دعا النائب أحمد الساعاتي الجمعيات والقوى السياسية إلى استثمار الدعوة التي وجهها جلالة عاهل البلاد المفدى أمس لاستئناف حوار التوافق الوطني بين جميع مكونات المجتمع للوصول إلى توافقات حول القضايا السياسية المختلف عليها، مشيراً إلى أن إنجاح الحوار مرهون بالشجاعة وتقديم التنازلات من أجل الوطن. وأعرب الساعاتي، في بيان أمس تعليقاً على التوجيه السامي لوزير العدل بدعوة الجمعيات والقوى السياسية لاستئناف الحوار الوطني عن أمله أم يدخل الجميع الحوار بعقل وقلب مفتوحين وبرغبة أكيدة ونوايا صادقة لردم فجوة الخلاف بينها والتوصل إلى تسويات حول القضايا العالقة».وقال الساعاتي: «على جميع الأطراف أن تقدم تنازلات قد تكون مؤلمة من أجل إخراج الوطن من الوضع السياسي المتأزم»، داعياً الجميع إلى «وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وأن يكون العيش المشترك هو خيارنا الوحيد وقدرنا الذي لا مفر منه». وتوقع الساعاتي أن يشهد الحوار المرتقب «مراحل صعبة من المناقشات بين الفرقاء بسبب طول فترة الجمود السياسي وتباعد الأطراف عن بعضها وتباين مواقفها إزاء مجمل القضايا»، قبل أن يستدرك أن «هذا أمر طبيعي في أي حوار سياسي مصيري يتعلق بمستقبل ومصير الوطن بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى التناحر والقطيعة والعودة إلى المربع الأول».ودعا الساعاتي المشاركين في الحوار إلى «الابتعاد عن لغة التخوين وشخصنة الخلاف وتبادل الاتهامات»، مؤكداً ضرورة «التطلع إلى القواسم المشتركة وحصر الخلافات في نقاط محددة ومن ثم العمل على حلحلتها وتأجيل المستعصي منها إلى مراحل لاحقة مستقبلاً». وأشاد بـ«توقيت دعوة العاهل المفدى إلى الحوار الذي يأتي في مطلع عام جديد وعشية ذكرى ميثاق العمل الوطني الذي يعتبر أهم مشروع وطني أجمع عليه الشعب بأكمله ودشن حقبة ذهبية مزهرة في تاريخ البحرين السياسي المعاصر».وأعرب الساعاتي عن اعتقاده أن «جميع أطراف الحوار في أمس الحاجة إلى هذا الحوار للخروج من حالة الجمود السياسي»، مشيراً إلى أن «الحكومة لن تستطيع وحدها المضي في الإصلاحات من دون مشاركة جميع القوى السياسية ومن بينها الجمعيات المعارضة، كما إن المعارضة استنفدت جميع وسائل ضغوطها السياسية طوال العامين الماضيين من دون أن تحقق أية نتائج إيجابية».وأضاف: «لا يجب استعجال نتائج الحوار المرتقب بل علينا إعطاؤه الوقت المطلوب للتوصل إلى التوافقات كما لا يجب الالتفات إلى صرخات وانتقادات الأصوات المتشددة في الشارع من هذا الطرف أو ذاك لأن الوضع الراهن يحتم علينا أن نتحلى بالشجاعة والجرأة لإغلاق هذا الجرح ووقف النزيف الذي يعاني منه الوطن».وناشد الساعاتي الجمعيات المعارضة «عدم تكرار أخطاء الماضي بالاعتذار عن المشاركة في الحوار أو بالانسحاب في منتصفه بل عليها التمتع بالصبر والحنكة السياسية والقبول بالالتقاء في منتصف الطريق مع الأطراف التي تختلف معهم من أجل إنقاذ الوطن».
الساعاتي: إنجاح الحوار مرهون بتقديم التنازلات
22 يناير 2013