كتب - وليد صبري:تشارك مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً، دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بعيدها الوطنــي الـ (52)، وعيد التحــرير الـ (22)، والذكرى السابقة لتولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسند الإمارة.وتجسيداً للعلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة القائمة بين البلدين منذ استقلالهما، حيث تجمع البلدين علاقات متميزة على الأصعدة كافة نابعة من حرص قيادتي البلدين على تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة والتاريخية والوصول بها إلى أعلى المستويات بما يساهم في المزيد من التعاون المشترك لصالح شعبي البلدين ورقيهما، حيث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى في مناسبات عدة حرص البحرين على توطيد هذه العلاقات وفتح مجالات أوسع للتعاون سواء في الإطار الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون، خاصة أن البحرين والكويت تربطهما علاقات نسب وقربى تفسر التلاحم الاجتماعي والثقافي والأسري، وعزز ذلك الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين التي أعطت مؤشرات قوية على حرص قيادتي البلدين على الانطلاق بالعلاقات نحو مجالات أرحب بما يعود بالخير والنفع على شعبي البلدين، وما يتواكب مع التوجه الذي يتبناه جلالة الملك المفدى في توسيع مجالات التعاون بين البحرين ومختلف الدول الشقيقة والصديقة.إن العلاقات بين البحرين والكويت تعد نموذجاً طيباً للعلاقات التاريخية والأخوية الوثيقة بين الأشقاء على كافة الأصعدة، فسياسياً تتميز بمجموعة من السمات التي تجعل منها علاقات متميزة أهمها توافق رؤى ومواقف القيادة السياسية في البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية وتوافقها تجاه العديد من القضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية اعتماداً على منهج العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار والرغبة الصادقة في تفعيل التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.أما على المستوى الشعبي فتتميز العلاقات بأنها علاقات نسب وقربى على أعلى المستويات فضلاً عن أن كثير من العوائل في البحرين قريبة من نظيراتها في الكويت، الأمر الذي يفسر تقارب الطابع الاجتماعي والحميمية في العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين وليس هناك أي فروق أو حواجز بين شعبي البلدين فمنذ مدة طويلة يعيش أهل الكويت في البحرين والعكس كما إن التزاور بينهم لا ينقطع والتفاعل مع المناسبات الوطنية في البلدين صفة متبادلة ومشتركة.علاقات اقتصادية متميزة كذلك فإن عمق العلاقات السياسية بين البلدين انعكس إيجاباً على علاقاتهما الاقتصادية في ظل وجود شراكة اقتصادية بين العديد من المؤسسات البحرينية والكويتية. كذلك أضافت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية البحرينية بعداً جديداً للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين حيث هدفت إلى تشجيع السياحة بين البلدين والاستفادة من إقامة المعارض والمشاركة فيها، والترويج للبلدين، والاستفادة من مجال التعليم الفندقي لدى الجانبين، فضلاً عن توقيع اتفاقية بيئية يسعى البلدان من خلالها للحفاظ على مواردهما الطبيعية بالاستفادة من الخبرات لديهما.أما على صعيد التبادل التجاري بين البلدين، فتتركز معظم صادرات البحرين إلى الكويت في منتجات الألمنيوم والمياه المعدنية وأجهزة التكييف والمنتجات الحديدية والمنتجات الغذائية، في حين تتمثل الواردات البحرينية في النفط المكلّس والمنتجات الكيماوية والملابس والأدوية والأغذية ومواد البناء والمطبوعات والأدوات المنزلية وغيرها.كذلك ترتبط بورصتا الأوراق المالية في البلدين باتفاقية للربط والتداول المشترك بينهما اكتسبت أهميتها في ظل وجود العديد من الشركات الكويتية المسجلة في بورصة البحرين والعديد من رؤوس الأموال البحرينية المسجلة في سوق الكويت للأوراق المالية.وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والكويت في 2011، 95 مليون دولار مقارنة بـ 78.7 مليون دولار في 2010 بنسبة ارتفاع بلغت ?17 فقط بحسب إحصاءات رسمية.رؤية استراتيجية مشتركةومع توقيع مذكرة التعاون الأمني وتبادل المعلومات أضاف البلدان لبنة جديدة في صرح العلاقات البحرينية الكويتية تترجم الاهتمام المشترك بالتصدي لمختلف القضايا الأمنية وضرورة اجتثاث كافة ظواهرها السلبية من خلال التعاون الأمثل لدرء كل ما من شأنه تهديد الأمن الداخلي وتعطيل خطط التنمية وعرقلتها.وتعكس مذكرة التفاهم عمق الرؤية الاستراتيجية لدى البلدين خاصة في ظل تأكيدها على أن أمن البحرين والكويت مشترك وأن خيار التعاون هو البديل الأمثل لتحقيق الكفاءة المطلوبة للجهود الأمنية.ارتباط قوي عبر الزمنشهد تاريخ العلاقات بين الدولتين ارتباطاً قوياً وممتداً عبر الزمان وهذا الارتباط القوى بين البلدين والشعبين لم تنل منه الأيام أو توهنه الظروف والمحن بل ساعدت على تقوية أواصره والدفع به إلى مستويات عليا من التواصل والتلاحم والتآزر والتعاضد. وقد برز هذا الترابط في أسمى معانيه عندما تعرضت دولة الكويت في أغسطس 1990 للعدوان العراقي الغاشم حيث وقفت مملكة البحرين قيادة وشعباً منذ بداية الاحتلال إلى جانب شقيقتها دولة الكويت ودانت الغزو وسارعت إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة لترد العدوان الغاشم، واضعة في ذلك جميع إمكاناتها في خدمة قضية الكويت العادلة والمشروعة.كما رحبت البحرين خلال تلك الفترة باستضافة المواطنين الكويتيين الذين فروا من القمع والبطش وقدمت كافة التسهيلات لدخول الأشقاء الكويتيين إلى بلدهم البحرين وتوفير كافة الخدمات الضرورية لهم.وعلى الصعيد السياسي لعبت البحرين دوراً سياسياً بارزاً منذ بداية الغزو وأعلنت فيه موقفها الرافض للاحتلال والداعم لقضية الكويت العادلة وعملت مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون لتبني قضية الكويت في المحافل العربية والدولية وشددت على ضرورة عودة الشرعية الكويتية. أما على الصعيد العسكري فقد أرسلت البحرين قوة عسكرية مجهزة لتشارك ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت حيث شاركت القوة مع قوات التحالف في الدخول إلى الكويت المحررة من الاحتلال العراقي في الوقت الذي شارك فيه سلاح الجو البحريني في حرب التحرير وكذلك استضافت مطارات البحرين بعض طائرات سلاح الجو الكويتي من طائرات نقل ومقاتلات.وتكرر نفس التعاضد بين البلدين خلال عام 2003 إبان حرب العراق حين توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية إلى الكويت للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأمريكية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد. وجاء ذلك التوجه البحريني تلبية لنداء الواجب والأخوة تجاه الأشقاء في الكويت حيث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن أي اعتداء على الكويت هو اعتداء على البحرين، مشدداً على أن القوات البحرينية الموجودة في الكويت للمشاركة في حمايتها براً وبحراً وجواً تعبر أصدق تعبير عن التلاحم والتميز الذي يربط البحرين وشقيقتها الكويت.ومن جانبها، كان للكويت كذلك مواقف مشرفة تتذكرها البحرين بالعرفان وكان آخرها دعم الكويت قيادة وحكومة وشعباً للقيادة السياسية والحكومة في البحرين في مواجهة تهديد أمنها خلال أحداث فبراير 2011، فيما شاركت قوات بحرية كويتية تحت مظلة قوات درع الجزيرة في البحرين من أجل حفظ الأمن والاستقرار في المملكة.وأكد مسؤولون كويتيون أن مهمة البحرية الكويتية تتمثل في مساندة القوة البحرية البحرينية في حماية مياهها الإقليمية.وأشاروا إلى أن الذي يجمع دول مجلس التعاون أكبر من أي اتفاقات، وأن هذه الاتفاقات تجسّد عمق العلاقة بينها.وأضافوا أن القوات البحرية الكويتية تشارك تحت مظلة قوات درع الجزيرة في البحرين، موضحين أن تلاحم الخليج يمثل حصناً منيعاً لتحقيق الأمن والاستقرار، وهما ركيزتان رئيسيتان لانطلاق الحوار في البحرين.