كتب ـ جعفر الديري: غزت المسلسلات المدبلجة شاشات الفضائيات العربية وباتت جزءاً من حياة الكثيرين، ووصل الهوس بعشاق المسلسلات التركية والمكسيكية خاصة إلى مشاهدتها عبر الآيفون والجالكسي قبل يوم من عرضها.إلى هنا يمكن التغاضي عن هذا العشق الغريب، لكن تأثير هذه المسلسلات على قيم الناس ومبادئهم بات واضحاً يزعم البعض، خاصة في مفهوم العلاقة الزوجية، عبر طرحها رؤية مغايرة للشرف ومحاولة تمييعه، والنظر للخيانة الزوجية كخطأ يمكن تجاوزه وغفرانه.هدامة للقيم فاطمة عباس ترى أن المسلسلات المدبلجة خاصة المكسيكية «هدامة للقيم الإنسانية، المنتجون همهم الأول والأخير الربح، والتسبب بهدم البيوت وتخريب سمعة العائلة آخر همهم». فاطمة تؤمن أن هذه المسلسلات أثرت سلباً على مفاهيم الأمانة بين الزوجين، وساهمت بشكل مزر في قطع الحجاب بين الحياء والخروج على القيم والتقاليد «أصبح كثير من الشباب والفتيات بفضلها لا يجدون بأساً في سلوكيات لو حدثت قبل 30 أو 40 عاماً، لقامت الدنيا ولم تقعد، غير أن شباب وفتيات اليوم لم يعودوا يجدون فيها بأساً». المشكلة باختلاف المفاهيمويتذكر مجيد أحمد أن أول مسلسل مدبلج شاهده كان قبل أكثر من 25 عاماً، وهو المسلسل المكسيكي «مهما كان الثمن» كان يعرض على شاشة تلفزيون البحرين. ويقول أحمد «لم يكن سيئاً، بل يحمل كثيراً من القيم الإيجابية، ما يدل على حسن الاختيار.. كان هناك أخصائيون يختارون المواد المرئية باهتمام، مراعين فيها اتفاقها مع تقاليدنا العربية، ولا تشبه مسلسلات اليوم التافهة وما تحمله من أفكار مسمومة». ويضيف مجيد «قبل شهر من الآن تابعت حلقة استهوتني لبراعة التمثيل، لكني لم استطع إكمالها، إذ سرعان ما اكتشفت أن الحلقة قائمة بمجملها على فكرة أن الزوج يغفر لزوجته خيانتها في كل مرة تخونه فيها، وبذلك يصبح إنساناً عصرياً!». ويشير حسن سيد علوي إلى أن المسلسلات المدبلجة ليست وحدها من يسعى لتغيير مفاهيم الأمانة بين الزوجين «كثير مما تنتجه هوليوود من أفلام يصب في هذه الناحية».
الزوجة أفضل دون مسلسل مكسيكي
06 فبراير 2013