تونس - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي مساء أمس أنه قدم استقالته بعدما أخفق في محاولته تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، فيما لم يرتسم حتى الآن أي توافق واضح لإخراج البلاد من أزمة سياسية عميقة. وقال الجبالي في تصريح أدلى به بعد لقائه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي «وعدت وأكدت أنني سأستقيل من رئاسة الحكومة في حال فشل مبادرتي وهذا ما قمت به للتو». وأضاف الجبالي الذي دخل في نزاع مع حزبه الإسلامي النهضة عبر طرح تشكيل حكومة تكنوقراط أنه يستقيل «وفاء بوعدي أمام الشعب». وتابع «هناك خيبة أمل كبيرة. لقد خاب أمل شعبنا بطبقته السياسية، يجب استعادة الثقة». وأوضح الجبالي أنه طلب من وزرائه مواصلة بذل «مزيد من الجهود لتواصل الدولة عملها» رغم استقالته. وأكد أن «فشل مبادرتي لا يعني فشل تونس أو فشل الثورة»، مكرراً اقتناعه بأن حكومة غير حزبية «هي أفضل سبيل لإخراج البلاد» من الأزمة. وشدد أيضاً على وجوب الإسراع في تحديد موعد الانتخابات المقبلة. وبذلك، يخرج الجبالي الذي يعتبر من الجناح المعتدل داخل حزب النهضة، ضعيفاً بعد أسبوعين من الأزمة وخصوصاً بعد خسارته صراع لي الذراع مع «صقور» الحزب الذين تمكنوا من قبر مشروعه لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية في المهد. وكان مصدران داخل الحكومة التونسية ومصدر في حزب النهضة الإسلامي الحاكم في تونس توقعوا في وقت سابق أن يقدم الجبالي استقالته إلى المرزوقي. وبحسب عضو في حكومته فإن الجبالي ودع مجلس الوزراء وطلب منهم «تصريف الشؤون اليومية». وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته «لم ينطق بكلمة «استقالة» لكن فهمنا بوضوح أنه سيلتقي الرئيس لإعلان ذلك». وأكد مسؤول في النهضة أن الجبالي «سيعلن استقالته وذلك للوفاء بوعده بالرحيل» في حال فشل مبادرته لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية. وتخلى الجبالي عن تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية مشيراً في الوقت نفسه إلى محادثات بشأن تشكيل حكومة جديدة. ويبقى الهدف هو تهدئة وضع متوتر منذ صيف 2012 وخصوصاً منذ اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير الجاري، وتوفير شروط انتخابات وإخراج المجلس الوطني التأسيسي من مأزقه ليتمكن من صياغة الدستور الجديد.وفي هذا السياق انتقدت صحف تونسية الطبقة السياسية بسبب عجزها عن إيجاد حلول حقيقية لمشاكل البلاد.من جهة أخرى، لم يسجل أي جديد بشأن التحقيق في اغتيال بلعيد قبل أسبوعين. وقال المتحدث باسم الداخلية خالد طروش «التحقيق يتقدم بجدية لكشف خبايا هذه الجريمة».