كتب ـ عايدة البلوشي:أمنية أم فيصل أن يقول لها زوجها كلمة آسف عندما يخطئ بحقها ولو لمرة واحدة، وترى فاطمة راشد أن الرجل الشرقي يفتقد ثقافة الاعتذار «حتى لو كان على خطأ».وتقول منال محمد إن زوجها لا يمكن أن يعتذر أبداً ويستعيض دوماً عن كلمة آسف بـ»ما صار شي»، بينما تدأب هي على الاعتذار منه واستسماحه كلما أخطأت بحقه.ولا يجد محمود سالم حرجاً من الاعتذار لزوجته وقول كلمة آسف «أحياناً أقدم لها وردة وأحياناً أخرى كلمة آسف تحل المشكلة وأحياناً ابتسامة».الاعتذار ثقافة مكتسبةتتمنى أم فيصل سماع كلمة آسف من زوجها بعد مرور 7 سنوات على زواجهما «الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي يحدث لأسباب مختلفة بين الفينة والأخرى».وتقول إن الخطأ قد يكون من أي من الطرفين «عندما يكون هو المخطئ لا يعرف الاعتذار ولم يقل آسف يوماً، بينما ينتظر الاعتذار في حال أخطأت بحقه، هو اعتاد سماع كلمة آسف لا قولها». حاولت أم فيصل جاهدة تعليم زوجها ثقافة الاعتذار دون جدوى «الاعتذار ثقافة مكتسبة.. هو لم يكتسبها من بيئته وأسرته، جميع محاولاتي باءت بالفشل، وهو لايزال يكابر ولا يعتذر، وفي أحسن الأحوال يفتح موضوعاً آخر ليغطي على المشكلة الأساسية». «آسف» صعبة وترى فاطمة راشد في الاعتذار ثقافة «الرجل الشرقي يفتقدها، ومن الصعب عليه الاعتذار حتى لو كان على خطأ ولزوجته خاصة، ربما يعترف بالخطأ ولكنه لا يقول كلمة آسف، ويبدأ بطريقة غير مباشرة يقدم مبرراته وكأن شيئاً لم يكن، ويبدأ الحديث مع زوجته وعلى الزوجة أن تقبل فلا خيارات أمامها مع زوج لا يفقه أبجديات الاعتذار». منال محمد تقول إن زوجها لا يمكن أن يعتذر أبداً ولو كان المخطئ «كل ما يمكن أن يقوله ما صار شيء وهي تعني آسف في قاموسه، رغم أني اعتذر له دوماً».ويقول محمود سالم إن الخلافات الزوجية واردة في الحياة، والاعتذار ثقافة جميلة بين الناس سواء بين الزوجين أو الأصدقاء أو زملاء العمل «الإنسان السوي يعتذر متى ما بدر منه خطأ، لأن الاعتذار احترام للطرف الآخر».ويؤكد محمود أنه تربى على هذه الثقافة «والدي كان يقول لنا دوماً ومنذ الطفولة قول آسف، كلما أتينا وأخوتي فعلاً يغضبه أو يغضب والدتنا، وكان الاعتذار موجوداً بيننا كإخوة، والآن بعد الزواج هذه الثقافة مازالت موجودة بعلاقتي مع زوجتي، وتختلف طرق الاعتذار أحياناً أقدم لها وردة وأحياناً أخرى كلمة آسف وأحياناً ابتسامة تحل المشكلة».