العميد محمد قطامي الكبيسيإذا كان التاريخ هو سجل الزمن، فإن الحاضر هو جني الماضي، والمستقبل هو نتاج الحاضر، إن قوة دفاع البحرين، إضافة إلى حمايتها للأجواء والمياة الإقليمية ومشاركاتها الدولية، ومحافظتها على ثرى المملكة الطهور، والمشاركة الفعالة في استتباب الأمن واستقرار الأمان، فإنها تقوم أيضاً بمنجزات خدمية وإنسانية وعلمية، ومعرفية، وقيمية، وأخلاقية، بقامة قيادتها، ومنزلة مؤسسها وراعي تنميتها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى، لتقدم لأبناء المملكة وللمقيمين على ثرى المملكة التنمية المستدامة، وها هي اليوم تدشن إنجازاً معرفياً وتاريخياً وعلمياً يختزل التاريخ العسكري ممثلاً في المتحف العسكري الذي يفتتح مع الذكرى الخامسة والأربعين ليوم قوة الدفاع، ليعكس مساحة ممتدة من تاريخ البلاد، وليحقق هذا المتحف المتخصص في التاريخ العسكري نشر ثقافة أثيرة على قلوب المخلصين من أبناء الوطن الحبيب، حيث يستعرض هذا المتحف صفحات مشرفة في مجالات عدة، ليظهر الجهد والعرق والسهر والعناء الذي تجشمه الرواد الأوائل في سبيل حماية الوطن، والمحافظة على مقدراته كإرث حضاري، ووعاء ثقافي متعدد المشارب يمثل سجلاً ذهبياً لإنجازات الوطن الغالي، إضافة إلى الحفاظ على نفائس الأسلحة، وإبراز أهم الإنجازات العسكرية التي أولاها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى عناية خاصة، لتصبح واقعاً معاشاً وحقيقة مشهودة، والتي وجه القائد العام لقوة دفاع البحرين إلى جمع هذه النفائس بإنشاء هذا المتحف، ليضحى وجبة ثقافية حضارية راقية تليق بمكانة قوة الدفاع ورجالها الأوفياء المخلصين، ونافذة مضيئة تشع منها قوة الدفاع على المجتمع البحريني الوفي، لإحياء التراث البحريني العسكري بالتحف العسكرية العديدة، والنفائس الفريدة التي تحكي غريزة الدفاع عن النفس عند الإنسان، وتوفير الأمن والأمان، وتطور صناعة الأسلحة مع مرور الزمان وفقاً للظروف التي واجهها، والإمكانيات التي توافرت له أن هذا المتحف يقدم الثقافة والتعليم وتوسيع مدارك المواطنين ويغرس روح الوطنية والانتماء، ويعزز الولاء وإيقاظ الوعي القومي بين العسكريين والمدنيين على حد سواء فهو بحق يسجل التاريخ العسكري في مملكة البحرين لأبرز حكامها خلال قرون، ويذكر بأشهر المعارك، ويبرز دور الرواد الأوائل الذين قدموا أرواحهم في سبيل رفعة الوطن وحريته، عرفاناً بدورهم وتخليداً لذكراهم رحمهم الله رحمة واسعة وتقبلهم مع الشهداء. حفظ الله رجالات القوة للوطن ذخراً، وأدام عز المملكة وأهلها وكل عام والقوة وقيادتها في تطور وجهوزية تامة.