على الرغم من أن المنتخب الكويتي دخل غمار "خليجي 21” واضعاً الكأس وحدها نصب عينيه كما جرت العادة يمكن للكويتيين أن يشعروا بالرضا من المحصلة النهائية "للأزرق” في البطولة.ولم يتأثر صاحب الرقم القياسي في البطولة (10 ألقاب) كثيراً بالإعداد المتواضع الذي سبق البطولة، حيث لم يتمكن من إجراء أية مباريات ودية ولا بتبعات الأزمة التي مر بها الاتحاد الكويتي لكرة القدم الذي كان مهدداً بالإيقاف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا” حتى وقت قريب بعد أن كان قريباً للغاية من بلوغ المباراة النهائية. و قدم "الأزرق” عروضاً طيبة حيث نجح في تخطي مجموعة الموت رفقة جاره العراقي على حساب المنتخب السعودي بعد أن تفوق عليه بهدف قبل أن يسقط بصعوبة في الدور النصف نهائي أمام "الأبيض” الإماراتي صاحب أقوى عروض في البطولة.ونجح المنتخب الكويتي في الظفر بالمركز الثالث الشرفي بعد أن حقق فوزاً كبيراً على المنتخب المستضيف بنتيجة كبيرة قوامها ستة أهداف مقابل هدف واحد.وخلال البطولة أظهر لاعبو المنتخب الكويتي انضباطاً كبيراً وروحاً عالية لتحقيق الانتصارات، حيث اتضح اعتماده على تألق مدافعيه ومن خلفهم الحارس المخضرم نواف الخالدي، أفضل حارس في النسخة الماضية في اليمن، إلى جانب سرعة الأطراف والإمكانيات البدنية الكبيرة للمهاجم الشاب يوسف ناصر السلمان.نجم - الفريق يوسف ناصرقدم المهاجم صاحب الشاب الذي لم يتجاوز الـ 22 ربيعاً نفسه كمشروع أسطورة كويتية جديدة بعد أدائه اللافت في "خليجي 21”.و رغم أن بداية مهاجم كاظمة كانت في "خليجي 20” في اليمن حيث نجح كانت له كلمة الفصل في لقاء الكويت الافتتاحي أمام قطر عبر هدف اللقاء اليتيم الذي حمل إمضاءه قدمت البطولة الحالية المهاجم ذو الـ 22 عاماً كنجم لا يشق له غبار.و قدم المهاجم القوي البنية أداءً قوياً حتى الآن بعد أن نجح في إهداء حامل اللقب بطاقة العبور للدور نصف النهائي على حساب "الأخضر” السعودي بعد أن كان قد تمكن من فك شفرة حارس اليمن المتألق عبر كرة رأسية قوية. و يعتبر السلمان ماكينة التسجيل التي لا تهدأ وهو الأمر الذي مكنه من دخول تصنيف العام لأفضل هدافي العالم.المدرب - الصربي غورانقام المدرب الصربي غوران توفاريتش ببعض الخيارات المثيرة للجدل خلال منافسات "خليجي 21” على غرار إجباره للنجم فهد العنزي، أفضل لاعب في "خليجي 20” على الجلوس بجانبه على دكة البدلاء في معظم الأوقات إلا أن النتائج تقف إلى حد كبير في صفه. توفاريتش ورغم معاكسة الظروف نجح في الحفاظ على شموخ "الأزرق” و كبريائه في بطولته المفضلة عقب نكسة التصفيات الآسيوية الأخيرة متسلحاً بواقعية المدرسة الأوروبية الشرقية ليقدم منتخب ثابت المستوى منذ المباراة الأولى حتى آخر مبارياته والتي كانت شرفية على المركز الثالث حيث خاضها الكويتيون بكل جدية و إصرار رغم التغييرات الواسعة التي طرأت على تشكيلة المنتخب. وحاول توزفاريتش تكرار إنجاز "خليجي 20” وتسجيل اسمه في قائمة عظماء البطولة حيث عمد على بناء قاعدة قوية في الخلف يرتكز عليها الفريق ومباغتة الخصوم عبر الانطلاقات الهجومية التي يقوم بها معتمداً على سرعة الأطراف والإمكانيات البدنية للمهاجم الواعد يوسف السلمان الذي أمكن تحقيقه لولا اصطدامه بالحصان "الأبيض” للبطولة في الخطوات الأخيرة.