كتب ـ حسين التتان:احترم أسلافنا مواعيدهم وقدّسوها، وكانت دقيقة ومضبـــوطة أي «إنجليزية» بامتياز، اليوم أصبح الموعد «الإنجليزي» في خبر كان، حلّ العربي بديلاً عنه، والأخير فقد بوصلته وعقارب ساعته أيضاً..!. عبدالعزيز إبراهيم يقتني أفخم ماركات الساعات، ولكنه لا يلتزم بالمواعيد أبداً، بينما يتحسر الحاج سعيد جمعة على أيام زمان «كانت المواعيد مقدسة.. إنجليزية ومضبوطة عالحبة». وتجد أم نوف طريق الالتزام بالمواعيد طويلاً وشاقاً ومع ذلك «البحرينيون قياساً بالشعوب العربية أكثر التزاماً بالوقت»، وهذا الرأي يؤكده أيضاً المواطن السعودي محمد الشمري، فيما ترى فاطمة شعبان سر تقدم الغرب في تقيده بالمواعيد وتقديسه لعامل الوقت. مواعيد عربيةالشاب عبدالعزيز إبراهيم يقتني أفخم ماركات الساعات، لكنه بالمقابل لا يلتزم بالوقت «الأناقة شيء والالتزام بالمواعيد شيء مختلف، ليس كل من لبس ساعة التزم بالمواعيد والمواقيت».الحاج سعيد جمعة ينظر لأبناء الجيل الحالي على أنهم لا يلتزمون بالوقت، رغم امتلاكهم كل أسباب التقيد بالمواعيد «هو يملك الساعات الفاخرة، والسيارات السريعة، لكنه لا يحضر في الوقت المحدد» ويضيف «المواعيد المهمة وغير المهمة عنده سواء».ويقول سعيد إن الأوائل كانوا أكثر التزاماً بالوقت «كانوا أكثر جدية حيال عامل الوقت، وربما ساعدهم على ذلك معاصرتهم الإنجليز وعملهم سوية في شركات مثل بابكو، تعلموا من الإنجليز تقيدهم بالمواعيد».ويواصل «من يلتزم بالوقت في البحرين يقولون عنه مواعيده إنجليزية، ومن يتخلف مواعيده عربية».البحريني أكثر التزاماًأم نوف ترى أن البحريني لم يصل لمرحلة النضج في الحفاظ على الوقت «مازال الطريق أمامنا طويلاً للالتزام بالمواعيد، وقياساً لغيرنا من شعوب العالم العربي، نحن أكثر التزاماً».ويوافقها الرأي المواطن السعودي محمد إبراهيم الشمري «أشهد أن البحريني هو من أكثر العرب التزاماً بالوقت، أنا ومنذ ثلاثة عقود أتردد على البحرين، لم أجد غير الالتزام بالموعد» ويتابع «ربما كان الأوائل أكثر التزاماً من هذا الجيل، لكن يظل البحريني الأكثر حفظاً لقدسية الوقت والموعد».فاطمة شعبان ترى أن الشباب يحرصون على امتلاك أحدث الساعات، دون التقيد بالوقت واحترام الموعد «نحن كي نتقدم ونتطور وربما نتحضر، علينا من الالتزام بالمواعيد.. هذا هو سر تقدم الغرب».وينظر خالد يعقوب إلى المسألة باعتبارها تأتي في ظل منظومة اجتماعية شاملة «يجب على رب الأسرة أن يلتزم بالوقت أولاً ويعلم أبناءه، والمعلم والمحاضر مطلوب منه ذلك، وقبل هذا وذاك على الدولة أن تحترم مواعيدها مع شعبها» ويضيف «الساعات الفخمة في معاصمنا، لا تساوي فلساً واحداً، إذا لم نلتزم بالوقت ونحترم الموعد».