كتب ـ حسين التتان:اختبر الناس «الكاسيت»، عايشوه عقوداً طويلة، احتضن الشباب المسجلات القديمة وناموا على أغاني عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفيروز وعبدالوهاب وآخرين، وطالما أن التلفزيون بسحره كله لم يلغِ «الكاسيت»، أيقن الجميع أنه لن يزول من حياتنا أبداً.اليوم اختفى «الكاسيت» وظهر الـ «سي دي» ومن بعده «دي في دي»، انتزعت المسجلات القديمة من السيارات، ولم تعد الأشرطة القديمة موجودة على أرفف المحال التجارية وحلت محلها الـ»سيديات»، ولا يحضرنا والحال هذه سوى أغنية وردة الجزائرية «خليك هنا خليك بلاش تفارق».. أو ربما «بودعك».«دقة» قديمةحين زار الشاب عبدالله نعمة عمه أهداه مجموعة ضخمة من أشرطة الكاسيت، ضحك نعمة ورفض الهدية، لأنه باختصار لا يملك مسجلاً لتشغيلها.يقول نعمة إن الكاسيت لا يتناسب ومعطيات التكنولوجيا الحديثة «أصبح دقة قديمة.. كبار السن وحدهم من يملكون هذه الكاسيتات».عندما اشترى مبارك أحمد سيارته الجديدة، وجدها تعمل بنظام «mp3»، رمى كل أشرطة الكاسيت إلى الشارع، واستبدلها بالأقراص المدمجة «CD»، كذلك فعلت أم محمود حين اشترت مجموعة حديثة من أدوات التسجيل.صاحب أحد أشهر محال بيع التسجيلات الصوتية في المنامة، ومن أوائل من باع «الكاسيت» في البحرين، يجلس في متجره واضعاً رجلاً على رجل ينتظر زبائن لن يأتوا. سألناه عن واقع «الكاسيت» في البحرين ومستقبل المهنة، تكلم كان في حديثه حرقة «أجزم أن الكاسيت انتهى عملياً، التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصالات الجديدة، قضت على الكاسيت بشكل كامل، اليوم حتى الأطفال يعرفون أسرار التكنولوجيا، يقومون بتنزيل المقاطع والأغاني المرغوبة والمفضلة لديهم دون الحاجة لشرائها من الأسواق».ويرى أن «الكاسيت» انتهى منذ عام 2007 وليس الآن «حتى الأقراص المدمجة بدأت بالتلاشي من الأسواق، لا يوجد موزعون لها في البحرين، وحتى أشهر الشركات المنتجة للأغاني اليوم، تدعو الناس ومؤسسات التسجيل الصوتية عبر مواقعها الرسمية إلى استنساخ أحدث إصداراتها». ويواصل «اليوم وبفضل التكنولوجيا، بدأ الكثير من أصحاب محال التسجيلات يغلقون محالهم، كما أغلقت محلات بيع أشرطة الفيديو والـ «DVD».سألناه عن مئات «الكاسيتات» يغص بها محله أجاب «للديكور فقط، لا أحد يسأل عنها، هناك محال تملك أكثر من 10 آلاف كاسيت، ولو وزعوها بالمجان، فلن تجد من يرغب باقتنائها».