كتب ـ حسين التتان:قبل عقدين من الزمن، كانت المدارس الخاصة في البحرين تعد على الأصابع، والتعليم فيها مميز للغاية، ولم يكن باستطاعة أي كان أن يلحق أبناءه فيها، لأن رسوم تسجيلها باهظة.اليوم ومع تدافع الناس لتسجيل أبنائهم فيها، وجدنا أعدادها تضاعف مرات ومرات، ويكفي انتظارك سنوات ليتسنى لك تسجيل طفلك في بعضها.انتشرت المدارس الخاصة في كل مناطق البحرين، وزاحمت حتى المتاجر، وبات لها فروع في كل منطقة وقرية، وأصبحت تدر على أصحابها ذهباً، أما جودة التعليم فيها فالكلام حولها كثير، ومع ذلك مال زال التنافس بين الناس على أشده لتسجيل أبنائهم فيها، باعتبار ارتيادها مصدر تباهٍ و»فشخرة».«الكرت» الأخضرتجد علياء محمد أن بعض المدارس الخاصة خاصة القديمة منها، مازالت تحافظ على مستواها التعليمي المميز «القليل منها ونتيجة الضغط الشديد، فقدت سيطرتها على نوعية التعليم وجودته، فأصبحت مدارس ربحية فقط، لكن البحرينيون يسجلون أبناءهم فيها والغاية (الفشخرة)».ولا تفصل علياء مباهاة البعض باللبس والمسكن والسيارة عن تسجيل الأبناء بالمدارس الخاصة الغالية «بينما التعليم ومستقبل الأبناء، لا يجب أن يخضع لمقاييس (الفشخرة) الاجتماعية، لأن أطفالنا أمانة في أعناقنا». وتزعم أم أحمد أنها لم تعد تؤمن بالمدارس الخاصة كالسابق «أدخلت أبنائي مدارس خاصة قبل أكثر من 20 عاماً، وكانت المحصلة أبناء مميزين ومجتهدين». ابنتها الصغرى التحقت مؤخراً بإحدى المدارس الخاصة «مستواها التعليمي بدأ في الهبوط، أفكر جدياً في نقلها إلى مدرسة حكومية العالم المقبل».المدارس الخاصة أميزويقول أحمد عبدالكريم إن أولياء الأمور لا يمكن أن يتباهوا في تسجيل أبنائهم بمدارس خاصة، مقابل التضحية بمستقبلهم «الناس ليسوا كذلك على الإطلاق، لأنهم في النهاية يبحثون عن أفضل المدارس التعليمية لأبنائهم، ويعنون بمستقبلهم، ويظلون يفتشون ويسألون عن أحسنها جودة وتعليماً، وبالكاد يستقر على مدرسة مميزة».ويحمل أحمد المسؤولية للمدارس الحكومية «من هنا بدأت الأسر البحرينية بهجرها رغم أنها مجانية، والخاصة أكثر اهتماماً بالطلبة رغم ارتفاع أسعار التسجيل في بعضها».ويرى موسى ناصر عكس ما ذهب إليه أحمد «من يقول إنه يفكر في جودة التعليم ومستقبل أبنائه، ومن ثم يسجلهم في مدارس خاصة، فهو غير محق، التعليم الحكومي أفضل من الخاص بمراحل، اللهم باستثناء التركيز المكثف على تعليم اللغات الأخرى، وهذا ليس تميزاً يستحق أن نبعث أبناءنا لأجله، وإذا كان هذا السبب الحقيقي، لماذا لا تهتم المدارس الخاصة باللغة العربية اهتمامها باللغات الأجنبية؟». ويقول إن المسألة أن الكثير من الناس يسجلون أطفالهم من مرحلة الروضة إلى التخرج بمدارس خاصة، ليتعلموا اللغة الإنجليزية، ولأجل التباهي بين الناس أيضاً».ويتعجب أسامة مهدي من موضة المدارس الخاصة التي انتشرت مؤخراً في البحرين «الفقير والغني الجاهل والمتعلم، يلحقون أطفالهم بمدارس خاصة تجارية، فقط ليقولوا للناس لستم أفضل منا، وهذا يعني أن (الفشخرة) دخلت مجال التعليم، وهذه المصيبة يدفع ثمنها أطفالنا».وترفض أم نهاد مبدأ التعميم «بعض أولياء الأمور من (المفوشرية) يدخلون أبنائهم المدارس الخاصة لأجل التباهي، لكن في الأعم الغالب نجد البحريني يحرص على انتقاء المدرسة المناسبة لأبنائه».
Variety
المدارس الخاصة.. باب «الفشخرة»
03 مارس 2013