إنها أنا زينب أممم.. هل تذكرني يا سأجعل بين يديك مذكراتي، علك تذكرني بعد رحيلي إلى عالم مجهول، أسطر لك فيها قصة فتاة دلوعة، في طبعها براءة وفي لحن صوتها عذوبة، ولدت الطفلة زينب في فصل لم تتمناه، وعن حياتها سلبوها مهدها، وطلوا أجواءها بألوان لم تكن تهواه، غش وخداع كسر كبرياءها، وجلد سياط الزمن لم تكن تقواه، أحكي لك قصة الدلوعة التي داعب الدلال روحها فتبسمت، ودغدغ الحنان مشاعرها وعلى صدر أمها ارتمت وتغنت، وقالت ماما اوعديني ما تتركيني.. فأنا أحبك كبرت زينب بين والدين مزيفين، أحدهما سرق فرحة أمها الحقيقية بعد أن رماها في المصحة النفسية، وكان المتمرد بين الناس وحشاً كاسراً، كسا الظلام حياته ولونها بأسلوب ماكر، وأما أمها فكانت ضحية لعبة، والحياة كانت بعد خيانة زوجها متعبة، ورغم النعمة التي كانت زينب ترقص على بساطها، وتنعم بخمائلها، وتتغنى بألحانها، إلا أنها في ظلام الليل كان الدمع يداعب عينها، فيغزوها البكاء بعد أن يشدها صوت غالب ما كان ينبثق من داخلها، فتربكها الرعشة حينما تسمع من يهتف لها بصوت حزين متقطع فيقول أينك يا ابنتي فتعتصر روحي بداخلي ولا أصحو سوى على جمر من الحزن لا أعرف سببه، فتذبل البسمة من شفتي ويغيب رسمه، وبعــد سنوات من الاكتئاب المحبوس بداخلي، فإذا بالقدر يأخذني نحو المشهد الأخير، مشهد احتوى على خبر كشفت معها الحقيقة، وبان المستور، فكان العقل في دهشة وذهول.. اليـــوم فقــط ادركت أن الذي اعتقلني في قلبه كابنة حبيــبة طيــــلة 18 سنة الفائتة هـــو ذاته الذي قتل فرحـــة أمي وحرم طفولتي بأن تمتــزج مع روحها، أدركت اليوم أني بهذه الحقيقة قد حكم علـــي بذات الحكم الذي حكمت به أمي قبـــل سنوات خلت.. لا تحزن علي بعد رحيلي، ستجـــد روحـــي دائمــاً ترفرف من حـــولك إلى حين اللقاء المــوعود أحبك. حـزن الليـــل