عواصم - (وكالات): علق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية بقوله إنه «يعيش في الأوهام لأنه لا يستطيع أن يرى أن يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده».من جهته، أكد الأسد في المقابلة التي نشرت أمس استعداده للتفاوض حول إنهاء الأزمة في بلاده مع المعارضين «الذين يسلمون سلاحهم»، مجدداً رفضه التنحي عن السلطة، في وقت تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية وتتوسع إلى مناطق سورية كانت بمنأى نسبياً عن القتال.ورأى الأسد أنه «لو كان صحيحاً» أن تنحيه عن السلطة يحل الأزمة كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، فمن شأن رحيله «أن يضع حداً للقتال». لكنه أضاف «من الواضح أن هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر». وقال الرئيس السوري «وحدهم السوريون يمكنهم أن يقولوا للرئيس ابق أو ارحل، تعال أو اذهب، ولا أحد غيرهم». وجدد الأسد استعداده للتحاور مع المعارضين، وقال «نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بما في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم»، مضيفا «يمكننا بدء حوار مع المعارضة، لكن لا يمكننا إقامة حوار مع الإرهابيين». وانتقد الرئيس السوري الدول الغربية، لاسيما بريطانيا التي أعلنت تأييدها رفع الحظر عن تسليح المعارضين السوريين. وقال «بصراحة بريطانيا معروفة بلعب دور غير بناء في منطقتنا في عدد من القضايا منذ عقود، والبعض يقول منذ قرون». وأكد أن المشكلة مع الحكومة البريطانية «هي أن خطابها السطحي وغير الناضج يبرز فقط هذا الإرث من الهيمنة والعدائية»، متسائلاً «كيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف في حين أنهم يريدون إرسال معدات عسكرية إلى الإرهابيين ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟».واتهم الأسد فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأنها «تدعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً».من جهته، قال هيغ إنه سيعلن هذا الأسبوع تقديم مزيد من المساعدات للمعارضة السورية على شكل معدات غير قتالية، رافضاً استبعاد احتمال تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل. وعلق هيغ في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي» على تصريحات الأسد بقوله «هذا الرجل يقود هذه المذبحة». وأضاف «الرسالة التي نوجهها إليه هي أننا نحن بريطانيا نرسل الطعام والمأوى والبطانيات لمساعدة الشعب الذي شرد عن منازله واسره بسببه». وتابع «نحن من يرسل إمدادات طبية لمحاولة رعاية من أصيبوا بجروح وتعرضوا لإساءات من قبل الجنود العاملين لحساب هذا الرجل». واعتبر أن «مقابلة الأسد ستصنف أنها أكثر المقابلات الواهمة التي يدلي بها قيادي وطني في هذا العصر». واتهم الأسد في المقابلة كلاً من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بـ»دعم الإرهاب في سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، عسكرياً أو سياسياً». ورداً على سؤال حول تسليح المعارضة السورية، قال هيغ «لا أعتقد أننا يمكن أن نستبعد ذلك في المستقبل، يجب تقدير المخاطر في هذه الأمور». وأضاف «قد نصل إلى مرحلة في النهاية تصبح فيها الحاجة الإنسانية وفقدان الأرواح كبيرة جداً لدرجة تدفع إلى فعل شيء جديد من أجل إنقاذ الأرواح». ميدانياً، قتل 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت 8 أيام في بلدة خان العسل في ريف حلب وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة «بشكل شبه كامل» على مدرسة الشرطة في البلدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد مصدر عسكري أن مسلحي المعارضة استولوا على المدرسة.وفي محافظة درعا، أعلن المرصد سيطرة مقاتلين معارضين على مركز سرية مدفعية في قرية جملة الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل. وفي دمشق، سقطت 3 قذائف هاون في محيط مبنى الأركان العامة الذي تعرض قبل أكثر من أسبوعين لإطلاق قذيفتي هاون. وقتل 108 أشخاص في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس، بحسب المرصد. كما قتل جندي عراقي وأصيب 3 أشخاص بينهم جندي جراء الاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين عند منفذ اليعربية والتي تطال نيرانها أراضي العراق، وفقاً لمتحدث عسكري. وفي سياق متصل، زار رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً للائتلاف. وقال مصدر رافض كشف هويته «دخل أحمد معاذ الخطيب سوريا للمرة الأولى منذ تعيينه وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل أن يغادر» عائداً إلى تركيا.من ناحية أخرى، ذكر مدير عام شركة المطاحن في سوريا أبوزيد كاتبي أن إيران ترسل يومياً ما بين 500 و800 طن من الطحين إلى سوريا.من جهته، قال رئيس شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية عامر الحديدي إن الشركة أوقفت تحليق طائراتها فوق المجال الجوي السوري لأسباب أمنية.