حاوره – حذيفة إبراهيم: توقع رئيس حركة "تحرير جنوب العراق” الناشط السياسي عوض العبدان أن يشهد العام الحالي سقوط نظامي المالكي والأسد وانتهاء المد الإيراني في المنطقة العربية.وقال في حوار مع "الوطن”: "إن الثورة العراقية ليست طائفية، والنظام الحالي في بغداد فقد نصف مساحة البلد خلال 10 أيام فقط”، مشيراً إلى أن "إيران تقيم معسكرات في (البصرة) و(السماوة) لتدريب معارضين بحرينيين وعرب جندتهم لإسقاط أنظمتهم”. وأضاف العبدان أن "ربيع العراق انطلق نتيجة الظلم والتعذيب بحق الشعب، إذ يوجد أكثر من 6 آلاف امرأة عراقية معتقلة للضغط على أقارب لهن، فيما تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 31 ألف سجين، إضافة إلى الموجودين في معتقلات سرية”، موضحاً أن "إيران تعاني أزمات داخلية مع مختلف القوميات وتحاول التغطية عليها بخداع العالم، بينما تشير إحصاءات إلى أن الفرس لا يشكلون إلا 17% من سكان إيران”.وفي ما يلي نص الحوار: كيف انطلق "الربيع العراقي”؟ الربيع العراقي كان يفترض انطلاقه منذ فترة طويلة نتيجة لما تعرض له العراقيون من إرهاب وقتل وإعدامات وتهميش وزج في السجون، ووصل إلى مرحلة لا يطاق، حيث أصبح حجم الظلم بحق العراقيين كبيراً جداً، مما أدى إلى انفجار الشعب بشكل كامل ضد النظام الموجود.ويوجد في سجون رئيس الوزراء نوري المالكي ما يزيد عن 6 آلاف معتقلة، وتشير إحصاءات وزارة العدل إلى حوالي 31 ألف سجين، إلا أن أضعاف هذا الرقم موجودون في سجون سرية، فضلاً عن أن النساء يعانون من الاغتصاب والتعذيب الممنهج والذي لا يمكن أن ندعي بأنه حالات فردية كونه يحدث في عدة سجون وبمظلة موافقة السلطات.هؤلاء النسوة لم يعتقلن لجريمة، إنما لم تجد السلطات أزواجهن أو أقارب مطلوبين، ويتم الاعتقال وفقاً للمادة 4 من قانون الإرهاب المسمى "4 سنة” أي "للسنة” نظراً لأنه لم يعتقل أي شخص من أي طائفة أخرى سوى السنة وفقاً لذلك القانون.ومن أكثر الأمور غرابة أن شخصاً يدعى "فراس الجبوري” أعدم وفقاً لحكم صادر عليه بعد اعترافه أمام التلفاز بارتكاب جريمة قتل بشعة في منطقة "الدجيل”، وفق الناطق الأمني في بغداد اللواء قاسم عطا، اتضح لاحقاً أن الأشخاص المزعوم قتلهم من قبل الجبوري أحياء، بينما تم انتزاع الاعتراف منه كي تعدمه السلطات العراقية.العراق يعيش الآن مجاعة ونرى عراقيين يأكلون من القمامة، رغم أن ميزانيته السنوية تصل إلى 120 مليار دولار وهي كفيلة ببناء الشرق الأوسط كاملاً، إلا أنها تذهب لدعم النظام السوري ومخططات إيران في المنطقة. كل ذلك الظلم أدى لانتشار التظاهرات الكبرى من محافظة الأنبار إلى باقي المدن العراقية خلال فترة قصيرة جداً، وكل يوم يزداد عدد المنضمين لركب "الربيع العراقي”.لماذا خمدت مظاهرات انطلقت سابقاً في 2011؟قمع المالكي مظاهرات خرجت في بغداد وعدة مدن عراقية، وتم فصل واعتقال كل من شارك فيها، على مرأى من القوات الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لرئيس الوزراء حينها.