كتب ـ حسين التتان:دأبت بعض دول العالم على تغيير مواقيتها بين الصيف والشتاء، حيث تقدم الساعة 60 دقيقة بنهاية فصل الربيع، وتؤخر بمدة مماثلة أواخر الخريف. في البحرين ونتيجة لتقارب طول الليل مع النهار طيلة أيام السنة، لا تبدو الحاجة ملحة لتغيير المواقيت، ومع ذلك يختلف الناس حولها بين مؤيد ومخالف.بين مؤيد ومخالفأم حسن موظفة ترى أن وجود توقيتين صيفي وآخر شتوي في البحرين مناسباً للغاية «نهار الصيف طويل جداً، بينما يقصر شتاءً من ساعتين إلى ثلاث، وهذا الفارق يؤثر على طبيعة العلاقات الاجتماعية، وعلى كثير من الأمور الشخصية للفرد».علاء منصور سمع كثيراً بوجود توقيتين في بعض البلدان، وأن غالبية الدول المتقدمة تعمل بهذا النظام لأنه يمنح مرونة لعمل الموظف «لا يشعرك أبداً أنك خارج نطاق الزمن، ولا يجعلك تتلخبط في تنظيم حياتك ومواعيد عملك».منى جاسم وأحلام عبدالله وقمبر إبراهيم، لم يسمعوا مطلقاً عن نظام التوقيتين، وأجمعوا أن توقيت البحرين الواحد هو الأنسب «لأنك في حال أردت أن تنتقل إلى توقيتين مختلفين، لابد أن يكون هناك أمر سلبي يقع في الأثناء، وهذا ما لم نسمع عنه في البحرين».لماذا هو مطلوب؟!وتقول عائشة إسماعيل «صحيح أن توقيت البحرين الحالي يخلو من السلبيات الواضحة، لكنه يفقد مجتمعنا التنظيم من حيث لا نشعر، ويفوت على سوق العمل ورجال الأعمال وحتى طبيعة الأعمال والوظائف الكثير من الفرص، وحول التوقيت الواحد الكثير من الملاحظات».ويسرد توفيق علي الموظف بالقطاع العام سلبيات التوقيت الواحد على طبيعة العمل وعلاقته بوضع الفرد اجتماعياً «في فترة الشتاء، أذهب للعمل والأجواء مظلمة وأعود للمنزل والظلام حل ثانية، وفي الصيف العكس».ويدلل توفيق على أن نظام التوقيت الواحد يبعثر الكثير من الساعات، ويضعها في غير موضعها «وبهذا تختلف الإنتاجية، والكثير من الأمور التنظيمية والحياتية تتبعثر، ومن هنا يأتي التوقيتين لينظما حياة الأفراد داخل المجتمع وداخل بيئة العمل».لا نحتاج للتوقيتينويرى أحمد الستراوي أن تقديم التوقيت الصيفي ساعة كاملة، وتأخير الشتوي ساعة كاملة أيضاً، من شأنه ترتيب وتنظيم سوق العمل وحياة الأفراد «لو قامت الدولة بهذه الخطوة، لتغيرت الكثير من السلبيات الحاصلة جراء التوقيت الواحد».ويقترح الستراوي أن تكون هناك حملات توعوية وتعريفية بأهمية وجود توقيتين، ومن ثم يجري استبيان حول الموضوع.ويرجع العلماء ظاهرة ازدياد ساعات النهار صيفاً وتقلصها شتاءً إلى ميل محور دوران الكرة الأرضية، وهنا يكون نظام التوقيتين أكثر نجاعة في البلدان البعيدة عن خط الاستواء، أما البلدان الواقعة بالمنطقة الاستوائية أو القريبة منها كالبحرين فليس ثمة داع للتوقيت الصيفي لأن ظاهرة ازدياد ساعات النهار بالكاد تلحظ.