أما على المستوى الشعبي فتتميز العلاقات البحرينية الكويتية بأنها علاقات نسب وقربى وبرز التلاحم الأخوي وفي خضم أزمة الغزو العراقي لدولة الكويت من خلال الدعم الشعبي اللامحدود للمواطنين البحرينيين ووقوفهم القوي مع أشقائهم الكويتيين حيث تشكلت مع الأيام الأولى للغزو العراقي لجنة أطلق عليها «لجنة رعاية الأخوة الكويتيين» وحظيت هذه اللجنة بدعم حكومي وشعبي كبير.تلاحم الشعب مع قيادتهيأتي هذا الاحتفال تعبيراً عن مدى تلاحم الشعب الكويتي مع قيادته في كل ما تتخذه من خطوات من شأنها تحقيق الرفاه والازدهار للشعب الكويتي على كل الأصعدة من منطلق أن رفاه المواطن يشكل الهاجس الأول والركيزة الأساسية في كل ما تتخذه من مبادرات التنمية التي تبنى على أساس الخطط والبرامج التي من شأنها رفعة البلدان وتقدمها. وتأتي احتفالات هذا العام، في ظل كثير من الإنجازات التي تحققت على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وترسيخ التجربة الديمقراطية، وكانت آخرها إجراء انتخابات مجلس الأمة الكويتي في أجواء من الشفافية والنزاهة والمصداقية، وقد حظيت الانتخابات الكويتية بإشادات عالمية، واعتبرت دول العالم أن إجراء الانتخابات يوم عظيم للديمقراطية في العالم العربي، كما حظيت القيادة الكويتية بالثناء لمشاركة المرأة الكويتية سواء بالتصويت أو الترشح أو الفوز في الانتخابات البرلمانية، واعتبرت دول عربية وغربية أن هذه المشاركة تمثل نموذجاً للديمقراطية لمنطقة الشرق الأوسط. وتتزامن كل تلك المنجزات واحتفالات الأعياد الوطنية مع مرور الذكرى السابعة لتولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم. فقد استكملت الكويت بعد عقود من النضال والعمل الدؤوب المتواصل لبناء قدرات الدولة والإنسان، إنجاز استقلالها في عهد سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح في 19 يونيو 1961، وتشكلت ملامح الدولة العصرية الحديثة بمؤسساتها وإنسانها وبنيتها، ومازالت دولة الكويت تجسّد قيم الاستقلال التي تحدث عنها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح في أول احتفال له بهذه الذكرى.الكويت مركز مالي عالمي تتجه الأنظار بفخر إلى العديد من الإنجازات التي حققتها في كل المجالات لا سيما الاقتصادية منها والتي جعلت الكويت نجمة مضيئة في سماء الوطن العربي.ورسمت تلك الإنجازات بصمة متميزة للكويت بين شقيقاتها في دول الخليج والعالم العربي خصوصاً في المجال الاقتصادي الذي أكد فيه سمو أمير الكويت على ضرورة جعل الكويت مركزاً مالياً واقتصادياً.وأولت دولة الكويت اهتماماً كبيراً بتطوير التعليم والعلوم وتتفاعل مع التطور التكنولوجي وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة في تحقيق مستوى متقدم من التنمية البشرية، كما أولت الثقافة نصيبها الوافر من الاهتمام والرعاية، كما تساهم الصحافة الكويتية التي تتمتع بهامش واسع من الحرية في تفعيل دور المؤسسات الثقافية، كل ذلك وسط منظومة قوانين كفلت للمواطن حقوقه، وحددت مسؤولياته وتعززت مسيرة الكويت في ترسيخ الحقوق السياسية والمدنية، ومبدأ المواطنة المتساوية. وتوفر الدولة الخدمات الصحية الشاملة والمقدمة للمواطنين بالمجان كما توفرها بيسر وبأسعار رمزية للمقيمين.وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات لوزارة المالية في الكويت فائضاً فعلياً بلغ 10.205 مليار دينار «36 مليار دولار» في ميزانية السنة المالية «2011-2012» التي بدأت في الأول من أبريل عام 2011 وانتهت في 31 من شهر مارس الماضي، وكانت تقديرات الميزانية لهذه السنة المالية على أساس سعر 60 دولاراً أمريكياً لبرميل النفط.سياسة خارجية معتدلة ومتوازنةتنتهج دولة الكويت منذ الاستقلال سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة، كما لعبت الكويت دوراً بارزاً إلى جانب جيرانها من دول الخليج العربي في إقامة علاقات تعاون متميزة فيما بينها، وأثمرت تلك الجهود عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.