زار المجلــــــس الأعلـــــــى للمرأة بالتعاون مع وزارة التربيـــــة والتعليـــــم 21 مؤسسـة تعليميـــــة مـــن جامعات وكليات ومدارس، استهدفت أكثر من 2000 طالب وطالبة ضمن برنامج الثقافة الأسرية. وشملت الزيارات كلاً من جامعة البحرين، كلية طلال أبوغزالة الجامعية، مدرسة الإيمـــان «قســم البنات»، مدرســـة كانـــو الدوليـــة مــن المرحلــة الثانويـــــة، مدرسة المعرفة الثانوية للبنــات، مدرســة الرفـــاع الغربي الثانوية للبنات، مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية للبنين، مدرسة الحورة الثانوية للبنات، مدرســة أحمـــد العمـــران الثانوية للبنين، مدرسة ســار الثانويــة للبنـــات، مدرســة الشــروق الثانوية للبنات، مدرسة الجابرية الثانوية الصناعية للبنين، مدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانويــة للبنيــن، مدرسـة الاستقلال الثانوية للبنات، مدرسة أميمة الثانوية للبنــات، مدرســة النعيــم الثانوية للبنين، مدرسة المنامــة الثانويــة للبنـات، مدرسة خولة الثانوية للبنــات، المعهــد الدينـي، مدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين، مدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين. ويهدف البرنامج الى بناء قاعــــدة مـــن المدربيـــن في مجال الإرشاد والتوافـق الأسري وإكساب المقبلين علــــى الـــزواج المهـــارات اللازمة لتحقيق التوافق الأسري، من أجل بناء صورة إيجابية حول الحياة الأسريـــة والسعـــي نحــو خفض معدلات الطلاق، وخفـــض حــالات العنــــف الأسري. وينفذ البرنامج الذي تحاضر فيه خبيرة التوافق الأسري د.بنه بوزبون على ثلاث مراحل، وبدأت المرحلة الأولــى بتوعيـــة الشبـــاب من الجنسين بالمدارس الثانوية والجامعات، ثم تنطلق المرحلة الثانية بتنفيذ حلقات نقاشية لعدد من مجموعات التركيز لفئة من المشاركين من الجنسين في البرنامج، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فتعنــــى بتنفيـــذ برنامــج تدريب مدربين في هذا المجال بهدف خلق شبكة من المدربين الوطنيين في مجال الإرشاد والتوافق الأســــري. ويــــــأتي هــذا البرنامـــج استكمالاً لما نفــــــــذه المجلـس الأعلى للمرأة مـــن خلال برنامج الثقافة القانونية لتوعية الشباب من الجنسين حول حقوق الطرفين في وثيقة عقد الزواج وذلك تنفيذاً لاختصـــــاصـــات المجلس الأعلى في توعية المجتمع بــــدور المــــرأة وحقـوقها وواجباتها. تنـــــــاولت محـــاضــــرات المرحلة الأولى عدداً من الموضوعات أبرزها أسس تكويــن الأســرة واختيـــار الشركـاء في الحياة بالنسبة للطرفين المقبلين على الزواج باعتبارها من الأمور الطبيعـــيـــــة والأســاسية للمقدميـــــن على تكــوين أسرة وبالتالي فإن عملية الاختيـــــار الصحيح تلعــب الدور الأساسي في تحقيـق الاستقرار الأسري. وبينـــــــت د.بنــــــــــه بـــوزبـــون خلال هذه المحـــاضــــــرات أن عملية الاختيار للطرفين واحدة من ثلاث نظريات الأولى منها هي: تكامل الحاجات بمعـــنــى أن الإنســــــان يبحث عن شريك يكمل نقصاً لديه وهذا النوع عرضة للمشاكل الزوجية والانفصال ولو بعد حين، أما النظرية الثانية فهي التجانس حيث التقارب في النمط السلوكي والفكري والحياتي ولذلك من الخطأ الاعتقاد أن الزواج بين فردين ولكنه بين عائلتين وبيئتين وبالتالي التجانس واجـــــب بينهمــــا وهـــذه النظرية هي المطبقة في دول الخليج، وتأتي نظرية الاختيار اللاشعوري لتكمل الثلاثيــــة وتظهـــر هـــذه النظرية في التعامل بين الطرفين بعد الزواج والأهم تصحيحها حيث يتأثر كل منهما بمكنونه اللاشعوري وهنا نرسي قاعدة مفادها أن الزواج الصحيح هو الذي تتســـاوى فيـــه الضغــوط الداخلية والخارجية حيث تحكمه العاطفة ويوجهه العقـــل بمباركـــة الأســرة وخلاف ذلك فهو زواج مريض ولو استمر إلى أبد الدهر. وأضافت د.