بقلم - علي شاهين:يوماً بعد يوم، تستمر قوة دفاع البحرين في تحقيق نجاحات يشار إليها بالبنان، نجاحات لا تقدر بثمن، تحققت بفضل اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، بقوة دفاع البحرين وبما يضمن لها النجاح تلو النجاح، واستمرار الإنجازات، وهذه الضمانة تتمثل في الاستثمار بالعنصر البشري الوطني، فلا يوجد ما هو أنجح من هذا الاستثمار في وطن لا تقف طموحاته وإنجازاته عند حد معين، بل اختارت مملكة البحرين النجاح درباً للوصول نحو الريادة، ووضعت نصب أعينها الاستثمار في تنمية الإنسان البحريني؛ لتحقيق ذلك النجاح في وطننا العزيز. وعندما نذكر مناسبة عزيزة على قلوبنا وهي ذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين في 5 فبراير من كل عام، فإن الإنجازات هي أول ما يطرأ على البال والفكر، تلك الإنجازات شيدتها سواعد حريصة على تحقيقها، وقوة دفاع البحرين بدأت إنجازاتها واستمرت وستستمر بمشيئة الله في المضي قدماً وبخطوات سريعة في درب الاستثمار الناجح، استثماراً لا يحتمل الخسران، بل رهاناً يجعل من صاحبه في كسب دائم، إنه الاستثمار في الإنسان البحريني، الذي يحمل بين جنبيه الحب والفداء، وعلى عاتقه مسؤولية البناء والتطوير، وهاجسه حماية البلاد، وضمان استدامة الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين.وليس هناك أبلغ مما تحقق من إنجاز في العنصر البشري مثلما شهدته قوة دفاع البحرين قبل نحو شهرين، عندما تم تخريج دفعتين من مرشحي الضباط من كلية عيسى العسكرية الملكية في اليوم نفسه، ولأول مرة في تاريخ الكلية، وأعني هنا الدفعة العشرين من مرشحي الضباط الجامعيين، والدفعة التاسعة من مرشحي الضباط «سرية القادسية»، وما ذلك إلا دليل قاطع على أهمية هذا الاستثمار الناجح في العنصر البشري، فتخريج دفعتين في ذات الوقت هو حدث تاريخي لا يمكن أن يمر هكذا دون الإشارة إليه، خصوصاً وأن هذا الحفل حظي برعاية كريمة من عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، حيث عودنا جلالته على اهتمامه الكبير وحرصه الدؤوب والمستمر في تنمية المواطنين البحرينيين في كافة المجالات، ومنها المجال العسكري، فقد أناب جلالته ولي العهد نائب القائد الأعلى لتخريج هاتين الدفعتين في ذلك الحفل، وهو تجسيد لذلك الاهتمام المنقطع النظير بالإنسان البحريني.هذا الاهتمام الكبير انعكس بمتابعة دائمة وحريصة من كبار المسؤولين في قوة دفاع البحرين وعلى رأسهم القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، الذي يحرص على مد قوة الدفاع بكل ما تحتاج إليه، ويوجه للتطوير، وكذلك وزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، الذي يحرص على الجودة وترسيخها في مديريات ووحدات قوة الدفاع، ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، الذي يدعم التميز لرجالات القوة ومنتسبيها الأشاوس، فكان لهذه المتابعة من كبار المسؤولين الأثر الفعال في رعاية العنصر البشري وتمكينه.قوة دفاع البحرين راهنت على العنصر البشري ووضعت ثقتها في أبناء هذا الوطن ضمن استراتيجية صاغها بحنكة وحكمة ونظرة ثاقبة صاحب الجلالة الملك المفدى ضمن رؤية جلالته 2030م التي أكدت أن المواطن هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن الغالي، لذلك سارعت قوة دفاع البحرين إلى تنمية المواطن البحريني عبر احتضانه وتدريبه عسكرياً وتثقيفه أكاديمياً؛ لتؤكد على الدوام أن استثمارها في العنصر البشري هو أكبر انتصار، وستجني ثماره عاجلاً أم آجلاً عبر كوادر وطنية غدت مصدر ثقة واعتزاز وفخر واطمئنان في الدفاع عن حياض الوطن والارتقاء به نحو آفاق رحبة ومتطورة، لتبقى قوة دفاع البحرين مصدر فخر وعزة لكل مواطن غيور.