كتب ـ حسين التتان:يزعم الموظف محمد «ع . س» أن مديره بالعمل يسخر كل طاقاته ليجعل موظفيه طوع بنانه «يقلون أولاده إلى المدرسة ويشترون الخضار ويوصلون سيدة المنزل إلى الكوافير كل يومين أو ثلاثة».أم محمد ترى في استغلال المدير لسلطته بهذه الطريقة أمراً في غاية الخطورة، وتصفه بأنه «أبشع أنواع الفساد الإداري»، بالمقابل لا ينكر «أ . ي» مدير إحدى شركات القطاع الخاص وجود هذا السلوك «لكن في نطاق محدود جداً».ويقول أبو مجيد إن عصر العبودية ولى دون رجعة «نحن في عصر الشفافية وهؤلاء يجب فضحهم»، فيما يجد المواطن إبراهيم عيسى في التصرفات المماثلة ما ينافي مفهوم الإدارة الحديثة «هذه الظاهرة في طريقها للاختفاء.. والمصلحجي يجب أن يعاقب».خدم حرم المديريزعم الموظف محمد «ع . س» أن مديره يسخر كل إمكاناته ليجعل العاملين والموظفين لديه «سخرة»، ويقول «لا يتورع عن إرسال بعض الموظفين ضعيفي الشخصية لشراء حاجيات منزله من الخضر والفواكه، ويأمرهم بتوصيل أبنائه إلى المدرسة يومياً، وزوجته إلى صالون التجميل مرتين أو ثلاث أسبوعياً، أحياناً بسيارات الشركة، وأحياناً كثيرة بسيارات الموظفين أنفسهم».ويجزم «ع . س» أن هناك مدراء يستغلون نفوذهم ومنصبهم الوظيفي، ويسخرون حاشيتهم من الموظفين ويجندونهم لشراء المواد الغذائية لحرم سعادته «هنا تتقدم المصالح الشخصية لتحل محل الصالح العام»حين سألناه عن ردة فعله لو سخره مديره لأداء المهام المنزلية وتوصيل زوجته إلى الصالون أجاب «لو أمرني مديري بهذا، لرفعت شكوى ضده في مركز الشرطة» وحين سألناه هل تفعل ذلك حتى ولو مارس ضدك كل أشكال الضغط وحرمك من الترقيات؟ قال «لا يهمني هذا، ما يشغلني عندها تأديب المدير لا غير».أبشع أنواع الفسادأم محمد موظفة متفانية في عملها، ترى في استغلال المدير لسلطته في المؤسسة لمصالحه الشخصة أمراً في غاية الخطورة وتصفه بأنه «من أبشع أنواع الفساد الإداري والمالي، هناك قصص يندى لها الجبين، ومواقف لا يعلم بها إلا الله، حيث يستغل بعض المدراء موظفيهم لتنفيذ مصالحهم الشخصية».«أ . ي» مدير إحدى شركات القطاع الخاص، لا ينكر وجود هذا السلوك السلبي لدى البعض «لكن بشكل محدود للغاية» ويضيف «هذا السلوك لم يعد مقبولاً في أوساط مجتمع واعٍ متعلم ومتحضر، فالناس اليوم ليسوا كالأمس».ويقول المدير «من يريد استغلال منصبه في قضاء حوائج أسرته، يواجه بردود فعل قوية، وربما يفضح أمره، لأن الموظفين لا يقبلون الإهانة أو تسخيرهم لخدمة مدير هو في نهاية المطاف موظف مثلهم».عصر الشفافيةالموظف أبو مجيد يقول «نحن اليوم في عصر الشفافية ومحاربة الفساد بأشكاله، ومن يستغل منصبه من المدراء لأجل مصالحه الشخصية، يجب أن يفضح وأن يبلغ عنه الموظفون» ويضيف «زمن عبودية ولى دون رجعة».ويجد المواطن إبراهيم عيسى في قصص هؤلاء المدراء رائحة تزكم الأنوف «هذا السلوك المشين غير حضاري وغير مقبول، وينافي مفهوم الإدارة الحديثة ويكسر مقومات القانون المدني في عصرنا الراهن».ويواصل «أنا متأكد تماماً أن هذه الظاهرة في طريقها للاختفاء، لكن من المهم التبليغ عنها، وأن يعاقب المدير المصلحجي إذا ثبت تورطه باستغلال منصبه وتسخير موظفيه عبيداً عند زوجته وأبنائه».