قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني ريتشارد أوتوي، خلال لقائه وفد لجنة الصداقة البرلمانية البحرينية البريطانية من مجلس النواب، إن القانون البريطاني يحمي رجال الأمن في حال تعرضهم للخطر، ومثال على ذلك التجاوزات التي يقوم بها أحياناً المتظاهرين في بريطانيا ويتم الحكم عليهم بالسجن أحياناً وفقاً للقانون. ومثال على ذلك حالة رمي الشرطة من قبل أحد المتظاهرين بطفاية حريق أدت إلى سجنه سنتين.فيما أعرب العضو جون ستانلي أنهم يقدرون خصوصية وطبيعة الدول والشعوب ولكن يبقى التوجه نحو الحوار الإيجابي بين الأطراف المعنية الذي يعتبر الطريق الوحيد والصحيح للخروج من هذه الأزمة السياسية وتحقيق نجاح وتقدم. وأشار العضو البريطاني ليندسي هويل إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية تتعاطى مع موضوع البحرين بصورة سلبية، ولكن ندرك ونقدر المحاولات الجادة من الأطراف المعنية للوصول إلى حل لإنهاء حالة الاحتقان السياسي واحتواء المشكلة، إضافة إلى أننا نرى البحرين كقاعدة استراتيجية في المنطقة، وعلى يقين أن العنف لم يكن أبداً وسيلة لتحقيق أي مكتسبات لأي طرف من الأطراف. أما بخصوص موقف بريطانيا والغرب عما يجري في سوريا فأجاب هويل بأنه وللأسف نرى الأمور تختلف من مكان إلى آخر بحسب المصالح وتواجد الثروات أحياناً.وقال النائب الشيخ عادل المعاودة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب رئيس وفد لجنة الصداقة البرلمانية البحرينية البريطانية، أن الوفد البحريني التقى مساء أمس وضمن برنامج زيارته الرسمية لبريطانيا التي يقوم بها حالياً للعاصمة لندن، برئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني ريتشارد أوتوي وبحضور العضو جون ستانلي وعدد من أعضاء اللجنة.التدخلات الخارجيةوبحث الجانبان التطورات السياسية في البحرين والحوار بين الأطراف المعنية، وقد أعرب المعاودة عن شكره للدعوة البريطانية والاستضافة من البرلمان البريطاني للجنة الصداقة مؤكداً العلى أهمية الاستقرار والأمن لتطوير العملية السياسية، والسعي نحو تعزيز المسيرة الديمقراطية والتي يطمح لها الشعب البحريني، ومشيراً لما تحقق من إنجازات ومكتسبات، والعمل الجاد، الحضاري والدستورية لتحقيق المزيد من الإصلاحات والتطوير لما فيه خير الوطن والمواطنين. وأشار المعاودة لأبرز الأسباب في تفاقم حالة الاحتقان السياسي وهي التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، بجانب مواقف بعض الدول والمنظمات المبنية على معلومات مبتورة ومنقوصة، بل واحيانا تكون مزورة بطريقة أو بأخرى مما يعطي انطباعاً خاطئاً عن واقع الحال.وأوضح أن الكثير من المنتسبين للجمعيات «المعارضة» لديهم رغبة للدخول والتفاعل مع الحوار وذلك بما يفرضه الواقع والمنطق، وهم أيضاً تحت ضغوطات بعض من قادتهم ومرجعياتهم التي تفرض عليهم توجيهات وأجندة خارجية لا تريد للحوار أن ينجح في البحرين، ومع ذلك نأمل ونسعى أن يستمر الحوار وينجح بكل أمانة وجدية.ويضم وفد لجنة الصداقة البرلمانية البحرينية كلاً من النائب الشيخ عادل المعاودة، والنائب محمود المحمود والنائب عبدالحميد المير، والعضو نانسي خضوري، والعضو هالة رمزي، ويرافق الوفد السيد علي الخزعلي مدير إدارة الموارد البشرية والمالية، ومحمد العباسي من مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب.من جانبه أكد ستانلي أهمية البحرين الاستراتيجية لتواجد مركز للقيادة البحرية الملكية البريطانية ومركز لقيادة الأسطول الأمريكي الخامس بها، وقد لمس ومن خلال لقاءات سابقة ترحيب مملكة البحرين لمزيد من التعاون مع حلف الناتو وتمت بالفعل تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة مع وحدات من قوة دفاع البحرين ووحدات من حلف الناتو، ومتطلعاً لمزيد من التعاون وتطوير العلاقة مع حلف الناتو لما فيه مصلحة الطرفين.فيما أكد النائب الشيخ عادل المعودة أن التهديدات والاستفزازات المستمرة من إيران أصبحت مصدر قلق ليس فقط للبحرين ولكن لكافة دول مجلس التعاون ونطمح أن يكون هناك تعاون مع حلف الناتو يتساوى مع حجم المخاطر في المنطقة، مؤكداً بأن الشواهد والأدلة على التدخل الإيراني في الشأن البحريني والخليجي واضحة في الواقع بشكل كبير، ومن أشكالها فتح عشرات القنوات الإيرانية أو التابعة لها والتدخل السافر في الشؤون الداخلية والتحريض. وأشار إلى أن موضوع المدانين قضائياً على خلفية الأحداث في مملكة البحرين قد صدرت ضدهم أحكام قضائية من محاكم تتمتع باستقلالية تامة، مع ما توفر من ضمانات بحقوقهم، من محامي الدفاع وغيرها وبحسب ما يمليه القانون، وأن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لا تتدخل في الأحكام القضائية تأكيداً للمبدأ الدستوري بفصل السلطات في البحرين.وأوضح المعاودة أن معظم التوصيات في تقرير متابعة تقصى الحقائق قد نفذت، والمتبقي بعضها يتطلب خطوات إجرائية ولا يمكن الانتهاء منها خلال فترة وجيزة ويتم تنفيذها بتدرج، كما لا يمكن إغفال أن مملكة البحرين تقع ضمن منظومة دول المجلس التعاون الخليجي والتي يحكمهم مصير مشترك ومرتكزات مشتركة لا يمكن البت في تغييرها بانفراد دون تنسيق مشترك.وأكد النائب محمود المحمود أن الجميع في مملكة البحرين يرحبون بأطراف الجمعيات السياسية «المعارضة» للدخول في الحوار والمشاركة مع كافة الأطراف وذلك سوف يؤدي الاستقرار والعيش بسلام وعدالة ومساواة للجميع.ضبط النفسوأطلع الوفد البرلماني البحريني الجانب البريطاني بعض الصور والشواهد لأعمال التخريب والشغب والهجوم على رجال الأمن التي توضح مدى درجة ضبط النفس التي يتحلى بها رجال الأمن العام أمام الأعمال الإرهابية الخطيرة والتي يمارسها بعض الشباب المغرر بهم.من جانب آخر التقى الوفد البرلماني البحريني مع العضو البريطاني ليندسي هويل، حيث أكد المعاودة خلال اللقاء على المحاولات الرسمية الجادة لاحتواء الوضع من خلال الدعوة إلى الحوار البناء بين كافة الأطراف للوصول إلى حلول، وتم تسليم السيد هويل نسخة من تقرير متابعة تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق.كما تناول اللقاء موضوع مخرجات الربيع العربي، والذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هدم ما بناه السابقون ليس هو الطريق الصحيح للإصلاح، بل قد ثبت في بعض البلدان عكس ذلك تماماً، ويدل ذلك على أن البناء عملية تراكمية تحصل بتعاون جميع الأطراف مع بعضها بعضاً، دون فرض رأي أو توجه معين على الجميع، إضافة إلى أن تشجيع بعض القوى الغربية لتغيير الأنظمة في المنطقة جعل الأوضاع أسوأ أحياناً.
سياسيون بريطانيون: ندعم الحوار والقانون يعاقب «المتظاهرين» المخالفين
28 فبراير 2013