أما اليوم فهي لن تقمع التظاهرات فقد تغير التكتيك وأصبحت المظاهرات تنطلق من محافظات الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين، البعيدة عن المركز (بغداد)، وحجم المشاركة والإصرار من قبل المتظاهرين يؤكد أن التغيير قادم لا محالة، إضافة إلى أن قوة وشجاعة المعتصمين ازدادت كثيراً خلال العامين الماضيين بعدما حصل في بلدان عربية.التظاهرات الحالية متهمة بالطائفية، ما حقيقة ذلك؟من يطلق هذا الاتهام يجب أن يكون عادلاً ونزيهاً، ومن يقتل ويظلم ويده ملطخة بدماء سفكها على أسس طائفية لا يجوز له اتهام الآخرين بها، المدافعة عن الأعراض والشرف والوطن ليست أمراً طائفياً.حجم الرفض الشعبي الآن للمالكي كبير ومن جميع أطياف الشعب العراقي، سواء الأكراد أو جهات عديدة داخل الطائفة الشيعية المساندة لمطالب إصلاح وإعمار البلد وإعادته إلى مكانه الحقيقي بين الدول العربية.أغلب الأحزاب الموجودة في السلطة والمستفيدة منها -وإن ادعى تأييد الثوار وشرعية المطالب- لا يريد تغيير النظام، إنما رئيس الوزراء نوري المالكي فقط، وذلك لن يخدم العراق في شيء، فالنظام مصنوع في إيران وتشرف عليه استخباراتها "إطلاعات” ويجب ألا يبقى، وتغييره مقابل مجيء الجعفري أو باقر جبر صولاغ يعني عودتنا للمربع الأول.ثم إن حركة تحرير الجنوب شاركت في تظاهرات الأنبار منذ الأيام الأولى، ويوجد مخيم خاص بالشباب من جنوب العراق مع باقي المعتصمين، إلا أن وسائل الإعـــــلام الرسمــــــية العراقية تحاول إظــهـــــار التظاهـــرات وكأنها طائفية.عدم خـروج أهالــي الجنــوب حتى الآن بشكل كبير مرده تدخل إيران الكبير هناك حيث لا يستطيع العراقيون التحرك بسهولة، ولكنهم سينتفضون قريباً جداً بإذن الله.ما هي دلائل التدخل الإيراني في جنوب العراق؟النظام الإيراني يحاول تغيير صورة الجنوب العراقي، والحملة الإعلامية مرافقة لجرائمه على الأرض، فهناك أكثر من 120 صحيفة و40 محطة تلفزيونية و80 إذاعة تستهدف أهل الجنوب وتريد فصلهم عن محيطهم العربي، فضلاً عن وجود عشرات الأحزاب السياسية الكبيرة لم تنجح حتى الآن في استقطاب جميع الأهلي هناك.ماذا وراء تصريحات المقاومة بحماية المتظاهرين؟ وأيهما سيسقط أولاً، النظام السوري أم العراقي؟المقاومة العراقية ردت صراحة وعلناً على تهديدات المالكي بأن المتظاهرين تحت حمايتها، لكنها أكدت عدم لجوئها للعنف إلا إذا اضطرت إليه، وأنا أدعوهم إلى ضبط النفس وسحب البساط من تحت رئيس الوزراء. النظام السوري سقط، ومن يدير سوريا اليوم هي الاستخبارات الإيرانية "اطلاعات” انتقاماً من الشعب السوري، ولم يعد الأسد يسيطر على أكثر من 70% من أراضي الشام، فضلاً عن عدم استطاعته التعامل مع باقي الدول العربية والإسلامية، فهو فقد شرعيته داخلياً وخارجياً.ما هي "حركة تحرير الجنوب” التي ترأسها؟حركة تحرير الجنوب نشأت في محافظة البصرة بعد احتلال إيران للجنوب العراقي، حيث نسعى من خلالها لمقاومة الاحتلال سلمياً لاعتقادنا أن حمل السلاح يجرنا إلى دماء وسقوط ضحايا أبرياء كثر ولقناعتنا الكاملة أن إيران مارد من كارتون أو بالون كبير ينفجر في أي لحظة.