كتب ـ جعفر الديري: متى أهديت زوجتك وردة؟ سؤال يجده الكثيرون باعثاً على الضحك، ومدعاة للسخريّة والاتهام بخلو البال، فيما يطرحه آخرون على أنفسهم كلّما أحسوا تقصيراً تجاه زوجات يشاركنهم حياة عريضة بحلوها ومرّها.أصحاب الرأي الثاني يتأثرون عندما يشعرون أن ظروف الحياة أخذتهم بعيداً عن الاهتمام بالرياحين، عن النساء الرقيقات القابلات للكسر بأقل الكلمات، وبأقل الكلمات أيضاً يمكن جمعهن مجدداً، كي تسير الحياة الزوجية بخطها المرسوم، محافظة على الرباط المقدّس وأمانة تربية الأبناء. عنوان محبة متى أهديت زوجتك وردة؟ هل شعرت بأثرها واضحاً عليها؟ هل تؤمن أساساً بأهمية إهدائها وردة أم تعتبرها خسارة ومضيعة للوقت؟.جعفر حسن طالما أهدى زوجته الورود ويحرص على العادة دوماً «لا أعد ذلك فضلاً ومنّة، يمكن أن أدلّ به عند زوجتي، فكما إن الكلمة الطيبة صدقة كذا الوردة، تنشر الخير والمحبة في البيت وتزيد تماسك أفراده، ما ينعكس على سعادة زوجتي وأبنائي.. وهم كل حياتي». ويرى جعفر في الوردة «عنوان فضيلة ماتزال تميزنا نحن البشر، فهي لا تعني شكلاً جميلاً وألواناً بديعة ورائحة فواحة فحسب، ليست وردة صناعية بل روح تأصلت في الأرض ونمت، هي عنوان محبة جمعت بين زوجين». الهدية.. وردةويرى خليل صالح أن إهداء الزوج زوجته وردة من علامات بقاء جذوة المحبة مشتعلة بينهما «لا يقدم أحد وردة لزوجته إلا إذا كان يحبها، فكأنه يقول لها أنت كما أنت لم تتغيرِ، وكذا حبي لك لم يخفت ولم يبهت». ويؤكد صالح أن الوردة لها تاريخ «جمالها كان مثار اهتمام جميع الحضارات، ولا يوجد إنسان عاشق إلا ووجد في الوردة رسولاً ينقل مشاعره وأحاسيسه تجاه من يحب، فكيف إذا كانت رسولاً بين الزوج وزوجه؟! عندها تكون خير معبر عن إخلاص الود وجميل الحياة الزوجية». روح مقابل وردةويحكي رضا أحمد حكاية شحرور ضحّى بنفسه وروحه فداءً لوردة احتاجت دمه «الحكاية أسرتني فيها من العبر الكثير، ومذ شاهدت الحكاية مصورة في المسلسل الكارتوني حكايات عالمية وهي تثير في نفسي مشاعر شتى».ويعود رضا إلى فلسفة القصة «الحياة الزوجية وردة تنتظر دماً جديداً في كل مرّة كي تعيش، والزوجين هما الشحرور المطلوب للتضحية، وبدون هذه التضحية لن تعيش زهرة الحياة يانعة بين الزوجين، ولا أقل من أن يواظب الزوج على إهداء شريكته زهرة فواحة تشعرها بجميل ما يحمل في قلبه تجاهها». الأساس التفاهممن جهته يرى ناصر حسين أن الوردة لا تؤثر في الزوجة، طالما هناك مشاكل قائمة بين الزوجين «الأولى بالزوج قبل أن يهدي الوردة أن يعالج المشاكل». ويتساءل «لا أعلم كيف لزوج أن يقدم وردة لزوجته وهناك مشكلات قائمة بينهما تهدد حياتهما من أساسها؟ للوردة أثرها لا شك، لكنه أثر سرعان ما يزول، وتتبدل الضحكة في وجه الزوجة إلى تعاسة، عندما تشعر أن زوجها يقدم لها مجرّد وردة، ولا يجهد في حل ما يعانيان من أزمات».