أكد المقدم محمد راشد الحسيني مدير إدارة الإصلاح والتأهيل على الالتزام بأقصى معايير الحقوق الإنسانية في التعاطي مع نزلاء المراكز الإصلاحية وفقًا للقانون الدولي الإنساني وقبل ذلك تنفيذًا لقرارات وتوجيهات الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وإشراف المفتش العام نافيًا ما يروج له البعض إعلاميًا عن إساءة معاملة النزلاء الذين يقضون عقوبات سالبة للحرية لجرائم ارتكبوها قضت العدالة بإنزالها عليهم تنفيذًا لقانون العقوبات. واستشهد الحسيني بإشادتي وفدي الصليب الأحمر الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان اللذين اطلعا على الخدمات المقدمة للنزلاء وعلى أحوالهم وتأكدتا من مستوى المعاملة الحسنة التي تمارسها المراكز الإصلاحية مع النزلاء.وشدد في مقابلة أجرتها معه مجلة " الأمن" التي تصدرها إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية على أن النزيل إنسان قبل كل شيء نتعامل معه بهذه الصفة لأنه جزء من المجتمع وفرد في مجموعة منظومته، نعمل على مساعدته ورعايته وتقديم الخدمات اللائقة به ونعدّه للعودة والاندماج في مجتمعه للمساهمة في بناء وطنه مشيرًا إلى إدارة الإصلاح والتأهيل لم تكتف بتأهيل النزيل لحرفه أو مهنة بما هو متوفر من ورش في الإدارة وإنما سعت لدى شركات لتدريب النزلاء على حرف غير مدرجة ضمن منظومة التدريب في المراكز الإصلاحية وعقدت اتفاقيات مع تلك الشركات لتوظيف عدد من المتدربين لديها بعد انتهاء مدة عقوباتهم وللمزيد حول واقع وأفاق مراكز الإصلاح والتأهيل كان لـ " مجلة الأمن" الحوار التالي مع المقدم الحسيني.وحول الادعاءات التي تروج لها أطراف معينة عن إساءة معاملة النزلاء قال: كما قلت أنت أنها ادعاءات وستظل ادعاءات بدون إثباتات.. فحقوق النزيل مصانة.. ولدحض تلك الادعاءات أقول لك لقد زاراتنا منظمات دولية منها الصليب الأحمر واطلعت على الأوضاع في الإصلاحيات.. ولم تكن زيارتها قصيرة وعاجلة ولكن ظلت معنا على مدى 3 شهور وشاركوا النزلاء في سكنهم وأكلوا من الطعام الذي يقدم لهم وتعرفوا على البرامج المعدة لهم ومعاملتنا لهم كما جاء وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان وخرج الوفدان بانطباع طيب أشادا من خلاله بحسن المعاملة وبأوضاع النزلاء والإجراءات التي تتطابق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وحقوق للنزلاء.وأفاد بأن الحرية ممن اعتاد عليها من الأمور ذات الوقع الأكثر إيلاما على النفس الشيء الذي يتطلب تهيئة النزيل الذي يحكم عليه بعقوبة، ذهنيًا ونفسيًا لتخفيف وطأة وضعه الجديد في دور ومراكز الإصلاح والتأهيل والتعامل معه على أساس أنه ما زال فرد ضمن منظومة المجتمع وإن غاب عن الظهور في أوساط المجتمع. ورفع المعاناة عن أسرته لحين خروجه من الإصلاحية واستئناف دوره بشكل طبيعي في الحياة.وتتبع داخل مراكز الإصلاح والتأهيل إجراءات ومعايير تؤكد على حقوق النزيل وإسباغ المعاملة الإنسانية عليه وفق استحقاقات حقوق الإنسان وعليه في ذات الوقت واجبات لا بد من الالتزام بها حتى انقضاء مدة عقوبته.وأشار إلى أن النزيل هو إنسان بالدرجة الأولى ينحدر من عمق مجتمع بلاده ومن جذور البشرية وهو مواطن له أحاسيس ومشاعر لا يمكن إنكارها ولا يمكن نبذه.إنسان أخطأ وخالف القانون لظروف وملابسات وأسباب قضت المحكمة بإنزال العقوبة التي ينص عليها القانون بحجم ما اغترفه من ذنب بمعنى انه لا بد من دفع ثمن الجريمة تحقيقًا للعدالة وإيداعه إحدى دور الإصلاح والتأهيل.مضيفا: وهنا يأتي دور إدارة الإصلاح والتأهيل في القيام بتأهيل النزيل وهو الدور الذي يبدأ بأولى خطوات تنفيذ الحكم بالحديث معه وتهيئته نفسيًا لتقبل وضعه الجديد والتأقلم معه إدراكا من الإصلاح والتأهيل بأن العقوبة المقضي بها بسجن النزيل هي سلب للحرية وهي أمر مرهون بتطبيق القانون حماية للمجتمع وجبر ضرر المتضررين من الجريمة وذويهم. وعما يراه البعض من أن عقوبة سلب الحرية تشبه الانتقام أوضح: إن تنفيذ العقوبة بالسجن لا تهدف إلى الانتقام من الجاني وإنما لإنصاف المجني عليه أو لبسط سيادة القانون لحماية المجتمع وأنها بالتالي تقع ضمن أبعاد أخرى من بينها الإصلاح وتهذيب السلوك وتعديل مسار المجرم وإعادته إلى الطريق القويم من خلال التعامل معه في سياق إن الإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون.وهذا يأتي بمعالجات تنطلق من معرفة الخلفيات التي دفعت المحكوم عليه بالسجن على ارتكاب الجريمة التي أفضت به إلى دار رعاية النزلاء والتعاطي مع النزيل من باب النصيحة بالعودة إلى الفطرة الإنسانية والصلاح والوصول به إلى مرحلة الندم الصريح.يتم هذا في إطار برامج منهجية وعلمية متعددة تشمل محاضرات وندوات وإرشاد ديني واجتماعي ونفسي ترمي إلى تهيئة النزيل لفترة ما بعد انتهاء العقوبة وإزالة عقدة الوصمة.كما أن هناك برامج ومحاضرات دينية وترفيهية ورياضية وثقافية ومهنية هي بمثابة مجتمع مصغر، ويستفيد منها الكثير من النزلاء فمنهم من حفظ القرآن ولم يكن في بادئ الأمر ملما به ومنهم من تعلم تشغيل الحاسوب ومنهم من تعلم حرفة كالنجارة أو غيرها وأصبح مؤهلاً للعمل عندما يعود إلى المجتمع المفتوح مرة أخرى.وأضاف المقدم محمد الحسيني نحن لم نكتف بالمهن الموجودة في ورش إدارة الإصلاح والتأهيل فقط ولكننا نسعى من خلال المشاريع التطويرية المقرر تنفيذها قريبًا إلى زيادة إشراك النزلاء في البرامج التدريبية والتأهيل المهني ومن بين هذه المشاريع مشروع إعادة تدوير الإطارات ومشروع المغاسل المركزية ومشروع صيانة المركبات وقد صدرت الموافقة من قبل مجلس الوزراء على تنفيذها.
Bahrain
إدارة الإصلاح: نتعامل مع النزلاء بأعلى المعايير الإنسانية
06 مارس 2013