كتب - جعفر الديري:أبوعلي تمنعه زوجته من ارتياد المقهى وتهدده بالويل والثبور إذا وضع قدمه على عتبتها ويقول «ليتني بقيت حراً طليقاً»، بالمقابل لدى المرأة ما يبرر تصرفاتها فهي تقضي يومها بين أربعة حيطان، زوجها في العمل صباحاً ويقضي الليل بطوله بصحبة أصدقائه بالمقهى. ويعترف أبوأحمد بضعفه وخنوعه أمام زوجته المتسلطة «ما أن أخرج حتى يبدأ الهاتف بالرنين المتواصل.. بت أضحوكة رفقاء المقهى.. أخيراً حسمت أمري وطلقت المقهى!».أبوموسى واجه ذات المشكلة مع زوجته، ما أن يعود من السهرة حتى تسلقه زوجته بلسانها السليط، هددها مراراً بأنه سيتزوج بثانية دون جدوى «أخيراً فلعتها وتزوجت»، فيما يلتمس أبوفاضل العذر للزوجات «هن إما يغرن على أزواجهن.. أو لا يطقن بعداً عنهم».مغلقة بوجه المتزوجين يشعر أبوعلي بالضيق شأنه شأن الآخرين، ويرغب بالخروج إلى المقهى بصحبة الأصدقاء للتخلص من ضغط الحياة اليومي «بعد الزواج تغير الحال.. بات الخروج من البيت يحتاج ترخيصاً» ويضيف «ليتني قضيت عمري طليقاً أذهب لأي مكان وقتما أشاء». ويتنهد أبوعلي «ما أتعسها من حياة لا تستطيع الخروج حتى لرؤية أصدقائك في المقهى.. زوجتي تهددني بالويل والثبور وعظائم الأمور لمجرد ذكر الذهاب للسهرة، وعندما أتشجع وأخالفها تقلب البيت عاليها واطيها». ويعترف أبوأحمد بضعفه وخنوعه أمام زوجته المتسلطة، وترك ارتياد المقاهي بعد أن «سنعته» أكثر من مرة «لديها قدرة غريبة على الحنة والرنة، بعد أن توافق على خروجي، لا تمضي سوى ربع ساعة، حتى يبدأ الجالكسي بالصياح أرد فتخبرني أني تأخرت، وإذا امتنعت عن الرد لا تيأس، بل تتصل وكأن بينها وبيني رهاناً» ويواصل «بت أضحوكة رفقاء المقهى، ولم أجد بداً عن تركها». ويتساءل أبوأحمد «هل انتهت المشكلة؟ أبداً الرفقاء الجدد، صاروا يسخرون مني، يصفوني بالضعف.. فكرت جيداً فوجدت أني أحب زوجتي رغم سلوكها، والتمست لها الأعذار، واقتنعت أنه لا يمكنني الإمساك بكرتين بوقت واحد، ومنذ أكثر من عامين لم أرتد أي مقهى». فعلتها وتزوجت أبوموسى له رأي مختلف، فهو لم يترك الأمور تصل لهذا الحد «كيف وأنا رب العائلة وكبيرها» واستطاع أن يرغم زوجته على قبول الأمر الواقع «قلت لها قبل الزواج أنا مدمن مقاه، وسعادتي في اللعب وتبادل الأحاديث مع الأصدقاء، فوافقت إذا لا حق لها اليوم بمنعي!».لكن أبوموسى استمر يواجه المشكلة وحنة الزوجة، وكلما عاد إلى البيت سلقته بلسانها واتهمته باللامبالاة «هددتها بالفرار من البيت، والزواج بأخرى، ولم أكن صادقاً بكلامي، بل لمجرد إسكاتها، لكن ما جرى أني تزوجت بأخرى فعلاً، فتضاعفت المشكلة».أبوموسى مازال مصراً على ارتياد المقاهي «لا يحق لأي من زوجاتي الاعتراض على سلوكي هذا طالما أني أوضحت لهما طبيعة حياتي!». بعيد عنكويلفت أبوفاضل النظر إلى أهمية أخذ الزوجة بالكياسة «لا توجد امرأة ترغب بتحويل حياة زوجها إلى عذاب وجحيم لا يطاق اللهم إلا امرأة اختارها الرجل بعجالة دون أن يتبصر أخلاقها، وفي مثل هذه الحال، ليس هناك بديل عن الصبر وإعمال العقل والحكمة».ويضيف أبوفاضل أن المسألة لا تتعلق بارتياد مقهى أو ما شابه «المرأة بطبيعتها تعتبر زوجها كنزاً ثميناً، لابد أن تحافظ عليه، وكثيرات من النساء، لا يعرفن كيف يوفقن بين مسؤوليات الزوج وحقوقه، تجدهن ينظرن بريبة لجلوس الرجل في المقاهي، فهن أم يغرن على أزواجهن أو لا يطقن عنهم بعداً».