الرائد الركن أحمد محمد البوعينين: مع إطلالة يوم الخامس من فبراير، نستذكر ذكريات خالدة ستظل أمامنا، نحتفي بها، ونستذكرها ونستخلص منها العبر والقيم الوطنية النبيلة. إنه اليوم من العام 1968، الذي شهد تخريج أول دفعة عسكرية بقوة الدفاع في ميدان مركز التدريب قوة الدفاع الملكي، ليكون ذكرى وطنية مضيئة نفتخر بها جميعاً.ذكرى مولد المؤسسة العسكرية الشامخة، هذه المؤسسة التي أشرف على وضع لبناتها، وتأسيسها ورعايتها، وتذليل الصعاب أمامها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، حيث نتشرف بالانتساب إليها، ونستظل بظلها الوافر.قوة الدفاع تحتفل بذكرى إنشائها الخامس والأربعين، تلك الذكرى العزيزة على قلوبنا سنستذكرها بكل الفخر والاعتزاز، ففي هذا الصرح المنيع، ومنذ الضوء الأول لانطلاق مسيرتها المباركة، وحتى يومنا الحاضر ، وهي تسير نحو المجد والرقي. فبعد أن كانت قوة صغيرة الحجم آنذاك، ها هي اليوم تكبر برجالها الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن تراب هذا الوطن الغالي علينا جميعاً، وهي تتوسع يوماً بعد يوم بفضل خطط مدروسة، ومشاريع استراتيجية شملت جميع أفرعها: البرية، والجوية، والبحرية، فامتلكت أسلحة حديثة، ومتطورة تضاهي أعرق الجيوش في المنطقة، ويقف خلفها رجال تسلحوا بالعلم والإيمان، فكانت ومازالت تلك القوة صمام أمن وأمان مملكة البحرين بفضل يقظة منتسبيها باستمرار ، وكانت ومازالت قوة الدفاع عوناً لأشقائها في دول الخليج العربي حيث شاركت قوة الدفاع في حرب تحرير دولة الكويت العام 1991، وكانت من ضمن القوات المرابطة للدفاع عن الكويت أثناء حرب العراق 2003. إن تصديق المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي -الذي عقد 25 ديسمبر 2012 بمملكة البحرين في الدورة الثالثة والثلاثين- على قرارات مجلس الدفاع المشترك يأتي دليلاً على وحدة المصير المشترك بين دول الخليج العربي، وقد بارك المجلس الأعلى إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة والإضافية، وقرار الموافقة على علاج منتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم بدول مجلس التعاون، المنتدبين في مهام رسمية أو المشاركين في دورات تدريبية في الدول الأعضاء، في المستشفيات العسكرية.لقد شاركت المرأة البحرينية أخوتها الرجال في القوة، وها هي تقف اليوم في الميادين: في المجال الطبي والخدمي، والإداري، فنجدها في المستشفى لتقديم العلاج وفي الشرطة النسائية، وفي القضاء العسكري، وفي كثير من المواقع؛ لتسهم بدورها في خدمة الوطن.هنيئاً لقوتنا عيدها، وهنيئاً للبحرين فخرها بهذه القوة، وسنظل نجدد عهد الآباء والأجداد بالوقوف صفاً واحداً ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن وطننا العزيز. أسأل الله تعالى التأييد لسيدي عاهل البلاد المفدى قائدنا الأعلى، وقوة الدفاع تسير نحو المجد والرقي بفضل رعاية جلالته وتوجيهاته الكريمة، وهنيئاً لنا يوم القوة الخامس والأربعين.
قوة الدفاع تسير بإصرار نحو المجد بسواعد رجالها المخلصين
04 فبراير 2013