تسلمت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مساء الخميس وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط الذي منحها إياه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تقديراً لمسيرتها الفنية، التي ساهمت في "تقريب الثقافات”، على ما قال السفير الفرنسي باتريس باولي خلال احتفال التكريم الذي أقيم في بيروت. واحتضن "قصر الصنوبر” التاريخي في بيروت تكريم الرومي، صاحبة عشرات الأغنيات الناجحة التي طبعت الذاكرة اللبنانية وتاريخ الأغنية العربية، بحضور والدتها وابنتيها هلا ونور وشقيقتها منى وشقيقها عوض وشخصيات سياسية ودبلوماسية وفنية. وبعد مقطع من موسيقى "بيروت يا ست الدنيا” علق السفير باولي الوسام الرفيع على صدر الفنانة. وقال السفير باولي إن الرومي "مغنية رائعة للموسيقى العربية تجسد مثال الوطنية اللبنانية”، مشدداً على أنها "سفيرة للسلام” . واعتبر باولي أن الرومي "خدمت الشعر العربي بحرارة”، ووصفها بأنها "عاشقة للغة الفرنسية”، ورأى أنها "ممن بفضل موهبتهم وإحساسهم وقناعتهم ينجزون عملاً يساهم في تقريب الثقافات”. واختصر باولي مسيرة الرومي الغنية من طفولتها محاطة بوالدها حليم الرومي ونشأتها في كفرشيما حيث تفتح ذوقها للغناء. وتوقف عند مشاركتها في برنامج استوديو الفن في العام 1974 من دون أن تحصل على موافقة والدها، وقال في هذا الصدد "رغم احترامي الكبير للسلطة الأبوية أقول يحيا العصيان”. وكانت الرومي نالت الميدالية الذهبية وحصلت إثرها على مباركة والدها ودرست الأدب العربي في الجامعة اللبنانية. واستعرض باولي أهم مراحل مسيرة الرومي الفنية منذ انطلاقتها في أغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان” في العام 1975 إلى أغنيات تنادي بوحدة الشعب اللبناني من بينها "يا نبع المحبة” و”بيروت يا ست الدنيا " لنزار قباني و”سقط القناع” لمحمود درويش. ورأى أن ماجدة أضفت إلى قصائد عمالقة الشعر العربي "نفساً موسيقياً وأظهرت الجمالية الحسية للكلمات”. وأضاف باولي أن ماجدة الرومي "فرنكوفونية بكل ما للكلمة من معنى ومتعلقة بالثقافة الفرنسية وتخدم اللغة الفرنسية بالحماسة نفسها والشغف نفسه اللذين تعيشهما حين تغني القصائد العربية”. وكانت الرومي قدمت في فرنسا حفلات عدة في قصر المؤتمرات في باريس واعتلت خشبة مسرح أولمبيا. وحيا باولي في ماجدة الرومي "المرأة الملتزمة” التي "ناضلت من دون تعب لفكرة لبنان السيد المستقل”. وأشار إلى "دورها الإنساني المهم كسفيرة لدى منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة منذ 11 عاماً”. وخاطبها في الختام قائلاً "اعلمي أننا حين نعود إلى طاولاتنا بعد سماع أغنياتك لا نحمل معنا فقط كلماتك لكن بذور الأمل التي تزرعينها”. وأعربت ماجدة الرومي عن امتنانها العميق للرئيس فرنسوا هولاند لمنحه إياها الوسام، وأبدت افتخارها بنيله، وقالت "أحب أن أتشاركه مع جميع الذين آمنوا بي منذ انطلاقة مسيرتي: عائلتي وفريق عملي والمؤلفين والملحنين والموسيقيين والجمهور ووسائل الإعلام”. وقالت "من الشرق الجميل مهد الحضارات، ومن بلد الأرز موطني الذي علمني معنى القيم مظهراً لي كل أشكال الجمال ومرسخاً في قناعات عدة جعلتني أتوق دوماً إلى عالم أفضل، أود الليلة أن أحيي فرنسا وأشيد بها، هي التي كانت ولا تزال أحد مصادر إلهامي (...) فرنسا أنشودة الحب وفرنسا الحرية والمساواة والأخوة وحقوق الإنسان والديمقراطية، وفرنسا الفنون الجميلة”. وأضافت "أن آلاف شبان المقاومة الفرنسية وشاباتها الذين وقفوا في وجه الإذلال والعبودية، سيبقون إلى الأبد بالنسبة لي مثالاً لنضال مستميت من أجل شرف الأمة بأسرها واستقلالها ووحدتها (..) وأقول لهم شكراً لأنكم علمتموني أن كل نفس مدعوة إلى أن تخلق فجراً جديداً وترتفع في المحبة. وشكراً لأن تجاربكم طبعتني، لذلك وضعت صوتي في خدمة لبنان السيد وشعبه الذي عانى وفي خدمة السلام في الشرق الأوسط ومجد الرب”.