يرصد الباحث في شؤون الثقافة المحلية نوح خليفة، في كتابه الجديد "الرفاع.. التطور التاريخي وتأثيرات النمو الحضري”، الجغرافيا المكانية لمدينة الرفاع الشرقي وامتداداتها العمرانية الحديثة، وأثرها على العلاقة التاريخية القائمة بين شعب البحرين وقيادته.وقال خليفة بهذه المناسبة إن التاريخ يفصح عن أسطورة انشغل عنها الرواة والمؤرخون والإعلاميون، تضم إرثاً إنسانياً عميقاً يمس الحياة البحرينية بكل جوانبها لارتباطها بالتحولات التاريخية في الحياة المهنية للإنسان وتغير طبيعة ومواقع عمله وأماكن استقراره وظروفه الاقتصادية بدءاً من ثلاثينات القرن الماضي مع ظهور النفط، مروراً بعوامل الجذب والازدهار الموازية للنمو الطبيعي في امتدادات الرفاع الشرقي.ودعا المهتمين بالهوية البحرينية إلى الإلتقاء بماضي الآباء والأجداد الذين أسسوا بناءً حضارياً متكاملاً شكل قاعدة مهمة من قواعد النهضة، باعتبارها أبرز محطات الانتقال إلى المعاصرة، مبيناً أن السكان في كل مكان التفوا منذ القدم حول القادة السياسيين والاقتصاديين على تطويع الطبيعة البحرينية الثرية بمقومات الاكتفاء والبروز الاقتصادي العالمي قبل ظهور النفط.وأضاف أن التاريخ الحضري في البحرين شهد التفافاً وتعاضداً قويين بين الشعب والأسرة الحاكمة، لافتاً إلى أن هذا التعاضد والتجاور السكني منذ فجر التاريخ أرسى قواعد الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة.ونبه إلى أن المستقرات القبلية وبؤر التمركز السكاني للأسرة الحاكمة في أنحاء البحرين محاطة منذ القدم بالتفاف سكاني اقترب إليها آنذاك للظفر بدرجات أعلى للأمان القائم على المصلحة المشتركة والمتبادلة بين مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية القائمة على قيم الأسرة الواحدة والمصير المشترك. ويسلط خليفة في الأمسية المقررة لتدشين الكتاب الثلاثاء المقبل الضوء على الرفاع الشرقي، بوصفها المدينة الرفاعية الأم اعتباراً من نشأتها وتطورها مروراً بامتداداتها الحضرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مضيفاً أن الاتجاهات البحثية تركز على حياة الإنسان البحريني وارتباطها الوثيق بالتحولات المهنية بعد اكتشاف النفط من تقليدية إلى فنية معاصرة.وأوضح أن البحث اتجه بعمق إلى التغيرات الطارئة على البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في الرفاع الشرقي، ورصد ملامح التغير بين أرجائها واستخلاص نتائج تبين تفاصيل التحولات المؤثرة على الهوية الأم للمدينة، وأسباب توفر ظروف الطرد للسكان الأصليين ومقومات الجذب للشرائح الأخرى والتحولات العمرانية في مدينة غنية بمعمارها التاريخي ونمط المساكن الشعبية ذات الظروف البنائية المساندة للأسر الممتدة، وتبدلها إلى أبنية معمارية تجارية عمودية تدعم التفكك الاجتماعي وتعزز الاكتظاظ والكثافة العالية، وخلق ظروف بيئية جاذبة للشرائح الوافدة ذات الطبقات الاقتصادية المتدنية، وتحليل أسباب عدم تمكن أجيال الرفاع من إعمار المدينة والعوامل المساعدة على تأثر بنائها التاريخي الرصين.ويعتزم خليفة طرح سلسلة توصيات لدعم الواقع الحضري لمدينة الرفاع الشرقي، من خلال تسليط الضوء على التحولات الطارئة على الجغرافيا البشرية لسكان البحرين وجغرافيا الاقتصاد والخدمات والعوامل المسببة للتغيير وتأثيراتها في ظل تنامي التحديات الأمنية المحلية والإقليمية والعالمية.ويطرح خليفة رؤى فكرية داعمة لقوة وثبات المجتمع في وجه التموجات الأمنية العالمية الراهنة، وبروز الحاجة إلى استعداد مدني لإجهاض مؤامرات تحاك ضد الوطن وبيئة خادمة لرسوخ وبروز الهوية الأم للمجتمع البحريني. يدشن الكتاب الثلاثاء السابعة والنصف مساءً في مركز عيسى الثقافي.
«الرفاع».. جغرافيا تجسد علاقة الشعب بالقائد
03 فبراير 2013