وانتشرت الحركة بفضل الله في جنوب العراق بعد طرح مشروعها حيث انضمت إليها شخصيات من مختلف الطوائف والقوميات، خاصة كل من يشعر بخطر إيران على الجنوب، وتعرضنا لمضايقات وإغلاق لمكتبنا في البصرة، ونحن لا نتلقى أي دعم مادي من أي جهة، إنما نعتمد على تبرعاتنا الشخصية. ما هو تأثير سقوط المالكي على الدول العربية؟نتائج الربيع العراقي ستظهر في حال نجاحها مباشرة، وسقوط النظام يعني انتهاء الهيمنة الإيرانية في هذا البلد، ويؤكد أنها لن تستطيع التمادي والتطاول على البلدان الأخرى، ليعود العراق سداً منيعاً بين إيران والمنطقة، وإعادة بناء العراق ستضمن بقاء بلاد الفرس بعيدة.هناك الكثير من عملاء إيران اليوم يتلقون تدريباً وتمويلاً من داخل العراق، والعديد من المعارضين البحرينيين موجودون في معسكرات نقلت إلى البصرة أو منطقة "البصية” في محافظة السماوة.وأصبحت تلك المعسكرات مخصصة لتدريب العرب والخليجيين من عملاء إيران جندتهم معارضين لأنظمة بلدانهم.ولدى المعارضة البحرينية امتيازات كبيرة فقضية المملكة جوهرية عند إيران، مع اعتقادها بقطع شوط كبير في احتلال البلد ولم يتبق إلا سقوط النظام.من تلك الامتيازات دعم المراجع والمؤسسات الدينية والحزبية، وتمويلها افتتاح مقرات في البصرة وبغداد والنجف، ومنح أفرادها الجنسية العراقية لسهولة التحرك بعيداً عن أعين بلدانهم، ودعمهم مادياً من خلال عقود وزارتي النفط والتجارة العراقيتين، بملايين الدولارات.يضاف إلى ذلك أن الحكومة العراقية لا تتعهد بحماية مقر السفارة البحرينية الشرعية في منطقة المنصور في بغداد، والسفير يعمل من مكان آخر، لإعطاء الفرصة لعملاء إيران بالظهور على الساحة وتقديمهم وكأنهم هم ممثلو شعب البحرين.الجميع يقف مع إرادة الشعوب ولكن بدون العملاء اللذين يريدون تسليم بلدانهم لدول أخرى كما حدث في البحرين وقبله العراق، إيران لا تريد مصلحة أي شعب، وإنما اختلاق الأزمات لتخريب البلدان العربية، وهي تقوم بذلك تجاه ما يسمى "الثورة البحرينية” بدعمها أكثر من 30 قناة إيرانية تضخم كل ما يحدث، ولو سقط أحدهم أرضاً وهو يسير في الشارع لاتهمت الحكومة البحرينية بانتهاك حقوق الإنسان.أما الأزمة الحالية في الكويت كان سببها أوامر خرجت من طهران لتغيير المشهد السياسي، وهو ما صرحت به قبل عامين، بعد فشل خطتها في البحرين ودخول قوات درع الجزيرة، فراحت إلى الخطة البديلة من خلال استهداف الكويت.إيران وعملاؤها سرطان، ينتشر مع الزمن، ويجب استئصالهم مثل داء لا علاج له.أتوقع أن يشهد عام 2013 سقوط نظامي بشار والمالكي بشكل كامل يتبعه سقوط حزب الله في لبنان، الأمر الذي ينهي "الهلال الإيراني” من الوجود، لتبدأ بعده حرب إيران الداخلية وتأكل نفسها.كيف تتعامل أمريكا وإيران في الخفاء؟