معركة دمشق ربما تبدأ خلال أسابيع وليس أشهرا، فقد أكدت مصادر المعارضة في واشنطن أن قادة الجيش السوري الحرّ بدأوا مرحلة الإعداد لشنّ الهجوم ومحاولة إسقاط النظام السوري واستيلاء الثوار على العاصمة دمشق والسيناريوهات متعددة.وينتشر الجيش السوري الحرّ وجبهة النصرة وأحرار الشام من جنوب المدينة إلى شرقها خارج الطريق الدائري، فيما يسيطر جيش النظام على شمال المدينة وغربها ويحكم السيطرة على طريق دمشق حمص ودمشق درعا.الصعوبة الأكبر التي تواجه الثوار السوريين هي كثافة الحضور العسكري للنظام في هاتين المنطقتين، فبعدما تخلّى بشار الأسد عن مناطق ضخمة في أطراف البلاد، حافظ على المواقع العسكرية الضخمة التي تحمي المدينة أصلاً من هجوم إسرائيلي آت من الهضبة وشرق الجولان أو من لبنان. والآن يستعمل النظام منفذ لبنان لتلقي مساعدة حزب الله وأسلحة إيران.تحييد 200 ضابط يغير المعادلةوالمثير هو أن الكم الهائل من الجنود والقوات في هذه المنطقة ليس مفعّلاً داخل دمشق، بقدر ما أن أجهزة الاستخبارات تسيطر على المدينة، وليس واضحا تماماً ما سيكون موقف هذه القوى عندما تندلع المعارك.ويتمنّى مخططو الجيش السوري الحرّ أن تكتشف القيادات "العلوية" لهذه القوات العسكرية أن الجنود ليسوا مستعدين لمقاتلة أقربائهم، وبالتالي تحيّد نفسها والجنود عن المعركة.ويشير أفضل سيناريو إلى تحييد 200 ضابط كبير ممن يسيطرون على قوات الجيش في المدينة ومحيطها وتنقلب موازين القوى بسرعة فلا يتمكن بشار الأسد من الإمساك بناصية الأمور.السيناريو الثاني، يشير إلى إسقاط المدينة بسرعة كتحرك خلية داخلية لتعطيل القيادة، وتتزامن مع اختراق قوات المعارضة السورية للمدينة بسرعة تشبه السرعة التي سقطت بها مدينة طرابلس الليبية وكانت نتيجتها هروب معمر القذافي وسقوط نظامه.الأسد خسر 30 ألف جندي وشبيحويبقى هذا تخطيطاً على ورق، لكن الحقيقة الأسوأ التي ينتظرها الثوار بحسب مصادرهم في العاصمة الأمريكية هي أن معركة دمشق المقبلة ستكون دموية وطويلة. والمشكلة الأكبر التي يواجهها الثوار هي ضآلة عددهم مقارنة بحجم المدينة، ففي أفضل الاحتمالات يسيطر العميد زياد فهد قائد المنطقة العسكرية للجيش الحرّ على 10 آلاف جندي، والرقم الأكثر واقعية هو 5 إلى 6 آلاف، فيما لدى جبهة النصرة وأحرار الشام رقماً أقلّ بكثير، والعدد والعتاد غير متناسبين في حسابات الهجوم على مدينة يصل عدد سكانها إلى مليون ونصف المليون على أقلّ تقدير.إضافة إلى ذلك، لا يعتبر الثوار أن أهل مدينة دمشق سيرحّبون بمعركة تدمّر المدينة كما حصل في حلب، فالنظام سيتمسّك بها إلى أبعد حدّ، لأنها مسألة وجود بالنسبة له، كما أنها مسألة مصير بالنسبة للثوار. وربما لا يرحّب أهل المدينة أيضاً بقوى مثل جيش النصرة وأحرار الشام، خصوصاً أن طبيعة وانتماءات التنظيمين تختلف تماماً عن طبيعة أهل المدينة التقليديين.ويقول خبير على صلة بالجيش الحرّ في واشنطن، إن معركة دمشق ستتسبب بنتائج سلبية ضخمة "إن لم يكن هناك تغيير جذري في تفكير وتصرفات القوى المؤثّرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية". فالنظام خسر 30 ألف جندي وشبيح، لكنه ما زال يملك أكثر من 70 ألف مقاتل بكل عتادهم، وهو قادر على قتل أكثر من 80 ألف سوري آخر قبل أن يصاب بالضعف، ولتحاشي كل هذا يجب أن تحصل المعارضة على مساعدة نوعية وتسليح نوعي.