كتبت ـ شيخة العسم: دأبت وزارة الثقافة على الاهتمام بالتراث البحريني، والشواهد في هذا الباب ماثلة أمام الجميع، إحياء طريق اللؤلؤ، باب البحرين، متحف البريد، وأخيراً سلسلة مطاعم الزعفران.تعد مطاعم الزعفران الأربعة بفرعيها بالمحرق وقلعة الرفاع وباب البحرين بوابة لإحياء التراث ولكن لماذا؟.. لأن عادات المأكل والأطباق الشعبية جزء من هذا التراث الخالد، و»الزعفران» أخذت زمام المبادرة، وقدمت الأطباق البحرينية التقليدية بنكهة معاصرة.ناريز قمبر مالكة السلسلة والمتتلمذة على أيدي الطباخة الإنكليزية الشهيرة جانيت، وتقول إن مطاعمها استوحت حتى تفاصيل عمرانها وديكوراتها من مفردات التراث البحريني الأصيل.محصلة اهتمام رسمي مطاعم الزعفران سلسلة لمطعم شعبي هدفه إحياء التراث البحريني الأصيل، عن طريق تقديم الوجبات الشعبية التقليدية المعروفة، حيث افتتح زعفران قلعة الرفاع بتاريخ 5 فبراير الحالي بتشريف عاهل البلاد المفدى، وتقول قمبر «المشروع بدأ مع اهتمام وزيرة الثقافة بإعادة إحياء سوق القيصرية، وهناك أنشأنا أول فرع لمطعم الزعفران في أحد دواعيس المحرق».وتتحدث عن «زعفران القيصرية» بالقول «صغير جداً من حيث المساحة، ولكن لم نتوقع أن يكون الإقبال عليه كبيراً، وصممنا أرضية المطعم بتركيب (مدابس) قديمة تعود لـ400 سنة وسقفناه بالزجاج». وبعد نجاح الفرع الأول «القيصرية» في اجتذاب الزبائن «افتتحنا الفرع الثاني بالمحرق أيضاً، وهو أوسع مساحة ويتسع لقرابة 90 شخصاً، ويستمد طابعه التراثي القديم من ديكوراته والعمران المحيط به، إذ يجاوره بيت الكرارين وبيت الصحافي زايد ومكتبة اقرأ للأطفال.. ومؤخراً افتتحنا الفرع الثالث بقلعة الرفاع ونخطط لافتتاح المطعم الرابع في باب البحرين قريباً». تقليدية بنكهة المعاصرةبالنسبة للأطباق المقدمة بـ»الزعفران» بفروعه تقول قمبر «تخصصت بالعلوم السياسية لكني تعلمت فن الطبخ من الطباخة الإنجليزية الشهيرة جانيت، وبعدها علمت طباخي المطعم بنفسي، وجعلت من بعض الأطباق الشعبية تحمل طابعاً أجنبياً مثل الزنجبار مثلاً، ويقدم المطعم أكلات شعبية متنوعة مثل البلاليط والمهياوة واللوبة وبيض وطماط وناشفة تونة وقيمة وسواها». وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهها تضيف «لابد لأي عمل ناجح من مواجهة بعض الصعوبات، أنا شخصياً أجتمع بموظفي المطعم وعددهم 30 أسبوعياً، وفي كل اجتماع أذكرهم بطريقة معاملة الزبائن، أما الصعوبة الثانية هي عدم منحي تصريحاً لبناء مطبخ بفرع قلعة الرفاع، وهذا الرفض مبرر لمخاطر المطبخ على طبيعة القلعة الأثرية». آراء الزبائن فاطمة الخاجة ومنى الجابر زارتا مطعم الزعفران بقلعة الرفاع وكان انطباعهما جيداً «المحل أكثر من رائع، والبلد يحتاج للفتة حقيقية لتراث البلد، ومن خلاله يتعرف أبناؤنا وأجيالنا المقبلة على تراث أجدادهم، الفكرة رائعة، ونتمنى أن يكون هناك المزيد من المشاريع المماثلة في البحرين».ليلة الخاجة عرفت بوجود المحل عبر «الأنستغرام» تقول «أعجبتني الفكرة كثيراً، وعند قدومي اكتشفت أن المكان وطريقة تصميمه رائعين، لجهة الموقع والإطلالة الخارجية على وادي الحنينية». ويؤكد جهاد أمين أن الطابع التراثي للمطعم استهواه «لكنه يحتاج لنوع من التجديد والتنويع في الأطباق، رغم أن الأطباق المقدمة شهية ولذيذة بمجملها».