إيران رفعت شعار "أمريكا هي الشيطان الأكبر” وأعلنت عن نيتها حرق إسرائيل طوال 32 عاماً مضت ولم نشهد أمريكياً واحداً أو إسرائيلياً قتل على يد هذا النظام، بينما نرى ملايين آخرين تسببت في مقتلهم. هذه "إسرائيل” تعيش بأمان في ظل وجود إيران وحلفائها سوريا وحزب الله، وقال الرئيس الأول لإيران بعد الثورة إن الخميني أمره بفتح قنوات للتواصل مع "إسرائيل” وشراء الأسلحة منهم إبان الحرب مع العراق، وأوردت صحيفة "هآرتس” الإسرائيلية أن 200 شركة يهودية تعود ملكيتها للكيان الصهيوني تعمل في طهران.وفي طهران يمتلك اليهود معابد كثيرة ومشهورة رغم أنهم أقلية، بينما لا يملك أهل السنة مسجداً واحداً فيها، فضلاً عن وجود اجتماعات دورية بين إسرائيل وإيران في جنيف منذ 3 عقود.إيران وأمريكا يعملان الآن لتدمير الشرق الأوسط حيث لم يعان طوال 70 عاماً أي مشاكل داخلية كما هو الوضع الآن، وحققت طهران لواشنطن وتل أبيب بإشعال حروب طائفية وشق الصف ما لم يستطيعا تحقيقه، كما أصبحت إيران "فزاعة” للقيادات العربية والخليجية، تنتظر منها أمريكا حمايتها.أما عن خدعة دعم الفلسطينيين وحركة حماس، فإن النتائج أكدت أن إيران شقت الصف الفلسطيني وهو ما لم يستطع العدو الصهوني القيام به، بعد أن كانوا تحت راية موحدة، والمتابع لتحركات طهران يعلم جيداً أنها لا تؤدي أي عمل يخدم العرب والمسلمين وقضاياهم، وإن كان ذلك في ظاهر الأمر إلا أن الحقيقة غير ذلك.كيف ترى توجه دول الخليج للانتقال للاتحاد؟ الأعداء يسترخصون دماءنا لأننا مشتتون، وأي تعاون واتحاد يعطي قوة لمن انضووا تحته، وسيكون الاتحاد الخليجي قوة منيعة وحصناً لا تستطيع أي دولة اختراقه، لامتلاكه جميع المقومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكفيلة بنجاح الاتحاد، والعرب ينتظرون تلك القوة الجديدة.درع الجزيرة، فراحت إلى الخطة البديلة من خلال استهداف الكويت.إيران وعملاؤها سرطان، ينتشر مع الزمن، ويجب استئصالهم مثل داء لا علاج له.أتوقع أن يشهد عام 2013 سقوط نظامي بشار والمالكي بشكل كامل يتبعه سقوط حزب الله في لبنان، الأمر الذي ينهي "الهلال الإيراني” من الوجود، لتبدأ بعده حرب إيران الداخلية وتأكل نفسها.كيف تتعامل أمريكا وإيران في الخفاء؟إيران رفعت شعار "أمريكا هي الشيطان الأكبر” وأعلنت عن نيتها حرق إسرائيل طوال 32 عاماً مضت ولم نشهد أمريكياً واحداً أو إسرائيلياً قتل على يد هذا النظام، بينما نرى ملايين آخرين تسببت في مقتلهم. هذه "إسرائيل” تعيش بأمان في ظل وجود إيران وحلفائها سوريا وحزب الله، وقال الرئيس الأول لإيران بعد الثورة إن الخميني أمره بفتح قنوات للتواصل مع "إسرائيل” وشراء الأسلحة منهم إبان الحرب مع العراق، وأوردت صحيفة "هآرتس” الإسرائيلية أن 200 شركة يهودية تعود ملكيتها للكيان الصهيوني تعمل في طهران.وفي طهران يمتلك اليهود معابد كثيرة ومشهورة رغم أنهم أقلية، بينما لا يملك أهل السنة مسجداً واحداً فيها، فضلاً عن وجود اجتماعات دورية بين إسرائيل وإيران في جنيف منذ 3 عقود.
العبدان: سقوط المالكي والأسد ينهي المد الإيراني بالمنطقة
02 فبراير 2013