كتبت ـ عايدة البلوشي:لم توفق روان علي بدخول الجامعة، وضاقت أمامها الخيارات المتاحة للتوظيف «وجدت عملاً بمحل لبيع العطور ولكن أهلي رفضوا الفكرة تماماً»، مروة عبدالله تحلم بدراسة الطيران، وتتخوف منذ الآن وهي بالمرحلة الثانوية من رفض أهلها للعمل بهذا المجال.فاطمة سعد درست الإعلام بعد جدل طويل مع أهلها «يرفضون عمل المرأة بهذا القطاع» وبعد التخرج عملت بمهنة مختلفة تماماً، وتروي سارة إبراهيم قصة صديقتها التي درست التربية بناءً على رغبة أهلها لا رغبتها «لأنهم يعتبرون التدريس أنسب مهنة للفتاة».الخيارات محدودة تخرجت روان علي من الثانوية العامة ولم يسمح لها معدلها التراكمي بالالتحاق بالجامعة «من شروط القبول أن يزيد معدل الطالب عن 70%، وكان معدلي أقل من ذلك».قررت روان إيجاد فرصة عمل لكسب الخبرة وتمضية الوقت «باعتباري لست جامعية فالخيارات أمامي محدودة، ومن الصعب الحصول على فرص وظيفية على الثانوية العامة».حاولت جاهدة البحث عن وظيفة ولجأت إلى عدة مؤسسات وشركات خاصة «في نهاية المطاف حصلت على وظيفة بمحل لبيع العطور بأحد المجمعات التجارية، سعدت كثيراً بالفرصة لأني مللت من الجلوس في البيت مدة سنة ونصف بعد التخرج» وتضيف «يا فرحة ما تمت.. رفض أهلي العمل في هذا المجال رغم أني سمعتهم دوماً يكررون (الشغل مب عيب)».وترى روان أن هذه المقولة الرنانة مجرد شعار لا أكثر «كان لأهلي وجهة نظر بمسألة عمل الفتاة بالمجمعات التجارية، ويعتبرونه أمر غير مألوف، وبعد ملل دام أكثر من سنتين تزوجت وأصبحت ربة منزل». شغل المرأة مشروطمروة عبدالله طالبة بالمرحلة الثانوية وتحلم بدراسة الطيران «أتمنى ألا تجهض العادات والتقاليد حلمي الجميل الذي انتظرته 12 عاماً، إذ كنت منذ الطفولة أحلم بالالتحاق بمجال الطيران».تتخوف مروة من معاندة أهلها «مجتمعنا محافظ ويرفض عمل المرأة في أمثال هذه المجالات رغم الانفتاح والتطور، وأنا الآن مازلت في المرحلة الثانوية ولكن وضعت أمامي أهداف أتطلع لتحقيقها وبمقدمتها العمل في مجال الطيران».خوف مروة له ما يبرره «أسمع والدتي تقول دوماً (فكري في مجال آخر)، وتبرر أن هذا العمل لا يصلح للمرأة ويحتم عليها السفر الدائم». فاطمة سعد موظفة بالقطاع الحكومي، وكانت التحقت بالجامعة عام 2001 بتخصص الإعلام بعد جدال طويل مع أسرتها «في المحصلة استطعت إقناعهم وفرض رأيي إن صح التعبير».كانت أسرة فاطمة تنظر لتخصص الإعلام كعمل ذكوري لا يصلح لفتاة «نظرتهم خاطئة تجاه الإعلام، وكان متداولاً لدى أسرتنا أن الإعلام مجال مختلط لا يناسب الفتاة» وتتابع «دخلت في جدل طويل مع والدي وأخيراً اقتنع، أما أخي الأكبر فلم يقتنع أبداً».المشكلة أن فاطمة دخلت تخصص الإعلام وتخرجت «لكن للأسف لم أستطع تحقيق طموحي، لم أحصل على وظيفة في مجال الإعلام وتوظفت بمجال آخر بعيد كل البعد عن الصحافة». نعم أو لاوتروي سارة إبراهيم قصة صديقتها مع تحقيق طموح الدراسة والعمل «كانت صديقتي طموحة جداً ومجتهدة، وكانت تحصل دوماً على المركز الأول على مستوى الفصل، وتكره مهنة التدريس، وأهلها رسموا لها مستقبلها بأن تلتحق بكلية المعلمين أو تدرس التربية».أسرة صديقة سارة محافظة وترفض فكرة الاختلاط من أساسها «عند النجاح من الثانوية العامة وقفت حائرة أمام طموحها بدراسة الحقوق أو أية تخصص بعيد عن مجال التدريس، أو تلبية رغبة أسرتها، أخيراً التحقت بكلية التربية ودرست علم النفس، والآن هي معلمة بمدرسة حكومية». دلال عيسى مهندسة، لقيت التشجيع من أهلها وأصدقائها عند دراسة التخصص وعند العمل «كانت الأسرة الداعم الأول لي في نجاحي، بعد التخرج وحصولي على الوظيفة تغير الحال، أحياناً أسمع بعض الأقارب يتساءلون كيف تعمل المرأة في مجال الهندسة؟!».