كتب ـ حسين التتان:الحاج ميرزا محمد لم يشرب حليباً مجففاً في حياته، ولم يتناول الألبان الصناعية والمعلبة أبداً، يعرف فقط الألبان والأجبان ومشتقات الحليب الطازجة.لا يخفي الحاج ميرزا صعوبة الحصول على الألبان الطازجة اليوم «لأنها غير متوفرة في كل الأسواق، والبحث عنها يتطلب عناءً، بينما المشتقات المصنعة تغزو كل منافذ البيع»البحرينيون ورغم قناعتهم بفوائد الألبان الطبيعية، لكنهم يتناولون الصناعية منها، لأن تأمينها أسهل ومتوفرة بكل مكان، بينما لا يملكون الوقت الكافي لشراء الألبان الطازجة.أسهل وأريحتعرف أم نادر أن الحليب الطازج أكثر فائدة من المجفف وكذا كل مشتقاته «مع ذلك نضطر لشرائه لجملة أسباب، أهمها أن الحليب الطازج تنتهي مدة صلاحيته بعد يوم أو يومين، بينما الحليب الصناعي تصل مدته صلاحيته لأسبوع كامل وأحياناً لستة أشهر».فؤاد يختار الألبان المجففة والصناعية «لكن ما أن أجد فرصة مؤاتية لشراء الحليب الطازج لا أتردد» ويضيف «الألبان المصنعة متوفرة في كل البرادات والمحال التجارية، بينما المحلية لا تتوفر إلا في مناطق قليلة ومحددة».ناصر عبدالله على يقين أن الألبان الطازجة أكثر فائدة من كل الأنواع المصنعة والمجففة «لكننا ملزمون اليوم أن نتعايش مع الثقافة الاستهلاكية الجديدة، ليس في تناول الألبان المصنعة فقط، بل في كل ممارساتنا الحياتية والصحية» ويتابع «في كل يوم يفقد البحريني جزءاً مهماً من تراثه الشعبي، ومن غذائه الصحي.. والسبب تكنولوجيا سريعة ومجنونة ولا ترحم..!».أفول صناعة الألبانحميد محمد عامل لدى مركز الألبان الطازجة بمنطقة المصلى، يعرف خبايا سوق الألبان يقول «نحن نبيع الحليب الطازج وكافة مشتقاته من الألبان والقشطة (القيمر)، البحرينيون يحبون هذا النوع من الحليب، وبعضهم يأتينا من مناطق بعيدة لشرائه».ومع ذلك لا يخفي حميد أن حجم البيع اختلف عن السابق «عادة ما يفضلون الحليب الذي تكون مدة صلاحيته أطول، كما إن الألبان المجففة والمصنعة متاحة للجميع، على عكس الألبان الطازجة، حيث إن من يبيعونها هم قلائل جداً في البحرين».يحضر حميد الحليب بنفسه، يفرغه في أكياس ويبيعه للزبائن بالوزن «سعر كيلو الحليب 400 فلس، والروب البلدي 100 فلس وهو الأكثر رواجاً».ويشرح طريقة تحضير الروب «نجلب الحليب من أبقار المركز، في المعمل نغليها على النار بأوان كبيرة ساعة كاملة، ثم نضعها في علب قرابة 4 ساعات خارج الإناء، ثم نتركها تبرد في الثلاجة وبعدها تصبح جاهزة للبيع».
الثقافة الاستهلاكية تدمــر صنـــــاعة الألبــــــــان الطازجة
04 فبراير 2013