كتب ـ حسين التتان:لا شيء يدخل البهجة لقلب الطفل أكثر من لعبة، معها يقضي جلّ وقته، يذهب بصحبتها إلى الروضة، ترافقه في السيارة والحديقة والمشوار إلى بيت الجيران، وأخيراً تصحبه إلى غرفة النوم وتغفو بجانبه كأمٍ حنون. الشخصيات الكارتونية الشهيرة مثل «سبُنجي بوب» و»ميكي ماوس» و»توم سوير» و»باباي» و»بابا سنفور» غزت عالم الألعاب، توفرت بكل الأشكال والألوان، منها القطني والبلاستيكي والمعدني والإلكتروني أيضاً.. بات سباق شركات الألعاب محموماً لإغراء أطفال لا يقبلون عذراً في اقتناء كل لعبة جديدة.لدى طفلة أم جاسم ذات السبعة أعوام من الدمى المختلفة ما يملأ غرفة كبيرة عن آخرها «ملت اللعب بكل هذه الدمى، وعندما نتسوق تصر على شراء المزيد منها وتكديسها بالمنزل».تقول أم جاسم «فاطمة تشتري الدمية وترميها جانباً بعد ثلاثة أيام فقط» وتضيف «بعض الدمى والألعاب لا يتجاوز عمرها ثلاث ساعات، ثم مصيرها مقبرة الدمى في الغرفة الكبيرة».راشد محمد والد لطفلين يقول «الدمى الحديثة كلها تجارية وحضورها طارئ في نفوس الأطفال، بتنا نؤمن أن الدمية مجرد حاجة وقتية لأطفالنا، وبمجرد ذهاب الحاجة وزوال أثرها تغادر ذاكرة الطفل».ويرى والد الطفل حسام أن هناك أسر قليلة وأطفال قلائل يحرصون على نوعية الدمى الشهيرة مثل «ميكي ماوس وسالي وتوم سوير وسنو وايت وباباي والسنافر وتوم وجيري وغيرها من الكارتونات العالمية».وتقول سعاد إسماعيل «الدمى المعاصرة فيها من القبح ما يفسد ذوق الأطفال»، وتنصح الآباء والأمهات باختيار دمى تناسب عادات المجتمع العربي «على أقل تقدير يجب أن تكون من النوع العالمي الراقي».وتقول علياء «العرب بأمس الحاجة لمصانع تُصنّع دمى وألعاباً تناسب بيئتنا وموروثنا الثقافي، لكنا اعتمدنا على الغرب في كل شيء، حتى في استيراد دمى الأطفال».
«سبُنجي بوب».. أمٌ لأطفالنا
20 يناير 2013