كتب – حذيفة إبراهيم:شيع الآلاف من المواطنين والمقيمين بموكب جنائزي مهيب أمس شهيد الواجب محمد عاصف ملفوفاً بعلم البحرين وراية القوات الخاصة ومحمولاً فوق أكتاف زملائه، الذي استشهد جراء إصابته بمقذوف ناري أطلقه إرهابيون بمنطقة السهلة مساء يوم الخميس.وتقدم حشود المشيعين وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ووزير العدل والشؤون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، ورئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، وكبار ضباط الداخلية، والمحافظون، والنواب، والوجهاء، ومنتسبو القوات الخاصة وسفير دولة باكستان.وأمّ جموع المشيعين رئيس تجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف آل محمود، ليتم بعدها تشييع جنازته بموكب إلى مثواه الأخير، ورفع المواطنون شعارات طالبت بالقصاص من قتلة شهيد الواجب محمد عاصف، ومن قبله عمران، وغيرهم ممن سقطوا ضحية «تحريض المنابر» وغيرها، مؤكدين اعتزازهم برجال الأمن اللذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على أمن البحرين واستقرارها وحمايتها من الفئة التي تريد الدمار لها. وأكد المشيعون أن» الشهيد محمد عاصف وغيره ممن سقطوا أثناء أدائهم لواجبهم المقدس في تصديهم لعناصر الإرهاب والإجرام هم أبناء البحرين المخلصين، داعين الله أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن ينزله منزلة الصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان».طلب الشهادة فنالهاورغم تأثر إخوة الشهيد محمد عاصف بما حل به فإن أخاه محمد أظهر كان صبوراً، حيث أكد لـ «الوطن» أن أخاه تمنى طوال حياته أن يموت شهيداً فداء للأرض، ونالها، ووصف بأن أخاه لم يفت أي من الفروض الخمسة، وسعى لحفظ القرآن الكريم خلال حياته. وأشار إلى أن الشهيد محمد عاصف يبلغ من العمر 23 عاماً هو السادس بين 9 أخوة وأختين، وكان في عامه الثاني في الجامعة قبل التحاقه بالقوات الخاصة منذ سنتين، مؤكداً أن حب الشهادة دفع أخاه للالتحاق بالقوات الخاصة حيث كان متميزاً في دراسته الجامعية والثانوية.وتوفي والد محمد عاصف منذ فترة، بينما والدته لاتزال على قيد الحياة، وهي كما أكد أخوه صابرة ومحتسبة الأجر عند الله تعالى، حيث قدمت ابنها كقربان لرب العزة، مدافعاً عن الوطن.لفظ الشهادة قبل وفاتهوأكد أحد زملاء محمد عاصف الذي أجهش بالبكاء عند سؤال «الوطن» له أنه كان بالقرب من زميله عند إصابته بالسهم، حيث ظل ينزف دماً ولم يستطيعوا إسعافه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد الشهادة.جدير بالذكر أن محمد عاصف أصيب مساء يوم الخميس في منطقة السهلة بمقذوف ناري، أدى لاحتراق أحشائه الداخلية، الأمر الذي أدى لوفاته يوم الجمعة.