في فضاء فني مفتوح، يشتغل الفنان محمود الملا بالخط واللون، ويتحول الحرف بين أصابعه إلى متقابلات تشكيلية تنحي اللغة بعيداً عن القراءة البديهية إلى تأملات عميقة وملابسات موضوعية وشعورية، يفك آخرها عند السابعة من مساء اليوم في معرضه «آيات وأبيات.. وأخر متشابهات» برعاية سمو الشيخة ثاجبة بنت سلمان آل خليفة في مركز الفنون قرب متحف البحرين الوطني. ويحمل الملا سيرة الخط واللغة والعلاقة مع التشكيل الحروفي بقلب لوحاته وأعماله الفنية، ويفصح عن توظيبه الخاص لطرق الخط العربي وكيفية تلوينه للأحرف والخطوط كي يبتدع لنفسه أسلوباً مغايراً للكلام.يجسد هذا المعرض ثاني المعارض الشخصية في سياق فصل «السياحة الثقافية» بحدث المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013، بعد معرض الفنانة العالمية سوشانا، ويكرس لفكرة الخط العربي والاشتغال الحروفي بعيداً عن الاستخدام اليومي والاعتيادي الرتيب، حيث يجرد السماعيات الشفهية والمقروءات النمطية إلى حالات غريبة ترصدها فكرة الفنان الملا وخاماته وأدواته الخاصة.ويفتح الفنان من خلال المعرض طريقاً فريداً يشرح فيه المتخيل التشكيلي وعلاقته بمفهوم الذاكرة الكلامية ولكن بملامسات بصرية وحسية، تستمر حتى 10 مارس الحالي.وكان الملا تمكن خلال مسيرته الفنية من صياغة العديد من المنجزات الجمالية، إذ كلف بخط نسخة من دستور البحرين عام 1973، واختارت منظمة «اليونيسيف» لرعاية الطفولة عام 1989 أحد أعماله لطبعها على بطاقات الأعياد والمناسبات، وله العديد من المشاركات الداخلية في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، معارض جمعية البحرين للفنون التشكيلية، معرض الخط العربي لخطاطي البحرين في بيت القرآن 2002 ومعرض الخط المعاصر الثاني في دار البارح 2007.وتوازي تجربته المحلية رحلات عالمية أخرى شملت معرض صالون الفنانين الفرنسيين في باريس، معارض الخط العربي لفناني دول مجلس التعاون، بينالي القاهرة الدولي الثاني بمصر، معرض الخط العربي في ذكرى مرور خمسين عاماً على تأسيس الجامعة اللبنانية وانعقاد مؤتمر القمة العربية بلبنان، ومعرض الخط العربي في بيت الفن بمدينة طرابلس، وله ثلاثة معارض فنية أحدها كان في الأردن حصد فيها أول جائزة تقديرية عام 1977 عن مشاركته في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية السادس، كما حصل على درع ملتقى الرواد والمبدعين العرب في العاصمة القطرية الدوحة 2010.