كتب ـ جعفر الديري: عرفت البحرين السينما منذ وقت مبكر، وما يزال كثيرون من كبار السن، يتذكرون ساعات رائعة قضوها مع شاشة كانت تعرضها النوادي والجمعيات، تثير فيهم الفرح والسعادة والحزن والألم، وتمنحهم أوقاتاً مختلفة عما يعيشونه في حياتهم اليومية الرتيبة.تطور شعور البحريني بحاجته للسينما، واليوم أصبح جزءاً من حياته، ومع افتتاح صالات حديثة للعرض السينمائي، صار مألوفاً أن تشاهد البحرينيين أسراً وأفراد يتوجهون لمشاهدة أفلامهم المحببة، بل إن الأمر تعدى البحرينيين حتى استهوى أبناء الخليج، فهم يحرصون على زيارة صالات السينما في البحرين في عطل نهايات الأسبوع لمشاهدة آخر الأفلام العالمية. السؤال ما شكل طقس الذهاب للسينما في البحرين؟ وماذا يطلب المشاهد البحريني من صناع السينما؟ وهل هناك من عشاق السينما في البحرين من تستهويه الأفلام الملحمية التاريخية، أم لا تزال الشريحة الكبرى تطلب الأفلام الكوميدية الخفيفة وأفلام الأكشن؟. السحر الحلاليحرص أبو أحمد على زيارة السينما أسبوعياً بصحبة أسرته «لولا طبيعة عملي لذهبت إلى السينما يومياً ويضيف «ما باليد حيلة، طلب الرزق يفوت علينا كثيراً من المسرات». أبو أحمد شانه شأن كثيرين، يجد في طقس السينما في البحرين ملاذاً آمناً من أوجاع الحياة ومشاغلها «السينما سحر حلال، تنهل منه ولا تشبع، حياة أخرى وأناس مختلفون، ومزيد من المتع الروحية العظيمة، لو كان الأمر بيدي لما فارقت السينما». ويضيف: سعدت كثيراً عندما اكتشفت موهبة ولدي في التصوير ورغبته في أن يكون سينمائيا، وسأقف معه حتى يحقق أمله.ولا يقبل أنور محمد مثل كثير من المثقفين مشاهدة الأفلام الهابطة وخاصة بصحبة أسرته وأصدقائه «بل الجديرة باستهلاك ساعتين أو 3 من عمري، اختار أفلامي بعناية، عند عرض فيلم ملحمي مثلاً تجد صالة العرض ممتلئة عن آخرها». ولا ينكر أنور أن جودة الإخراج واكتمال عناصر الفيلم السينمائي لها تأثيرها الكبير على المشاهد «بالمقابل لا يمكن إنكار أن وجود هذا العدد الكبير من المشاهدين للأفلام الملحمية، دليل على ذوقهم العالي، وليسوا مجرد متفرجين سلبيين».الترفيه غاية علي موسى لا يجد في السينما سوى مكاناً للترفيه عن النفس، يرتادها دوماً مع أهله أصدقائه «جميعهم يطلبون أفلام الأكشن أو الكوميديا، ويرفضون مشاهدة الأفلام التاريخية الملحمية وحتى الدرامية».ويتذكر موسى «آخر فيلم ملحمي شاهدته قبل سنوات كان فيلم المصارع، لكني لم أستطع إكماله، فخرجت ومعي أصدقائي ونحن نسخر منه.. السينما كما أعرفها ويعرفها أصدقائي مسلية وممتعة، وليست لوجع الرأس». ويستدرك موسى «لكني لا أعترض على ذوق أحد، فمن حق كل إنسان أن يختار ما يشاء من الأفلام، وأنا أحترم من يتابع فيلماً ثقيلاً ويصبر على أحداثه المملة».فاطمة حسن تستهويها الأفلام الاجتماعية «ممتع أن تحقق لك السينما كثيراً من الأمور تعجز عن فعلها، أنا أستفيد منها كثيراً فهي تعرض لي تجارب عدة للبنات، وتناقش قضايا مهمة بواقعية».وبحكم اهتمام فاطمة بعالم الأزياء «أجد في الأفلام السينمائية فرصة لتعلم التصاميم الجديدة، فهي ليست ممتعة فحسب بل مفيدة أيضاً». وبالمثل ترغب هدى خليل في مشاهدة الأفلام الغنائية الاستعراضية، وتعجبها خاصة الأفلام الهندية في هذا الجانب «رغم أني لا أشاهدها كثيراً وأتابع الأفلام الجديدة باستمرار، ويؤسفني جداً أن الأفلام الاستعراضية لا تتوفر باستمرار شأن أفلام الأكشن».