كتب ـ جعفر الديري: ترى جيهان في إرغام الأب ابنته على الاقتران بمن لا تحب «جريمة لا تغتفر»، بينما لا تجد فاطمة الشجاعة الكافية للوقوف بوجه أبيها بهذا الخصوص.وترفض صباح أن تصبح مجرد رقم بمعادلة الزواج «الاقتران بشاب دون موافقتي لن يكون إلا على جثتي»، بينما تجد زينب الأمر أبسط من ذلك بكثير «الأب بالنهاية يختار لابنته الأفضل والأكثر قدرة على إسعادها». الأب مطاع لا تجد فاطمة الشجاعة الكافية للوقوف بوجه أبيها، ورغم أنها شابة عزباء لا تجاوز الثانية والعشرين من عمرها، إلا أنها تخشى أن ينالها ما نال كثيرات، أرغمن على الاقتران بشباب لا يتوفرون على الشروط المرغوبة والمطلوبة لدى الفتيات. فاطمة تعلل جبنها بحرصها على الروابط الأسرية «الفتاة أشد حرصاً من الشباب على حفظ العلاقة مع الأب، وتتحمل الكثير في سبيل ذلك» وتضيف «ليس سهلاً على الفتاة أن يقول لها والدها مثلاً أنت لست ابنتي ولا أعرفك، إذا رفضت من اخترته لك زوجاً، أو تخرجين من بيتي بلا رجعة إذا ارتبطت بفلان أو علان!». المسألة بسيطةبدورها لا تحمل زينب الأمر أكثر مما يحتمل «الشاب البحريني بشكل عام نموذجي في أخلاقه وإنسانيته، لا فرق بين شاب وآخر إلا بنسبة محدودة».ومتى يطلب الأب من ابنته ـ وليس يرغمها- الاقتران بفلان عليها ذلك حسب رأيها «مؤكد أن الأب يدرك معدن الشاب، هو والدها بالمحصلة ويريد الخير لابنته بالتأكيد، ولن يقبل لها أن تتبهدل معه، أو أن يسلم فلذة كبده لزوج لا يرعي ذمة ولا دين».وتضيف زينب «لن تجد أباً أبرّ ببناته من الأب البحريني، أب حنون طيب القلب، يتعلق ببناته منذ صغرهن، ويفضلهن على أبنائه، وأب مثل هذا مستحيل أن يزوج بناته دون استشارة». جريمة لا تغتفر وتؤمن جيهان وهي فتاة تربت وسط أجواء من الحرية، أن إرغام الأب ابنته على الاقتران بمن لا تحب «جريمة لا تغتفر ويجب أن يعاقب عليها القانون» وتقول «كيف له أن يرغمني على الزواج، وأنا فتاة مستقلة، أعمل وأنفق على نفسي، لي شروطي أطلبها فيمن ارتبط به».المسألة تتخذ في تفكير جيهان بعداً أشد خطورة «كثير من مآسي فتياتنا يصنعنها بأنفسهن، والحقيقة أن الفتاة البحرينية شأنها شأن العربيات، لا يزلن يسعين لمزيد من الحرية، فماذا يتبقى لهن عندما يرغمن على زوج لا يرغبنه؟!».رقم صعبوترفض صباح هي الأخرى الاقتران بشاب دون قبول منها، كي لا تصبح رقماً ضمن من جنى عليهن الآباء «هذا لن يكون إلا على جثتي». وتقول إن هناك فتيات ضعفن أمام آباء مستبدين «كلما جاء خاطب رفضوه، لا لشيء سوى أنه لا يوافق شروطهم، وكانت النتيجة تقدمن بالسن وهن في قلق دائم من أن يفوتهن قطار الزواج المسرع».وتضيف «كأن الأب هو من سيتزوج وليس الفتاة، آباء ـ ولا أقصد الجميع ـ لا يرعون ذمة ولا دين، يرون بناتهم في حال صعبة والعنوسة تزحف إليهن، ولا تلين قلوبهم». وترى صباح أن فتاة اليوم المتعلمة والموظفة لا يليق بها قبول وضع مماثل «ليس لأحد أياً كان أن يجبرها على أمر لا تحبه».