كتب - حاتم كمال:إنها قصة من الواقع، بطلها معاق أقوى إرادة من الأصحاء، معاق حقق جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لإبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التدريب، حيث أثبت عادل سلطان رغم إصابته بشلل الأطفال أن الإعاقة إعاقة الروح لا البدن، وأنه قادر على الإبداع في مسابقات الجري أفضل من أي صاحب جسم صحيح. نشأ سلطان في محافظة المحرق بالقرب من حديقة الكازينو، حال جميع الأطفال في ذاك الوقت، لكن أسرته لها دور فعال في صقل مواهبه، ومراعاة مساواته ببقية إخوته الأصحاء، الذين لم يتوانوا عن تقديم المساعدة له وإشراكه معهم في كل شيء مثل صباغة المنزل وتجهيزات العيد، بل إن العائلة اعتمدت عليه في كثير من الأحيان.لم تقف الإعاقة حائلاً أمام طفولة عادل، إذ كان يمارس جميع الألعاب ما عدا الجري، ويذكر أنه الطفل الوحيد بين أطفال "الفريج” المصاب بإعاقة بدنية، ورغم ذلك كان يقضي أوقاته مع بقية من هم في مثل سنه، حتى بلغ به الأمر أن أصبح بمثابة القائد الذي يستشار في كل شيء. كان عادل يحرص علي الذهاب إلي المدرسة مع زملائه الذين كان يحرصون شديد الحرص علي مساعدته في الطريق حتي الوصول إلي المدرسة وكانت مساعدة كبيرة تقدم له عندما يتوقف جهاز المشي، وقد استمر عادل في التدرج التعليمي حصل علي الثانوية العامة.كانت حاجة عادل كبيرة في 1982 لتكوين فريق للجري علي كرسي متحرك، وكان ذلك الدافع وراء موهبته في تلك اللعبة فتقدم ليشارك في مركز البحرين للحراك الدولي وكانت الجمعية الوحيدة للمعاقين في تلك الفترة، وفي بداية اشتراكه صادف إقامة يوم رياضي في المركز وشارك فيه المطوع ورحب به أعضاء المركز وانضم إلى اللجنة الرياضية كلاعب جري علي كرسي متحرك.وفي التسعينات كان يوجد نقص في المدربين فقرر منذ تلك اللحظة أن يلعب ويمارس مهام المدرب فكان يبحث عن اللاعبين سواء كان ولداً أو بنتاً، واستلم زمام الأمور في لعبة الجري وأصبح المسؤول عنها وشكل أكبر فريق في تلك الفترة وكان عدده 7 لاعبين بعدما كان 4 لاعبين في البداية. لقد واجه عادل في بداية عمله كمدرب بعض العقبات منها الحصول على لاعب معاق واللاعب المناسب للعبة من حيث البنية الجسمية وتوفير الكرسي المناسب له نظراً لارتفاع سعر هذه الكراسي المتحركة. عادل سبق له أن شارك في عدة بطولات عالمية وأولمبية وبطولة أولمبيات أستراليا 2002، وحصل علي ميداليات ذهبية عديدة على الصعيد الخليجي والعربي حيث أكد أن فريق البحرين للجري هو أفض فريق للجري. وبسبب صموده وحرصه على النجاح وصل المطوع في العام 2000 لمنصب رئيس مجلس الإدارة لمركز البحرين للحراك الدولي وهي أول جمعية منذ 35 سنة.