كتبت – زينب العكري:في الوقت الذي ينتظر أغلب المواطنين معرض الخريف سنوياً بشغف للتهافت خلف آخر صيحات السلع التي يتم عرضها، إلا أنهم أكدوا أن التاجر البحريني لو أبدى تعاونه لم يضطروا لإمضاء أيام في المعرض.أم تركي التي كانت من أوائل المتسوقين بمعرض الخريف 2013، وقضت ساعات طويلة في التتبع وملاحظة المعروضات، والاستفادة من التخفيضات المتوفرة.. أم تركي لا تؤيد فكرة الاستعداد للمعرض في كل عام باللجوء لعمل الجمعيات التي تضر التاجر البحريني، ويقوم أغلب الناس بتركيز مشترياتهم وتوفيرهم السنوي فقط للشراء من المعرض فيما يعاني تجار من كساد طالت أيامه.حال أم تركي حال كثيرات في البحرين ممن ينتظرن المعرض بغية التسوق لأغراض سنوية، وقالت: "لو يقوم التاجر البحريني بمراعاة المواطن في جودة البضاعة وأسعارها وبمجاراتها لآخر الصيحات في الموسم، فلن يضطر المواطنون تحمل عناء دخول معرض الخريف وانتظاره، لكن رضا المستهلكين آخر أحلام التجار”.وقالت أم تركي: "أستمتع بالتسوق في معرض الخريف، وفي عروض الدول المشاركة التي ترتبط فيها البحرين بعلاقات طيبة (..) أشجع معرض الخريف لأنه شكل طوال السنوات الماضية تقليداً وعرفاً بحرينياً وإطلالة للمجتمع على ثقافة ومنتجات الدول العربية الشقيقة والصديقة”.كثرة الأذواقسيدة أخرى قالت عن المعرض وارتباطه بأسواق الشرق الأوسط : "يتميز معرض الخريف بكثرة الأذواق الموجودة، فبعض الدول تقوم بالتحكم في ذوق المشتري وفرض نمط معين عليه، وهذا غير متوفر بالمعرض إذ تتوفر تشكيلة متكاملة ترضي الجميع”.وتشاركت هذه السيدة مع أم تركي بالتأكيد على أن سعر رسوم الدخول مرتفع نسبياً فأغلب المواطنين لا تتخطى رواتبهم 300 دينار، ويدفع رب الأسرة حين دخوله مع عائلته مبلغاً كبيراً كما ويتضاعف مع مرات الدخول للمعرض، ودعت أم تركي القائمين على المعرض بتخفيض رسم الدخول إلى 500 فلس كما كان عليه الحال سابقاً.لا فوضىوتعقيباً على ما قاله المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق في إدارة المعارض العربية، فوزي الشهابي إن فرض الرسوم جاء كنوع من الأمان، وللحد من الفوضى عبر الرسوم الرمزية، قال متسوقون إن المعرض لا يعاني من الفوضى سوى في يومه الأخير ومن الطبيعي أن يكون كذلك، لأن المستهلكين يفرغون أنفسهم بالكامل باليوم الأخير. أما أم محمد فترى ضرورة دخول المعرض دون أية رسوم، فالمواطن يأتي يومياً للمعرض بغية الشراء، وطوال العام يحدد مخصصات من مداخيله لغرض التسوق.وعن الأسعار قالت: "لابد أن تكون أسعار السلع في المعرض مرتفعة قليلاً إذ إن التاجر يقوم بدفع مبالغ إيجار مساحات وسكن ومواصلات، ولكن هناك مبالغة في رفع الأسعار هذا العام إذ يتجول المعرض في دول الخليج، ومستويات الدخل متفاوتة بين البلدان الخليجية”.وطالبت بضرورة أن يراعي وأن يعي القائمون على المعرض اختلاف القوة الشرائية بين مواطني دول الخليج، وقالت إنها وعائلتها يقومون بتوفير مبلغ من المال لشراء السلع، حيث ينتظرون المعرض لشراء الحاجيات غير الموجودة في الأسواق المحلية رغم الأسعار الغالية في المعرض، مشددة على أن أسعار المعرض هذا العام معقولة إذ نرى سلعاً متباينة المصادر والأسعار كإيران وسوريا ومصر.لماذا الرسوممن جانبها، قالت فاطمة علي "نستعد سنوياً لفترة إقامة معرض الخريف، وكل مواطن يستعد على حسب ظروفه (..) توجد سلع غير موجودة في السوق المحلية مثل الملابس القطنية السورية، إضافة إلى أن بعض المحلات البحرينية تعرض تخفيضات على بضاعتها خلال فترة تواجدها في المعرض”.وأيدت فاطمة سابقاتها بالقول إن الرسوم غير مناسبة وبالخصوص للعوائل، وعن التذرع بالتنظيم والأمان لفرض رسم الدخول قالت: "لو يخصص المعرض يوماً للعوائل ويوماً للنساء بدون دخول الشباب الذين يقومون بإشغال حيز من مساحة المتسوقين فهذا أجدى من فرض الرسوم، إذ إن المعرض يخدم العائلات وليس شريحة الشباب”.22 ألف زائرويستمر معرض الخريف 2013 في استقطاب أعداد كبيرة من الزائرين من المواطنين والجاليات المقيمة وزوار المملكة من مختلف الجنسيات، وشهد المعرض والفعاليات المصاحبة إقبالاً كثيفاً كما هو متوقع حيث وصل إلى أكثر من 22 ألف زائر في يومه الرابع، ليصل العدد الكلي للزوار والمتسوقين خلال الأيام الأربعة الأولى إلى 69 ألف زائر للمعرض، ويتمتع المعرض الذي يستمر حتى 31 يناير 2013 بأجواء ترفيهية، عائلية، ممتعة، إضافة إلى الطابع الشعبي المميز حيث تم تخصيص مساحة في المنطقة الأمامية لقاعات العرض للألعاب الترفيهية للأطفال، إضافة إلى توفر أكشاك بيع المأكولات الشعبية. ويشهد المعرض في دورته الرابعة والعشرين الذي يشارك فيه أكثر من 700 عارض من 20 دولة وعلى مساحة 14.800 متر مربع آلاف البضائع والسلع الاستهلاكية المتنوعة التي تلبى مختلف الأذواق وتناسب جميع الأعمار ومتطلبات الأسرة. وتشمل الدول المشاركة في معرض الخريف 2013 المملكة العربية السعودية، الصين، مصر، الهند، الكويت، لبنان، ماليزيا، عمان، باكستان، بولندا، قطر، تونس، سنغافورة، سوريا، تركيا، أوغندا، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، بنغلادش، بالإضافة إلى الشركات البحرينية. وتشارك في المعرض 118 شركة ومؤسسة بحرينية الذين يعرضون بضائعهم جنباً إلى جنب مع الشركات الخليجية والعربية والدولية مما يجعله واحداً من أكير المعارض التسويقية رواجاً وإقبالاً في المملكة، نظراً لكونه معرض تنافسي لمنتجاته المتنوعة وعروضه الاستهلاكية بالإضافة إلى مشاركة مميزة من قبل مشاركة مركز تنمية الصناعات الحرفية بوزارة الصناعة والتجارة ومجموعة من الأسر المنتجة.