معركة حلب الطويلة ربما تكون شارفت على نهايتها، فجبهة النصرة وأحرار الشام يحاصرون قاعدتي الكويرس شرق المدينة ومنّغ في شمالها ومطار حلب وقاعدته العسكرية في النيرب، ومع سقوط هذه المواقع ستصبح المدينة بيد المعارضة ومن دون حضور عسكري للنظام في محيطها. ويعتبر معارضون سوريون أن هجمات النظام السوري بصواريخ سكود على المدينة مؤشر مهم على أنه خسرها، ولن يتمكّن أبداً من استردادها، وهو يعاقب سكانها على خيانتهم له ولا يأبه بالأضرار التي تقع في صفوفهم. فيما أشارت بعض المعلومات إلى أن صواريخ سكود كانت في بعض الأحيان موجّهة لمنع وصول تعزيزات تأتي إلى محيط المدينة من منطقة حمص استعداداً لهجوم حاسم. مقر لحكومة مؤقتة وسيكون سقوط حلب خطوة أولى وربما ضرورية في يد الثوار السوريين، فالسيطرة عليها وخروج قوات النظام سيفرض منطقة نفوذ للمعارضة في مدينة رئيسية ومحيطها، وستكون المدينة القريبة من حدود تركيا مكاناً مقبولاً لاحتضان حكومة مؤقتة تستطيع الاتصال بالخارج، كما تشكل منطقة متكاملة يستطيع الثوار التجمّع فيها والانطلاق منها. وفي هذا السياق، أشارت مصادر قريبة من الجيش السوري الحر لـ"العربية.نت" إلى أن قواعد النيرب ومنغ والكويرس على وشك السقوط في يد جبهة النصرة وأحرار الشام، وأن الجيش الحر مهتمّ جداً ليس فقط بالسيطرة على القواعد العسكرية بل يريد الطائرات العسكرية الموجودة في هذه القواعد. استخدام الحر للطائرات وتؤكد مصادر الجيش السوري الحر أن هناك 10 طيارين عسكريين سوريين فرّوا من النظام والتحقوا بالثورة منذ أسابيع، ويريد الجيش السوري الحر استخدام المطار والطيارين والطائرات في حماية أجواء المدينة والمناطق التابعة لها من هجمات يشنّها طيران ما زال بحوزة نظام الأسد. أول مدينة بيد الثوار ربما يكون سقوط حلب ضرورة قصوى لدى المعارضة السورية، لتصبح بذلك أول مدينة تقع في يد الثوار، وربما يشكّل سقوطها نقطة تحوّل في حسابات النظام السوري الذي يسيطر على كل المدن، كما سيشكّل أيضاً صدمة لمؤيّدي بشار الأسد، فيتوقّفون عن التفكير في أنه سيستمر في السلطة، وبالتالي يفكّون ارتباطهم بمصيره. أما المحافظة على المدينة فستكون مهمة أكثر صعوبة، لأنها ستصبح مكشوفة لغارات طيران النظام وقصفه بصواريخ سكود. ويأمل مخططو العمليات العسكرية في إسقاط المدينة خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، لكن بعض الحذرين يعتبرون أن سقوط المدينة سيأخذ 3 أشهر، ولا يمنع ذلك جبهة النصرة من شنّ هجماتها على قواعد النيرب والكويرس ومنغ في وقت قريب جداً. أما حسم المعركة فيحتاج إلى دعم أكبر، ربما توفّره تركيا أو أطراف أطلسيون للقيام بعمليات الاستطلاع وكشف مواقع جيش النظام قبل الهجوم عليها. في كل الحالات ستكون سيطرة الثوار والمعارضة السورية على حلب ومحيطها "خطوة أولى لا يمكن التوقف عندها"، بحسب معارضين سوريين في واشنطن، "حيث لا يجب على الإطلاق السيطرة على منطقة وفرض أمر واقع تقسيمي".