أعلنت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن شخصية «ابن بطوطة» ويصادف ميلادها 25 فبراير ستكون ثيمة احتفالية المنامة عاصمة السياحة العربية، لافتة إلى أن الاحتفالية عمل فني مسرحي وموسيقي استثنائي يجسد فيه كبار الفنانين العالميين حكاية أمير الرحالة لاكتشاف العالم بالسفر والترحال. وأوضحت الوزيرة لدى لقائها سفير المغرب لدى البحرين أحمد خطابي، أن عاصمة الثقافة استثمرت ذكرى ميلاد ابن بطوطة لإطلاق اليوم العربي للسياحة، تعميقاً لذاكرة الرحال الكبير وتقفي فكرته في السياحة.وأطلعت وزيرة الثقافة سفير المغرب على الاستراتيجيات الثقافية، وخطة عام السياحة واشتماله على العديد من الصياغات والمشاريع العمرانية بهدف تكوين بنية تحتية أساسية، مشيرة إلى أن القالب الثقافي في التعامل مع حدث عاصمة السياحة يستهدف ملامسة المواقع الحضارية المختلفة والأداة الإنسانية الحسية والمعنوية، عبر تكوين العديد من المقاربات والمشاهدات.فيما أكد سفير المغرب أن الفكر البحريني واشتغاله الثقافي يمنحه قدرة حبك مسارات جديدة وتشكيل قواعد فكرية مهمة، تكون بمثابة انطلاقات جديدة لمشاريع أوسع وأبعد.وبحثت الوزيرة مع السفير الروسي فيكتور سميرنوف، سبل تبادل الأفكار حول المشاريع الثقافية والفكرية، تهيئ المنامة لاحتضان الثقافات الأخرى وملامسة الفكر الروسي.وكانت عاصمة الثقافة احتضنت العديد من مشاريع التعاون الثقافي الروسي، منها أسبوع الثقافة الروسية، المعرض التاريخي البحريني «تايلوس - رحلة ما بعد الحياة» في متحف الأرميتاج وموسكو، وعروض الباليه لمسرحي المارينسكي والبولشوي وتناوبهما في تقديم الفن الروسي على خشبة مسرح البحرين الوطني.وتطلق المنامة عاصمة عربية للسياحة رسمياً الإثنين 25 فبراير، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبحضور وزراء السياحة العرب وعدد من كبار الضيوف، ويتناول حفل الافتتاح مسرحية استعراضية «ابن بطوطة» يشارك فيها عدد من الفنانين العرب منهم عبدالرحمن أبو زهرة، هند، آمال ماهر، غادة شبير وآخرون، وذلك بمسرح البحرين الوطني عند السادسة مساءً. من جانب آخر رأست وزيرة الثقافة أمس اجتماع اللجنة العليا للسياحة، لبحث أجندة وبرامج العام السياحي، وطرحت الاستراتيجيات والخطط الخاصة بتكوين بنية تحتية أساسية سياحية وأساليب التعاون المقبلة من أجل تحقيق التنمية والاستثمار السياحي الأمثل.وتناول الاجتماع عرضاً تفصيلياً لبرنامج ربيع الثقافة ما بين مارس وأبريل بتشكيلة فريدة من الصياغات الثقافية تعتمد على تقريب الخطابات الإنسانية الثقافية بكل أنواعها من موسيقى، فنون، مسرح، أدب، لقاءات ثقافية وسياسية. واستعرض المجتمعون تفاصيل برنامج المرحلة المقبلة للمنامة عاصمة السياحة والتي توشك على استكمال فصل السياحة الثقافية، وتتجه إلى السياحة الرياضية ثم الترفيهية فالبيئية، عبر إعداد برامج وأنشطة وفعاليات تساندها المواسم الثقافية السابقة والمستمرة، وتشكل في فكرتها استثماراً للعلاقات الإنسانية ما بين شعوب العالم، وتوظف مؤهلات البحرين المكانية والحضارية والتاريخية.ودعا المجتمعون إلى ضرورة استثمار المكون الإنساني وإعداد الكوادر العاملة في قطاع السياحة، عبر تشكيل برامج تأهيل وتطوير تعيد بناء قدرات المرشدين السياحيين، وتعميق تواصلهم وعلاقاتهم بالمخزون التراثي والإرث الحضاري. ونبهت اللجنة إلى أهمية الاشتغال على الجانب المعرفي والوظيفي للكوادر، ما يؤسس إلى وعي بطريقة التقديم السياحي وأساليب النقل المعرفي والعلمي للسياح والزوار، وينعكس بدوره على الملامسات المباشرة ما بين القادمين والمواقع الإنسانية والتراثية والسياحية.وتناول الاجتماع الاستراتيجيات الثقافية في إعادة تأهيل المواقع الأثرية، وإعدادها سياحياً وعمرانياً لاستقطاب الزوار، عبر العديد من المشاريع الهندسية والتخطيطية والترميمية الساعية لإحياء المناطق الشعبية وتوثيق مقاطع التفاعل الإنساني الحضاري على اختلاف توزيعها في المملكة. وعالجت اللجنة العليا للسياحة في لقائها بعض المستجدات في منطقة باب البحرين وسوق المنامة القديم باعتباره مشروع بنية تحتية تعتزم منامة السياحة إطلاقه خلال المرحلة المقبلة ضمن فصل «السياحة الثقافية».