كتب: محي الدين أنور:«سكنت هنا بعد أن نجيت من حريق المخارقة لكن القاطنين هنا حذروني من أن المبنى معرض للانهيار في أي وقت»، يقول عامل آسيوي كان يقطن في المبنى الذي احترق مؤخراً في منطقة المخارقة وأودى بحياة عمال آسيويين وتسبب بإصابة آخرين، الأمر الذي أكده رفاق سكنه حين قالوا «نبهنا أحدهم قبل 6 سنوات أن المبنى معرض للانهيار في أي لحظة لكننا لم نغادر».هنا في المبنى 822 بشارع 213، مجمع 302 بالمنامة يقطن حوالي 135 آسيوياً يتوزعون على 3 طوابق، ويبدو أن تفسير تمسكهم بسكن ينذر بإزهاق الحياة أمر له مبرراته الكثيرة وبينها: «لا نملك خياراً آخر غير هذه القنابل الموقوتة» في إشارة من أحد القاطنين إلى 27 غرفة في البناء يقطن في كل واحدة 4 إلى 6 عمال يدفع كل واحد منهم حوالي 65 ديناراً، فيما يتشارك الجميع بـ4 دورات مياه.ويقول العامل الذي نجا من المخارقة لـ»الوطن»: «خسرت اثنين من أصدقائي في المخارقة وهنا ربما أخسر حياتي(..) الجميع هنا يودون الخروج من المكان، لكننا لا نملك مكاناً آخر نذهب إليه، ولو أعطينا مكاناً نسكن فيه مثل معسكرات خاصة بالعمال، فلن نمانع الانتقال إليها». ويحتوي الطابق الأرضي في هذا البناء على 12 غرفة نوم ودورتي مياه، والطابق الأول على 8 غرف ودورة مياه واحدة، والطابق الثاني على سبع غرف ودورة مياه واحدة أيضاً.ويقول العمال إن «شخصا آسيوياً يقوم بجمع الإيجار منهم عوضاً عن مالك المبنى»، موضحين أن «الآسيوي المسؤول عن جمع المال يرفض الحديث معهم، وأن مالك المبنى يعمل لدى مؤسسة حكومية».ورغم ضيق ذات اليد إلا أن جل العمال هنا أكدوا عزمهم الخروج من هذا المسكن في أقرب وقت ممكن، إذ قالوا «أجزاء هذا المكان تتفكك شيئاً فشيئاً(..) هناك التواء في الأعمدة الداعمة للطوابق العلوية، وتشققات في أخشاب دورات المياه، وتسرب مياه من الطابق الثاني إلى الطابق الأول، وتشققات في السقف تتسرب منها مياه الأمطار، ما يجعل الطابق الأرضي زلقاً ويصعب السير فيه»، مضيفين أن «هدم مبنى قريباً آيل للسقوط مؤخراً أدى إلى زيادة التصدعات في جدار المبنى الذي يسكنوه». وأجمع جل العمال على وصف سكنهم بـ»القنبلة الموقوتة خاصة مع وجود 12 أسطوانة غاز فيه إلى جانب أسطوانات الغاز الخاصة التي يملكها البعض في غرفهم».