أثارت دعوة المعارض المصري محمد البرادعي أمس الأول إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة تعليقات عدد من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن إقدام البرادعي إلى طلب تأجيل أو مقاطعة جميع الاستفتاءات والانتخابات منذ قيام ثورة 25 يناير 2011. وكتب السياسي المصري البارز ورئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صباح أمس الأول «مقاطعة الشعب التامة للانتخابات هي أسرع الوسائل لكشف الديمقراطية المزيفة وتأكيد مصداقيتنا».وأضاف «قلتها في 2010 وأكررها بقوة اليوم.. وكأن نظاماً لم يسقط»، مشيراً إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2010 تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية في العام التالي.وكان البرادعي قد كتب الجمعة الماضي «محاولة إجراء الانتخابات مع استمرار الاحتقان المجتمعي وهشاشة مفاصل الدولة وقبل التوصل إلى توافق وطني هو أمر غير مسؤول سيزيد الوضع اشتعالاً».وجاءت دعوة البرادعي للمقاطعة بعد أن دعا الرئيس محمد مرسي جموع الناخبين إلى انتخابات مجلس النواب التي تنطلق في 22 أبريل المقبل.وأثارت دعوة البرادعي المتكررة لمقاطعة الاستفتاءات والانتخابات التي جرت في مصر منذ نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة بمبارك، انتقادات وتعليقات غاضبة من عدد من مؤيدي البرادعي ومعارضيه على حد سواء.وكتب نشطاء «الهروب من الاختبار الشعبي ? يعني سوى أن البعض يريد تولي سلطة تنفيذية دون تفويض ديمقراطي».وقام نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بوضع صورة تجمع التغريدات التي كتبها البرادعي على تويتر قبيل هذه الاستحقاقات الانتخابية المتتالية.فقبيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011 كتب البرادعي إن «إلغاء الاستفتاء ووضع خارطة طريق واضحة ومتأنية هو السبيل الوحيد للانتقال بمصر إلى نظام ديمقراطي حقيقي.. أنصاف الحلول هي عودة إلى الوراء».ودعا البرادعي قبل انتخابات مجلس الشعب السابقة التي جرت في نوفمبر 2011 إلى «تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى تستعد القوى المدنية لخوضها».ثم عاد البرادعي ليناشد المجلس العسكري «الذي كان يتولى الحكم وقتها» تأجيل انتخابات الرئاسة بعد أن أعلن سابقاً تراجعه عن خوضها. وكتب قائلاً «إلى المجلس العسكري: أناشدكم تأجيل الانتخابات إلى أن نستوعب تداعيات الموقف ونتشاور جميعاً حول أفضل السبل لنعبر بالوطن إلى بر الأمان».وفي 12 ديسمبر الماضي وقبيل الاستفتاء على مسودة الدستور المصري الجديد، كتب البرادعي: «الإصرار على الاستفتاء في ظل وطن ممزق وغليان شعبي وغياب أمني وقضاء معطل وإعلام محاصر هو انعدام للإحساس بالمسؤولية نحو المصلحة الوطنية».وقبل يوم من إجراء الاستفتاء، ناشد البرادعي، الرئيس المصري محمد مرسي تأجيل الاستفتاء، من خلال تسجيل مصور بثته قنوات خاصة.ودشن الإسلاميون حملات منظمة ضمنت لهم الفوز في جميع الانتخابات والاستفتاءات التي أجريت منذ الثورة، بينما عانى المعارضون الليبراليون واليساريون من الانقسام.ويبدو أن دعوة البرادعي تعكس حالة الارتباك داخل جبهة «الإنقاذ» الوطني التي تضم عدداً من الأحزاب المعارضة للإسلاميين، بما فيها حزبه الدستور. وكان المتحدث باسم الجبهة خالد داود قال الجمعة الماضي إن الجبهة ستجتمع الأسبوع الجاري لاتخاذ قرارها بشأن المشاركة في الانتخابات، في رفض حزب «الوفد» -أحد أعضاء الجبهة- دعوة الرئيس لإجراء الانتخابات في أبريل المقبل.«الجزيرة - مواقع إلكترونية»