كتب ـ حسين التتان:كل الناس ومع التطور العلمي والتكنولوجي، يدركون أهمية الفحص المبكر للأمراض، خاصة الأمراض المسببة للسرطان، وفي مقدمتها أكثرها انتشاراً سرطان الثدي.الرابع من فبراير من كل عام، هو اليوم العالمي لمكافحة أمراض السرطان، وفي البحرين يمكن أن نضع سرطان الثدي على قائمة الأمراض السرطانية الأكثر شيوعاً، إذ يشكل 35% من نسبة السرطانات الأخرى، وفقاً لرئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان، واستشاري جراحة الأمراض العامة وأمراض الثدي د.عبدالرحمن فخرو.سرطان الثدي Breast Cancer من أشكال الأمراض السرطانية تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في قنوات الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة وغدد الحليب ويصيب الرجال والنساء على السواء، علماً أن إصابة الذكور نادرة، فمقابل كل إصابة للرجال يوجد 200 إصابة للنساء.والسرطان مرض يجعل الخلايا المصابة به تنمو وتتغيير، وتتضاعف بصورة خارجة عن نطاق السيطرة، ويعطى السرطان مسمى الجزء الذي بدأ منه، فسرطان الثدي يعني عدم انتظام نمو وتكاثر وانتشار الخلايا التي تنشأ في أنسجة الثدي، ومجموعة الخلايا المصابة والتي تنقسم وتتضاعف بسرعة يمكن أن تشكل قطعة أو كتلة من الأنسجة الإضافية، والكتل النسيجية تدعى الأورام، والأورام إما أن تكون سرطانية أو غير سرطانية.ويتخطى الإنسان مرحلة الخطر السرطاني لأمراض الثدي بالفحص المبكر، سواء عن طريق الفحص الذاتي أو الطبي، والسؤال لماذا لم تعتد البحرينيات على الفحص الدوري تجنباً للإصابة بسرطان الثدي؟.درهم وقاية تؤمن أم كوثر بأهمية فحص الثدي للوقاية من الإصابة بالسرطان «التكاسل والتسويف يؤجل المهمة دوماً، وفي بعض الأحيان يؤدي الخوف من اكتشاف المجهول إلى التقاعس عن الفحص».لمياء لا تجري فحوصات سرطان الثدي خجلاً «الخجل هو مشكلتي وليس هناك من مشكلة أخرى»، وحين أخبرنا لمياء بوجود أنواع من الفحص الذاتي، اطمأنت كثيراً، ووعدتنا بالبحث في هذا المجال.رباب (س.ع) تدرك خطورة عدم فحص المرأة ثديها، ومع ذلك فهي لحد الآن لم تقم بهذا الأمر، لأنها تخاف الذهاب إلى المستشفى بصورة عامة «الخوف ولا شيء سواه، هو ما يهدد مشروع الفحص، سأحاول جاهدة بالفحص في الأيام المقبلة».(م . م) تقول عن الفحص «كنت في بداية الأمر مترددة في عمل فحص سرطان الثدي، وكان يصيبني خجل بسيط بسبب نظرة المجتمع للموضوع، لكن ومع تقادم الأيام، وصلت إلى قناعة بضرورة عمل الفحص، وها أنا ولله الحمد تأكدت من سلامتي، ولهذا فإني أنصح جميع النساء، بعمل هذا الفحص الضروري لسرطان الثدي».ويرى جواد علي أنه من الضروري للفتيات من عمل فحص دوري للتأكد من عدم إصابتهن بسرطان الثدي، لكن حين أعلمناه بضرورة عمل ذلك حتى للذكور، ضحك وقال إنه سيقوم بالفحص في القريب العاجل.الأكثر انتشاراًتحدثنا د.ليلى عبدالجليل «يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات المنتشرة بين البالغين في البحرين، حيث تتجاوز نسبة الإصابة به 30% قياساً ببقية أنواع السرطانات، يليه سرطان الرئة والقولون بنسب متساوية تقريباً بين النساء والرجال، أما معدل إصابة الرجال بهذا المرض فهي أقل من 1%».وتضيف «سرطان الثدي حاله حال كل أنواع السرطانات، فهو من الأمراض القاتلة إذا لم يعالج أو إذا وصل لمراحل متقدمة، لذا فإن الكشف المبكر عنه يعطي فرص أفضل للعلاج ونسبة شفاء عالية، ويعد سرطان الثدي من أكثر السرطانات حظاً في الكشف المبكر، إذا وجدت التوعية المناسبة في المجتمع».وعن عوامل الخطورة للإصابة بالمرض تقول «يلاحظ أن إصابة النساء في البحرين تكون في سن مبكرة بالنسبة لباقي الدول، فحوالي 70% منهن يكتشفن المرض في سن الـ55 أو أقل، بينما في الولايات المتحدة معظم الحالات تكتشف في سن 65 سنة أو أكثر».كذلك فإن التاريخ المرضي العائلي الإيجابي، حيث ان إصابة أقارب من الدرجة الأولى بالمرض تزيد من فرصة الإصابة به «في البحرين لوحظ أن الكثير من الحالات يحضر هذا العامل بقوة، ما يزيد نسبة الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان المبيض أو الرحم، وهذا يدل على قوة العامل الوراثي في الإصابة».التوعية بداية الحلوترى عبدالجليل أن التوعية المجتمعية لهذا المرض وأعراضه والفحص الذاتي الدوري للثدي لكل النساء بعد سن البلوغ أمر في غاية الأهمية «هناك فحص بأشعة الماموغرام، حيث يعد هذا الفحص من أهم وأدق أنواع الفحوصات للكشف المبكر عن المرض قبل ظهور الأعراض وينصح به لكل النساء بعد سن الأربعين بمعدل مرة واحدة كل عام أو عامين، ويتأكد مع وجود تاريخ عائلي إيجابي لهذا المرض فيبدأ الفحص في عمر أقل».تقول عبدالجليل إن هذا الفحص متوفر في مجمع السلمانية الطبي وفي 5 مراكز صحية هي حمد كانو الصحي، وبنك البحرين الوطني، وعالي، والنعيم، ومحمد جاسم كانو، وتنصح جميع المواطنات اللاتي تجاوزن سن الأربعين بحجز موعد للفحص بأشعة الماموغرام مرة كل عام أو كل عامين، لأن الكشف المبكر أهم عامل لزيادة فرص الشفاء.وترى أن التوعية المجتمعية بكافة وسائلها تجاه المرض أنجح عنصر للمساعدة في الكشف المبكر عن المرض والتدخل السريع لعلاجه، ما يزيد فرصة الشفاء ويقلل تكاليف العلاج، ويخفف العبء النفسي والجسدي والأسري للمصابة بالمرض والمحيطين بها.
الخجل عائق أمام اكتشاف سرطان الثدي
19 فبراير 2013