بوزبون أن اختيار الشريك المناسب يعتبر من القرارات المهمة التي يقطعها الإنسان في حياته إن لم يكن أهمها على الإطلاق، إذ يتوقف عليه اختيار الشخص الذي سيقاسمـــه حياتـــه بكـــل متاعبها ومشكلاتها، ومعاً يكونان أسرة واحدة تأتي بأطفال يكونون في الغد هم أسرتهم الكبيرة التي يعيش في ظلها كل من الأم والأب، موضحة بأن الشريــــك يقاسمــك كل القــرارات، ويشـــارك فـــي تربية الأبناء ويسير معك في طريق حياتك، ويعاصر معــك كل أحداثهـا، ولذلك يصبح من الضروري أن تأخــذ مسألة الاختيار وفــق معايير وقواعد وتأنٍ. وبينـــت د.بوزبــــــون أن الاختيار السليم لتحقيق الاستقرار الأسري يتوقف على المعرفة الجيدة وعدم الاختيـــار علـــى المعاييـــر الشكلية فقط ومعرفة السلبيات ومن المهم خلق قنوات حقيقية للتعارف بين الطرفين في إطار المجتمع، وتبـــادل الأفكــار والنقاش المشترك بين الطرفين قبل الارتباط الرسمي -تحت إشراف الأهل- بشكل كافٍ يتناول كل الجوانب الشخصية، بحيث يعرف كل منهما جوانب الآخر. أما عن خطوات الاختيار السليم لشريك الحياة فقالت بوزبون بأنه يجب على الإنسان المقبل على الزواج أن يلتزم بالأخذ بالأسباب والسعي بجدية من أجل أن يطمئن إلى الشخص الذي اختاره لتأسيس الأسرة، وأن يسعى قدر استطاعتـــه إلــى التحـــري عن هذا الشخص بشتى الطرق، من خلال ثلاثة مستويات: أولها الرؤية والتفكير بمعنى أن نرى الشخص المتقدم للخطبة ونتحدث معه ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصــــادرة عنــــه. وثانيهــا استشارة الأقارب من ذوي الخبرة والمعرفـــــــة وســــــــؤال المحيطين من الزملاء أو الجيران أو الأصدقاء وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة، ونعرف تاريخ شخصيته ونعرف طبيعة أسرة المنشأ وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه. وفي بعض الأحيان يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما إلى متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناءً على استقراء طبيعة الشخصيتــيـن وظــــــروف حياتهما. وحول التركيز على علاقة الزواج كعلاقة عاطفية عقلية واجتماعية وروحية كأساس في عملية الاختيار قالت د.بنه بأنه قبل اتخاذ قرار الارتباط لابد من وصول الطرفين للنضج الكافي لتحمل تبعات العلاقة الزوجية، ومسؤولياته والقدرة على رعاية الأسرة، ولابد أن يدرك الطرفان طبيعة العلاقة الزوجية التي يمكن وصفها بعلاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها علاقة عاطفية عقلية اجتماعية روحية، ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر في الزواج، وأي زواج يقوم على بعد واحد مهما كانت أهميته، يصبح مهدداً بمخاطر كثيرة. عن تكامل هذه الجوانب المتعددة للعلاقة الزوجية قالت بوزبون بأننا نجد أن أكبر خطأ يحدث انشغال أحد الطرفين ببعد واحد في الاختيار (اختيار أحادي البعد) ولا ينتبه لبقية الأبعاد، ويجب أن يعي الطرفان بأن تكوين الأسرة ليس علاقة بين شخصين فقط. وإنما هو عـــلاقـــة بين أسرتين وربمــــا عـــائلتين، أي إن دوائر العلاقة تتسع علاقة الزوجين سلباً وإيجاباً، ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ، والعائلة أو المجتمع الذي جاء منه كل طرف. وعن بقية الأركان الأساسية اللازم توافرها في شريك الحياة قالت د.بوزبون هو ارتباط الإنسان بشخص قريب منه في الصفات أي يتكامل معه بحيث يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية ومتوازنة، وهذا لا يتطلب تشابههما أو تطابقهما وإنما يتطلب تكاملهما.