورة السطحية فقط.سنام الجمل يا سيدتي الكريمة: يروى عن الفاروق عمر، الذي استجاب لله لدعوة نبيه في بداية الدعوة حين اشتدت معارضة قريش له فرفع يديه داعياً: (اللهم أيد الإسلام بأحد العمرين وأحبهم إليك) فاختار الله تأييده بعمر بن الخطاب الذي مارس مسؤولية الخلافة بمستوى قوله وهو القاطن في المدينة المنورة (والله لو عثرت بغلة في حفرة طريق على شاطئ دجلة لحاسبني الله عليها) وقد أنقذ استلهام أردوغان لهذا النموذج المعجز من الإحساس بالمسؤولية تركيا من الانحدار إلى الهاوية. في اللامركزية ومنح الصلاحيات والتخلص من البيروقراطية ونقاء الضمائر والمحاسبة، وفي جعل المحافظة بيتاً للمحافظ مسؤول هو عن سلامة صالاته وغرفه وممراته وأبوابه ونوافذه وسلالمه وملاحقه وحديقته ومظهره ومحتوياته الثابتة والمنقولة وأمان ساكنيه يمكن القضاء على التقصير والقصور. ولنرفع نحن الأكف بالدعاء أن يلهمنا روح الفاروق ويكثر نماذج أردوغان.مرتضى بدر أختي سوسن بعد السلام كلما بحثت عن المجلس البلدي المنتخب بين ثنايا مقالتك فلم أجده عسى ما شر؟ أيهما أولى بتدعيمه وتوسعة صلاحيته المجلس المنتخب (البلدي) أم المجلس المعين (المحافظة).. كثيراً ما قلنا إن البحرين لن ترجع إلى الوراء، لكن الدعوة إلى توسعة صلاحية المحافظة قبال المجلس البلدي المنتخب خطوة إلى الوراء ربما يجده البعض تمهيداً لإلغاء مشروع المجالس البلدية. إنني لا أتمنى ذلك. البحرين كانت سباقة في العمل البلدي وستبقى رائدة في شتى المجالات بإذن الله. اللهم قرب بين قلوب المواطنين ووحد كلمتهم لخدمة البلاد والعباد.