كتب - وليد صبري:مع انطلاق تظاهرة المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013، يقفز للأذهان سؤال مهم، ما نصيب البحرين من السياحة العلاجية؟ وهل مشافيها ومؤسساتها الصحية تغري الخليجيين على الأقل لطلب الاستشفاء هنا أم العكس؟.نسمع كثيراً بالصحف عن شكاوى مواطنين يطلبون العلاج بالخارج، حتى في حالات تكون ممكنة العلاج في البحرين، كيف يمكن بهذه الحالة الحديث عن السياحة العلاجية؟.بالمقابل يؤكد أطباء أن البحرين محطة مهمة للسياحة العلاجية على مستوى الخليج العربي، خلاف النظرة السائدة عن مستوى الخدمات الطبية المقدمة بمشافيها التخصصية.مقصد الخليجيين ويقول أطباء وخبراء إن هناك إقبالاً ملحوظاً على السياحة العلاجية في البحرين، وإن المملكة قبلة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي للتطبب والعلاج، لتوفر المراكز الطبية المتطورة والمستشفيات المتخصصة وعلاج الحالات المستعصية بأسعار مناسبة ومعقولة.ويضيفون أن المريض القادم من الخارج يحتاج من يومين لأسبوع للحصول على العلاج المناسب، ويشرحون «لا صعوبات في المتابعة الدورية بحكم قرب وسهولة التنقل إلى البحرين، ونظير احتضانها أماكن ترفيهية يستطيع المريض زيارتها بعد استكمال علاجه».استشارية طب وجراحة العيون د.هيفاء محمود تقول «هناك إقبال ملحوظ على السياحة العلاجية في البحرين، خاصة من قبل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي»، وتلفت إلى أن «مدى الإقبال يعتمد على أسماء المراكز الطبية المميزة، والأطباء المختصين المشهود لهم بالكفاءة في المنطقة».وذكرت أن «مستشفى د.هيفاء للعيون تقدم جميع الخدمات والتخصصات الدقيقة في طب وجراحة العيون، مثل جراحات الليزك بأنواعها، وجراحات المياه البيضاء والسوداء، وعلاج اعتلال الشبكية السكري، وأمراض العيون والحول عند الأطفال، والجراحات التجميلية للعيون».وأضافت أن «مريض العيون من خارج المملكة، يحتاج ما بين يومين إلى 5 أيام حتى يستكمل علاجه ويعود لبلاده معافى»، مشيرة إلى أنه «لا توجد صعوبات لدى مرضى دول مجلس التعاون الخليجي في المتابعة الدورية معهم بحكم قرب وسهولة تنقلهم من وإلى البحرين».البحرين تتقدم طبياًويتحدث استشاري أول الجراحة العامة في مستشفى نور التخصصي د.عبدالوهاب محمد عبدالوهاب، أن الإقبال على العلاج في مشافي البحرين لم يأت من فراغ.ويقول «كانت هناك أسباب جعلت من البحرين قبلة لكثير من أشقائنا الخليجيين، مثل المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وقطر وعمان، ومن هذه الأسباب التقدم الطبي وتنوع الكوادر من مختلف الجنسيات والتخصصات، إضافة إلى أن المريض لا يشعر بالغربة في البحرين، بل يشعر أنه بين أهله وفي وطنه، نتيجة لوحدة اللغة والدين والثقافة، كما إن البحرين تتمتع بأماكن ترفيهية متنوعة يستطيع المريض زيارتها بعد انقضاء فترة علاجه».وأضاف «من أكثر التخصصات التي يحتاجها المريض القادم من الخارج، تخصص الجراحة العامة، والنسائية، وجراحة المناظير والسمنة، والغدد الصماء، والعمود الفقري والظهر، والجراحة التجميلة، والأنف والأذن والحنجرة، وعلاج الأمراض الجلدية والعناية التجميلية بالبشرة، وأمراض القلب والسكري، والأمراض الداخلية، وعلاج ورعاية القدم السكرية، إلى جانب تدني كلفة العلاج قياساً بالدول الأوروبية مثلاً».وأوضح أن «مدة إقامة المريض داخل المستشفى تختلف من شخص لآخر، تبعاً لحالته، فبعض الحالات تستغرق يومين فقط، والبعض قد يستغرق أسبوعاً».وقال إن «فترات إقبال المرضى من الخارج تزيد في أوقات الإجازات، سواء كانت الإجازة الصيفية، أو إجازات الأعياد والمناسبات الوطنية».تميز الخدمة الطبيةاستشاري أمراض الغدد الصماء والسكري والمدير الطبي في مركز الخليج التخصصي للسكري د.وئام حسين قال إن «البحرين دائماً تشكل محوراً للطب منذ أن كانت الإرسالية الأمريكية المركز الوحيد، والمرضى يتوافدون عليه من دول أخرى للحصول على العلاج، وزاد الإقبال الآن مع توفر العديد من المراكز ذات الجودة العالية من حيث التخصص والعلاج المتوفر، وأكثر الوافدين لتلقي العلاج في البحرين يأتون لتميز الرعاية بمؤسساتنا الصحية».وأوضح أن «العمليات الجراحية تعد نقطة جذب مشتركة، ومن أكثر التخصصات التي تشهد إقبالاً من مرضى الخارج، لكن هناك أيضاً الاضطرابات الشائعة التي تحدث باستمرار مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الكوليسترول، وأمراض الغدة الدرقية، وهشاشة العظام». وأضاف «مركز الخليج التخصصي للسكري تم إنشاؤه من قبل جامعة «هارفرد» كمركز للسكري منذ 9 سنوات لتوفير مستوى عال من الرعاية لمرضى السكري واضطرابات الغدد الصماء في جميع أنحاء منطقة الخليج».
السياحة العلاجية تزدهر
٠٣ مارس ٢٠١٣