كتب – حذيفة إبراهيم:تناقضت تصريحات الجمعيات الست مع مرجع الوفاق عيسى قاسم، فبينما تدعي الأولى في جميع المحافل أنها ممثلة الشعب كاملاً، وأنها مخولة للحديث باسمه، قال الأخير في خطبة جمعته «في البحرين شعب، لا تمثله بأجمعه الجمعيات والشخصيات في الحوار».تلك الكلمات المقتبسة من خطبة عيسى قاسم من على منبر يوم الجمعة تأتي لتناقض أيضاً خطبه السابقة، والتي ادعى فيها مراراً بأن الشعب ضد السلطة وأن الحكومة تبيد الشعب، وغيرها من الكلمات الرنانة، والتي أعطى لنفسه الحق في التحدث باسم الشعب كاملاً عنها.ورغم أن مرجعها الديني قال إنها لا تمثل جميع الشعب، إلا أن جمعية الوفاق التي تتزعم تحالف الجمعيات الست، مازالت تتحدث بذلك المنطق المرفوض شعبياً، سواء من خلال أمينها العام علي سلمان أو باقي أعضاء الجمعية.وانتقلت العدوى للحديث باسم الشعب كاملاً بين أروقة بعض الجمعيات المنضوية تحت لواء الوفاق، فبعضها يصرح أن «انتصر الشعب في طرح وفرض قضيته العادلة والمشروعة»، بينما يصرح علي سلمان في تغريدة عبر حسابه في «تويتر» إن «قوى المعارضة تتمسك بحق الشعب في التظاهر في العاصمة»، حيث اختزل الحديث عن الشعب باسمه.ويرفض الشعب اختزاله ببعض الجمعيات السياسية سواء الراديكالية أو العلمانية أو غيرها أو حتى الحديث باسمه، حيث رفض سابقاً ما سمي بـ»وثيقة المنامة» التي طرحتها الجمعيات الست، وأعلن المواطنون مراراً أن الوفاق وغيرها لا تمثلهم داخلياً أو خارجياً، وهو ما يسحب الحق منها في منح صفة تمثيل الشعب كاملاً.وتشير توقعات المحللين إلى أن الخلافات حول الدخول في حوار التوافق الوطني داخل أروقة الوفاق ومرجعيتها الدينية هي سبب تلك التصريحات، حيث هناك فئة رافضة للجلوس على طاولة الحوار، وذلك يعني أن الوفاق وباقي الجمعيات لا تمثلها.ويؤكدون أن التيار الأكثر تشدداً في داخل تلك الجمعيات يرفض الحوار، بينما يرى فريق آخر أن الحوار ضرورة لإيقاف الخسائر التي ألمت بالوفاق على الصعيدين الداخلي والدولي، وهو الطريق الوحيد للحصول على بعض المكاسب السياسية، فضلاً عن الاستجابة للضغوط الدولية التي ترى أن الطاولة المستديرة هي المكان لطرح المطالب.ويؤكد مراقبون انكشاف الحقائق أمام الرأي العام الدولي وأن الوفاق ليست الشعب كامله بل تمثل شريحة بسيطة منه، بالإضافة إلى خروج الصوت المعتدل والذي يمثل الأغلبية إلى العلن، والتجمعات التي يقيمها بينت حجم الوفاق الحقيقي، والذي أصبح يردد به عيسى قاسم، بينما لا تزال الجمعية تنكره. عضو مجلس النواب عبدالله الدوسري أكد أن التناقض في تصريحات الجمعيات الست والوفاق ومرجعيتها هو تبادل للأدوار، ومحاولة من عيسى قاسم للدفع باتجاه الاستفتاء على مخرجات الحوار الوطني، مشيراً إلى أن عيسى قاسم غير من تصريحاته عبر المنابر في انقلاب على الدستور وميثاق العمل الوطني والمؤسسات الدستورية، وذلك لكي يطالب لاحقا بمبدأ الاستفتاء، كونه زعم قبلها أن من يجلسون على طاولة الحوار ليسوا ممثلين لكل الشعب.وأكد أن الوفاق ومرجعيتها مازلوا يمارسون التقية السياسية وهم ليسوا مختلفين فيما بينهم، إلا أنهم يحاولون نسف مكتسبات الشعب البحريني، والميثاق الذي أجمع عليه الشعب، فضلاً عن السنوات الإصلاحية منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لمقاليد الحكم.وقال الدوسري إن الوفاق ومرجعيتها قد يخشون من خسارة ما تبقى من الشارع المؤيد لهم، وهو ما يدفع لأن يكون أحد الأطراف ذا رأي متطرف يرى من خلال أعمال العنف والتخريب الطريق الوحيد لما يريد، بينما الآخر يمارس السياسة ويجلس على الطاولة ويتحاور مع الآخرين.