كتب ـ جعفر الديري: من لا يحب سندريللا الشاشة العربية سعاد حسني، من لا يعشق الحزن بعيني فاتن حمامة، من يدعي أن هند رستم أو ماجدة أو صباح لم تدغدغ أحلامه.السينما المصرية سحرت الجميع، وكانت أفلام أبيض وأسود أول عهدهم بالشاشة الصغيرة، وكان لكل نجمه المفضل ونجمته المحبوبة، هذا يحب كمال الشناوي وآخر رشدي أباظة أو أنور وجدي وشكري سرحان ومحمود المليجي وفريد شوقي وآخرون.في هذه الأفلام طالع المشاهد العربي والبحرينيون منهم أحلامهم الرومانسية مجسدة صوتاً وصورة، واليوم تحولت أفلام أبيض وأسود إلى ذكرى لزمن جميل ولى يقول البعض، بينما يرى آخرون أنها ماتزال -رغم طول العهدـ تحظى بإعجاب الكثيرين وتجد من ينتظرها بشغف. شيء من الذاكرة يقول سعد أحمد إن أفلام الأبيض والأسود جزء من الذاكرة لا يمكن نزعها «كانت حديث الشباب وقتها، كنت أعد نفسي للاجتماع مع الأصحاب لمشاهدتها، وكل منا يهيئ نفسه لمشاهدة نجمه المفضل، عبدالحليم حافظ أو رشدي أباظة أو أحمد رمزي وغيرهم من الممثلين الرائعين، كانوا يشدون اهتمامنا بتمثيلهم الجميل، بصورة الشاب المحبوب، الفارس المغوار الشهم الذي لا يتخلى عن أداء واجبه».بدوره يبتسم أبوخليل لذكرى سنوات ملؤها الفرح والسعادة، وأيام وليال لايزال يتذكر أجواءها «كنت معجباً جداً بالفنانة المصرية الشاملة سعاد حسني، ومتى علمت سواء من مذيع البرامج أو من الأصدقاء أن فيلماً سيعرض لها، أنقطع عن زيارة الأهل والأصدقاء، فلا أحد هناك سوى هذه الفنانة التي حزنت كثيراً عندما علمت بموتها». أبوخليل يرجع سبب تعلقه بسعاد حسني إلى أدائها الرائع المميز «هو أداء يرتبط دوماً باختيارها الموفق للشخصية، فهي تختار أدوارها بعناية، فلم أشاهدها في فيلم واحد ليس من عيون السينما المصرية».ويضيف «عندما اختارت السينما المصرية أبرز 100 فيلم في تاريخها، حظيت سعاد حسني بالنصيب الأوفى، ما يدل أنها كانت ممثلة رائعة لن تتكرر». الظروف خدمتها جاسم جابر له رأي مختلف، فهو لا ينفي أن أجواء السينما المصرية كانت مدهشة بالفعل «كانت هناك أيضاً عوامل كثيرة ساعدت أفلام أبيض وأسود على الحضور القوي في أذهان المشاهدين، من جملتها عدم وجود الفضائيات في ذلك الوقت، إذ كان تلفزيون البحرين شأنه شأن جميع التلفزيونات العربية لا يعرض سوى هذه الأفلام، لكننا نجد اليوم أكثر من منافس للسينما المصرية». ويرى جابر أن هذه الأفلام ما كان لها أن تحظى بهذا النجاح لو أنها أنتجت في هذه الفترة «في أيام الخمسينيات والستينيات كانت السينما المصرية ملكة الإنتاج العربي دون منازع». ويتساءل «من كان يقوى على منافسة ما تنتجه مصر وقتها؟! خاصة أن الفنانين المصريين كانوا مبدعين بحق في أدائهم، ولم يكن لأحد من الفنانين العرب منافستهم». الشباب يتابعونها أيضاً أمينة عبدالكريم ترفض رفضاً باتاً فكرة خروج أفلام أبيض وأسود من دائرة المنافسة، وتتهم أصحاب هذا الرأي بعدم الإنصاف «مكانة الأفلام المصرية القديمة لم تتغير، حتى مع وجود المنافسين». وتتساءل أمينة «كيف لنا القول إن أفلام أبيض وأسود ما كان لها أن تحوز هذه المكانة لو كان هناك من ينافسها، ونغفل عن أفلام هوليوود؟! ألا تحظى أفلام أبيض وأسود القديمة بترحيب المشاهدين؟!». وتضيف أمينة «أنا عمري لا يجاوز الثلاثين ومع ذلك تستهويني أفلام عمر الشريف ولبنى عبدالعزيز وفاتن حمامة وسواهم من نجوم، ولا أجد أحداً من فناني وفنانات اليوم جسدوا مفهوم الرومانسية كما مثلها أولئك النجوم والمشاهير».