قال متحدث باسم وزارة الصحة إن 227 شخصا أصيبوا يوم الثلاثاء في موجة جديدة من الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين بمدينة بورسعيد الساحلية المصرية المضطربة بينما اندلعت احتجاجات في القاهرة سقط فيها عشرة مصابين وفي مدينة المنصورة بدلتا النيل.ويواجه الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي انتخب في يونيو معارضة متزايدة.وكانت الاشتباكات تجددت يوم الثلاثاء أمام مبنى مديرية أمن بورسعيد الذي احترقت أجزاء منه في اشتباكات وقعت يوم الاثنين رشق خلالها محتجون المبنى بالزجاجات الحارقة.وبدأت الاشتباكات في بورسعيد يوم الأحد بعد إعلان وزارة الداخلية نقل مسجونين سيصدر بشأنهم حكم يوم السبت في قضية شغب ملاعب بالمدينة وقع قبل أكثر من عام أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا في أسوأ كارثة رياضية في تاريخ البلاد.وقال المتحدث باسم وزارة الصحة يحيى موسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الإصابات في بورسعيد تنوعت بين اختناق وإصابات بطلقات الخرطوش وإصابة بطلق ناري.وقال وكيل وزارة الصحة في بورسعيد حلمي العفني لرويترز إن المصاب بطلق ناري يدعى مسعد السرجاني محمد (26 عاما) وإن الإصابة في الرأس. وأضاف أنه نقل إلى المستشفى الجامعي بمدينة الزقازيق القريبة لخطورة حالته.وقال شهود عيان إن محتجين أشعلوا النار فجر الثلاثاء في مبنى قطاع الأمن الوطني بالمدينة الذي يتكون من خمسة طوابق وإن خمس سيارات تابعة للقطاع احترقت بداخل المبنى وأتت النيران على أجزاء من الطابق الأرضي والطابقين الأول والثاني.وقال شاهد إن المحتجين هاجموا ثلاثة مجندين كانوا يحرسون المبنى بالسكاكين وأصابوا اثنين منهم بجروح خطيرة. وقال مصدر أمني إن المصابين نقلا إلى مستشفى الشرطة بالقاهرة للعلاج.وبعد الثورة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 حل قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية محل جهاز مباحث أمن الدولة الذي كان المصريون يبغضونه لقسوته في معاملة المعارضين. وقال سياسيون ونشطون إن تغيرا في الاسم فقط هو ما حدث.وذكرت وكالة أنباء الشرق ألأوسط أن مجهولين أشعلوا النار في مرآب قوات الأمن المركزي في المدينة وإن جميع سيارات الشرطة في المعسكر احترقت. وأضافت أن المهاجمين استخدموا الزجاجات الحارقة في مهاجمة المرآب.وقتل ثلاثة مجندين وثلاثة محتجين في اشتباكات يوم الأحد ببورسعيد. وبينما استخدم المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة في الاشتباكات بمحيط مبنى مديرية أمن بورسعيد يوم الثلاثاء استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش ورصاصا حيا أطلق في الهواء بحسب ما أورده شهود عيان.وهتف المحتجون "الداخلية بلطجية" و"بالروح بالدم نفديكي يا بورسعيد." وكانت محكمة جنايات بورسعيد التي تعقد جلساتها في القاهرة قررت في يناير كانون الثاني إحالة أوراق 21 متهما في قضية الشغب باستاد بورسعيد أغلبهم من سكان المدينة إلى المفتي تمهيدا لتنفيذ الحكم بإعدامهم.واحتج ألوف من سكان المدينة على القرار لعدة أيام مما تسبب في سقوط أكثر من 40 قتيلا منهم وقتل ضابط وأمين شرطة خلال ما قيل إنها محاولة لاقتحام سجن بورسعيد وإطلاق سراح المتهمين.وكان مشجعو الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري اكثر الأندية المصرية شعبية والذين سقط أغلب ضحايا الشغب منهم هددوا بنشر الفوضى في مصر إذا لم تصدر أحكام قاسية على المتهمين.ولا يزال مشجعو الأهلي يطلقون تهديدات بذلك قبل أيام من صدور الحكم. وقال شهود عيان إن عشرات منهم هاجموا يوم الثلاثاء مبنى سكنيا في مدينة الجيزة على الضفة الغربية لنيل القاهرة يقطن به وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم الذي حدث الشغب خلال ولايته وحطموا واجهته الزجاجية.وقال الشهود إن المهاجمين أشعلوا النار في ناقلة مجندين وسيارة شرطة أخرى قبل أن يتركوا المكان.وساعدت عوامل مثل البطالة الناجمة عن تدهور الوضع الاقتصادي والغضب من وحشية الشرطة وارتفاع أسعار الوقود على إذكاء الاضطرابات في بورسعيد والسويس والإسماعيلية على قناة السويس والعاصمة القاهرة والمنصورة وطنطا والمحلة الكبرى في دلتا النيل.ولقي نحو 60 شخصا حتفهم خلال احتجاجات شوارع في أنحاء مصر خلال الفترة من 25 من يناير كانون الثاني الماضي الذي وافق الذكرى السنوية الثانية للثورة والرابع من فبراير شباط.ويطالب كثير من المتظاهرين باستقالة الرئيس مرسي ويتهمونه هو وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها بمحاولة الاستئثار بالسلطة.وفي مؤشر على احتقان واسع النطاق في أنحاء البلاد قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن ضباط شرطة قطعوا طريق سلاح سالم الرئيسي في القاهرة احتجاجا على قتل أحد زملائهم بيد مجهول بينما كان يفحص بلاغا بحدوث سطو على بنك في وقت سابق يوم الثلاثاء.وألقى عشرات المحتجين الحجارة مع حلول الظلام يوم الثلاثاء على مبنى أمني في مدينة المنصورة. ومنذ نحو أسبوع تشهد المدينة اشتباكات عنيفة قتل خلالها محتج صدمته مدرعة تابعة للشرطة بحسب شهود عيان.