قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن: «الحوار الوطني في البحرين لن يستثني أي نقطة يرغب المتحاورون بطرحها، ولن يمنع التحاور في أي موضوع، مشدداً على ضرورة توفير الجو الملائم للحوار بوقف العنف الجاري في الشارع والذي وصفه بأنه «عدو الجميع».وأضاف الوزير في حوار مع قناة «الجزيرة» القطرية بثته يوم أمس السبت، أن «ما يجري في البحرين حوار وليست تفاوضاً، فتطلعات الشعب والطموحات السياسية ليست مجالاً للتفاوض».ورداً على سؤال حول زيارة وفد من جعية الوفاق إلى روسيا، قال الوزير إن: «موسكو أبلغت المملكة بأن استقبال هذا الوفد لا يأتي في سياق الضغط على البحرين، مشيراً إلى أن وفود الوفاق تجول العالم ولا يوجد أي مشكلة في ذلك، إلا أنه أعرب عن أسفه لكون هذه الجهود تجري في الخارج وليس مع إخوانهم في الوطن. ورأى أن الفائدة الحقيقة تكمن في الحوار الداخلي وليس الزيارات الخارجية.وفي ما يتعلق بإيران ودورها في البحرين والمنطقة، قال وزير الخارجية إن «طهران ليست جزءاً من الحل ولا يفترض أن تكون جزءاً من المشكلة»، لكنهم يصرون على التدخل في شؤون البحرين والمنطقة.وعن اتهامات إيرانية لدول الخليج بتدريب أشخاص لتنفيذ عمليات في إيران، أوضح «تعودنا على الاتهامات والوعيد والتهديد من إيران، ونرفض هذه الاتهامات تماماً، بل ولدينا أدلة على وجود جماعات تتدرب بإشراف إيران، فلا ترمينا بدائها وتنسل». وقال إن: «دول مجلس التعاون لم تبادر بأي موقف عدائي تجاه إيران، ودائماً إما تبادل بموقف إيجابي أو يكون موقفها رداً على موقف إيراني، لكنه أضاف: «لا نقابل مبادرات إيران بالثقة لأن لدينا شواهد سابقة، فكيف نبني جسور الثقة، وعلى طهران أن تعي أن مصالحها في العالم تبدأ بعلاقاتها مع جيرانها».ورأى أنه «قد لا يكون بمصلحة إيران أن تستقر الأمور في البحرين، حتى تستخدمها كملف كلما تعرضت للضغط بسبب تدخلها في سوريا».وفي ما يتعلق بقوات درع الجزيرة، جدد الوزير التأكيد على أنها «حمت منشآت حساسة في البحرين ضد أي خطر خارجي، وليس هناك أي دليل لدى أي جهة بوجود أي تواصل أو احتكاك بين هذه القوات وأي مواطن بحريني». ولفت إلى أن تواجد هذه القوات في البحرين دائم، وقد تحدث فقط عمليات إعادة تموضع فتذهب قوات وتأتي أخرى.وفي الشأن السوري، قال، إن «ما يهمنا الآن محنة الشعب السوري أكثر من أي طرف سياسي، ونريد نهاية سريعة يليها استقرار دائم»، مؤكداً أن موقف البحرين منسجم مع الموقف الخليجي والعربي في الملف السوري، «وكلنا نتفق على ضرورة التغيير لكن الذي يقود إلى الاستقرار وليس إلى الهاوية».وحول ما تشهده المنطقة العربية من ثورات، قال وزير الخارجية إنه يجب الوصول بتطلعات الشعوب إلى بر الأمان ولا يمكن الوقوف بوجه هذه التطلعات، ولكن يجب الحرص ألا تخطف أي جهة هذه التطلعات إلى مكان آخر»، واعتبر أن «ما نشهده ليس ربيعاً عربياً فقط بل ربيعاً إنسانياً يجب أن يكون موجوداً في كل مكان».وعن مسيرة منظمة مجلس التعاون الخليجي، قال الوزير إن وجود تباينات في آراء الدول الأعضاء لا يعني وجود خلافات، وهذه التباينات موجودة في كل المنظمات الدولية والإقليمية في العالم. ورأى أن المسيرة البطيئة لتطور منظمة مجلس التعاون الخليجي قد تكون سبب استمرارها، مشدداً على أن هذه المنظمة «سوف تتطور».