كتب - عبدالله إلهامي:كشف مدير مشروع مكتبة الملك حمد الرقمية د.محمد العسيري بدء مشاورات لتنفيذ الرسومات التفصيلية لمشروع مكتبة الملك حمد على شكل محارة كبيرة لربط الماضي بالمستقبل، متوقعاً انتهاء العمل بالمكتبة خلال فترة تتراوح بين سنتين وثلاث، في وقت يتم حالياً ابتعاث كفاءات وطنية للدراسات العليا المتعلقة بمجالات المكتبة، إضافة إلى بحث سبل التعاون مع دول أخرى بخلاف التي تم التعاقد معها.وأضاف العسيري في تصريح خاص لـ«الوطن» أن «مكتبة الملك حمد تعد إحدى أبرز العوامل المتقدمة في إثراء الحركة الفكرية بالمملكة، من خلال الانفتاح على أكبر المكتبات العالمية وإتاحة المجال للتجول فيها»، مشيراً إلى أنه «يتم حالياً بناء القدرات الوطنية من خلال ابتعاث مجموعة من الكفاءات الوطنية للدراسات العليا في مجالات عمل المكتبة، إذ تخرجت دفعة وعادت إلى المملكة، بينما ستبتعث دفعة أخرى مع نهاية العام الجاري وكلاهما بمرحلة الماجستير، في حين يعمل عدد آخر على مرحلة الدكتوراه في ذات المجالات».وأوضح أن المشروع «يعمل على إقامة برامج تدريبية داخل البحرين وخارجها لتأهيل الموظفين لاستقبال الأفراد والباحثين من زوار المكتبة، لذلك فإن الفريق الحالي على أهبة الاستعداد للمساعدة في طرق الدخول إلى المكتبات الرقمية العالمية والبحث في أرجائها، من خلال المقر المؤقت للمكتبة في صرح الميثاق الوطني».وأشار العسيري إلى أنه «تم الانتهاء من قوانين المكتبة والأنظمة ومسوداتها مثل مسودة الهيكل الإداري وسلم الرواتب والنظام الداخلي والأنظمة المتفرعة في الشؤون المالية والرقابية والتجهزيات بشكل عام»، موضحاً أن «العمل جارٍ في الوقت الحاضر مع الجهات ذات العلاقة بتنفيذ المشروع على الأرض التي خصصها جلالة الملك أمام الصرح الوطني ليصبح جاهزاً في مدة تتراوح بين السنتين والثلاث سنوات، بعد أن حازت تصاميم شركة «فوستر آند بارتنر» على القبول، إذ سيصبح التصميم الخارجي للمبنى على هيئة محارة كبيرة، في إشارة لربط تاريخ البحرين العريق بالمستقبل الثقافة الرقمية».وفي ما يتعلق بتطوير الإمكانيات التقنية، قال إن «هناك استراتيجية تقنية للمشروع لمواكبة احتياجاته وتحقيق الهدف من إنشائه، لذلك روجعت من قبل خبراء دوليين متخصصين في إنشاء المكتبات الرقمية»، مضيفاً أنه «جارٍ التعاقد على شراء معدات متطورة مثل الماسحات الضوئية الخاصة بعملية الرقمنة، وحواسيب متطورة لبناء قواعد معلومات».وتابع «لقد بدأ العمل على دراسة مجموعة من مسودات اتفاقات جديدة مع مكتبات وطنية في دول أخرى بخلاف ما تم التوقيع معها، ومن المؤمل أن يتم إبرام ذلك خلال الأشهر القليلة القادمة، إذ إن هناك تواصل حالي مع اليابان وكوريا».وكانت المكتبة أبرمت اتفاقات مع عدة جهات رسمية في دول أبرزها فرنسا وبريطانيا وأمريكا، وتتمثل تلك الجهات في مكتبة الكونغرس، والأرشيف البريطاني والمتحف البريطاني والمكتبة الوطنية الفرنسية، وتتضمن الاتفاقات تبادل الخبرات وإتاحة الفرصة للمستخدمين بالدخول إلى تلك المكتبات العالمية بأريحية، وبناء على ذلك يمكن البحث في أكثر من 156 مليون مادة، تتنوع ما بين منشورات أو أبحاث أو صور.وخلص مدير المشروع إلى أن «أهمية المكتبة الرقمية تكمن في تشجيع الطلبة والكوادر العلمية وأبناء البحرين ودول المجلس على البحث والاطلاع، ما يسهم في تعزيز مكانة المملكة على مستوى الخليج من خلال توفير المعلومات بشكل ميسر للباحثين، ويثري الحركة الفكرية في البحرين».
مكتبة الملك حمد الرقمية.. «محارة» تربط الماضي بالمستقبل
١٨ يناير ٢٠١٣