تعود قصة الاشتباكات المتكررة في طرابلس اللبنانية بين جبل محسن وباب التبانة لفترة طويلة، لسنين مضت بين تلك المنطقتين اللتين لا يفصل بينهما سوى شارع "سوريا"، ولعل الأزمة السورية هي القضية التي تعود في كل مرة لتشعل الخلاف بين الجارين العلوي والسني. وتتكفل الأحداث السياسية والأمنية التي تطرأ بين الحين والآخر إلى تأجيج هذا الغليان الذي يخبو أحياناً تحت الرماد.أما آخر التطورات الآتية من بؤس تلك المنطقتين اللتين تعدان من أكثر المناطق حرماناً وفقراً في لبنان، وحيث ينتشر الشبان العاطلون عن العمل، والحاضرون لأي شغب مقابل لقمة العيش، فإلقاء القبض على شاب كلف بإثارة البلبلة في طرابلس مقابل 13 دولاراً فقط لا غير. المبلغ يعتبر أقل من زهيد في لبنان الذي يعاني من غلاء فاحش في الأسعار وارتفاع كلفة المعيشة، إلا أنه على قلته قد يسد جوع عائلة طرابلسية لمدة يوم واحد أو يومين بأحسن الأحوال.وفي التفاصيل أنه بعد ازدياد ظاهرة رمي القنابل في شوارع طرابلس، قامت مديرية المخابرات اللبنانية بتحريات حثيثة، تمكنت إثرها من تحديد هوية أحد الفاعلين، ويدعى أحمد بسام الجاجاتية (لبناني). إلا أن ما كشف عنه هو الأهم، إذ اعترف بأنه كلف مع آخرين من قبل المدعو ( ز.ص) برمي أصابع ديناميت وقنابل يدوية في أحياء باب التبانة (السنية) بهدف الإبقاء على حال البلبلة في داخلها وأيضا بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن لإثارة التوتر والفتنة بينهما. كما اعترف بأنه كان يتقاضى يومياً مبلغ 20 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل 13 دولاراً أمريكيا، وذلك مقابل قيامه بهذا العمل، وأنه كان يلقي القنابل مستخدماً دراجته النارية أو أسطح المنازل، بينما كان آخرون يعمدون إلى القيام بالأمر نفسه في أحياء أخرى من المدينة.يذكر أن التحقيقات مع الموقوف لا تزال مستمرة لكشف المتورطين الآخرين وتوقيفهم.